قال الإمام أحمد: “حدثنا عبد الصمد حدثنا حماد حدثني علي بن زيد أخبرني من سمع أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليرعفن على منبري جبار من جبابرة بني أمية يسيل رعافه قال فحدثني من رأى عمرو بن سعيد بن العاص رعف على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سال رعافه.
الوالي عمرو بن سعيد بن العاص:
عمرو بن سعيد بن العاص بن أبي أحيحة سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشي الأموي، الذي يلقّب بالأشدق بسبب فصاحته، والدته صفية بنت المغيرة بن عبد اللّه مخزوم، استعمله معاوية بن يزيد والياً على مكة المكرمة بعد أن توفي أبوه سعيد بن العاص، كان عمرو بن سعيد من سادات المسلمين ومن الذين اشتهروا بالكرم.
عندما توفي معاوية بن يزيد وضع عبد الله بن الزبير خليفة من بعده، فوقف معه جميع الأمصار إلّا العديد من المناطق بالشام التي ظلّت على ولائها للأمويين، كما أنّهم لم يوافقوا على خلافة خالد بن يزيد بن معاوية لأنّه كان صغبر السن، سعى من بني أمية مروان بن الحكم وعمرو بن سعيد الأشدق لاستلام الخلافة.
قامت القبائل التي توالي الأمويين بالاجتماع في الجابية حتى يجتمعون على رجل واحد، فكان الاتفاق على أن يستلم الخلافة مروان بن الحكم ثمّ خالد بن يزيد ويتلوهم عمرو بن سعيد، قبل وفاة مروان بن الحكم لم يلتزم الاتفاق وأعطى البيعة لابنه عبد الملك ثمّ عبد العزيز، إلّا أنّ عمرو بن سعيد لم يرضَ بذلك.
قام عمرو بن سعيد بالذهاب إلى عبد الملك، إلا أنّه قد غدر به، فقُتل عام 70 هجري، أنجب عمرو أمية الولد الأكبر وإسماعيل وسعيد وأم كلثوم ومحمد، كان الصحابي عمرو بن سعيد الأموي من الذين سبقوا إلى الإسلام، قام بالمشاركة في الهجرتين وشهد الفتح وحنين والطائف وتبوك.
قام رسول الله باستعمال عمرو بن سعيد على قرى تبوك وفَدك، قام عمرو بن سعيد بالهجرة إلى المدينة بعد غزوة خيبر، كما أنه شارك في فتح مكة وغزوة الطائف وتبوك، قالت العديد من الروايات أنّه من قام بصُنع خاتم النبي، استشهد عمرو يوم أجنادين.