قام أهل البصرة باختبار عبدالله بن الحارث والياً عليهم بعد أن توفي يزيد بن معاوية، فقد وضعه عبد الله بن الزبير على البصرة عندما استلم الخلافة، بعد فترة وجيزة قام بإزالته وبدّله بالحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة، ثار عبدالله بن الحارث مع عبد الرحمن بن الأشعث على الحجاج بن يوسف الثقفي، عند فشل حركتهم، قام عبدالله بالهروب إلى عُمان ومات فيها.
الوالي عبدالله بن الحارث:
جاء عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم إلى الحياة خلال عهد رسول الله، كان ذلك في العام التاسع للهجرة، فجاءت به والدته هند بنت أبي سفيان بن حرب إلى شقيقتها أم حبيبة، فحنّكه رسول الله ودعا له، كان عبدالله بن الحارث تابعي ومحدث بصري، كما أنه راوي من رواة الحديث النبوي.
قام عبد الله بن الحارث بالمشاركة في فتح الشام، عندما انتقل والده الحارث إلى البصرة، قام عبد الله بالذهاب معه، بعد وفاة يزيد بن معاوية واضطراب أوضاع الخلافة، اتفق أهل البصرة على اختبار عبد الله بن الحارث أمير عليهم؛ لأنّ والده من بني هاشم ووالدته من بني أمية.
عند استقرار أمر العراق لصالح عبد الله بن الزبير، تمّ وضع عبد الله بن الحارث والي على البصرة، عند استقرار الخلافة مرة ثانية لبني أمية واستلام الحجاج بن يوسف الثقفي العراق، غضب عبد الرحمن بن الأشعث وانضم إليه عبد الله بن الحارث، لكن حركة ابن الأشعث فشلت، فهرب عبد الله إلى عُمان من خوفه.
توفي عبد الله بن الحارث في عُمان عام 84 هجري، روى العديد من المؤرخون أنَّ عبد الله بن الحارث كان يقوم بأخذ البيعة إلى الحسين بن عليّ من أهل الكوفة، كما روى الطبري أنَّ المختار بن أبي عبيد وعبد الله بن الحارث بن نوفل خرجا مع مسلم بن عقيل، فخرج المختار براية خضراء وخرج عبد الله براية حمراء ويرتدي ملابس حمراء.
عندما وصل خبر حبس هانئ بن عروة إلى مسلم بن عقيل، نادى على الناس وأتى إليه 4000 من أهل الكوفة، كان منهم المختار بن أبي عبيد ويمتلك راية خضراء وعبد اللّه بن الحارث براية حمراء، فقام بترتيبهم ميمنة وميسرة وهو كان في الوسط.
أتى عبد الله بن الحارث بالراية الحمراء ووضعها على باب دار عمرو بن حريث وقال: “إنّما خرجت لأمنع عمراً؛ لأنَّ ابن الأشعث والقعقاع بن شور الذّهلي وشبث بن ربعيّ قاتلوا مسلماً وأصحابه عشيّة قتالاً شديداً”
