الوالي حذيفة بن اليمان

اقرأ في هذا المقال


عن زاذان عن حذيفة بن اليمان قال: “قالوا: يا رسول الله لو استخلفت، قال: إن استخلفت عليكم فعصيتموه عذبتم، ولكن ما حدثكم حذيفة فصدقوه، وما أقرأكم عبد الله فاقرؤوه”.

الوالي حذيفة بن اليمان:

حذيفة بن اليمان هو حذيفة بن حُسَيْل اليمان من بني عبس، جاء والد حذيفة وحذيفة وأخوه إلى رسول الله وأسلموا، كان يُقال له (سر النبي محمد)، كان حذيفة يستطيع أن يقرأ الوجوه والأسرار، كان يرى على جميع مآتي الفتن وطريق الشر حتى يتقيه.

كان حذيفة بن اليمان قوي الإيمان، فقد رأى والده يموت عن طريق الخطأ في معركة أُحد بيد المسلمين؛ فصاح فجأة: أبي، أبي، ولكن الأوان قد فات، عندما علم المسلمون حزنوا جداً، إلا أنّه نظر إليهم وقال: “يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين”، ثمّ عاد يقوم بواجبه في المعركة، بعد انتهاء المعركة علم النبي بذلك، فأمر بالدِّية عن والد حذيفة، فقام حذيفة بالتصدُّق بها على المسلمين، فازداد حب النبي محمدله.

عن بلال العبسي عن حذيفة بن اليمان قال: “الناس تفرقوا عن رسول الله ليلة الأحزاب فلم يبق معه إلا اثنا عشر رجلاً، فأتاني رسول الله وأنا جاثٍ من البر  وقال: “يا ابن اليمان، قم فانطلق إلى عسكر الأحزاب، فانظر إلى حالهم”، قلت: يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما قمت إليك إلا حياءً منك من البرد، قال: “فابرز الحَرَّة وبرد الصبح، انطلق يابن اليمان ولا بأس عليك من حر ولا برد حتى ترجع إليَّ”.

اتجه حذيفة إلى المعسكر وسمع الأخبار، ثم جاء لرسول الله وهو قائم يصلي، فلما أنهى صلاته قال: “ابن اليمان اقعد، ما الخبر؟” قلت: يا رسول الله، تفرّق الناس عن أبي سفيان فلم يبق إلا عصبة توقد النار، قد صبَّ الله عليه من البرد مثل الذي صب علينا ولكنَّا نرجو من الله ما لا يرجو”.

عندما رأى حذيفة بن اليمان اقتراب موته خاف كثيراً ولم يتوقف عن البكاء، فقيل: ما يبكيك؟ فقال: “ما أبكي أسفاً على الدنيا بل الموت أحب إليَّ، ولكنِّي لا أدري على ما أقدم على رضاً أم على سخطٍ”، مات حذيفة بالمدائن في يوم من العام الهجري 36.


شارك المقالة: