لم تحدد المصادر التاريخية متى ولد مسلم بن عقبة، إلّا أنّ ابن عساكر ذكر أنّ مسرفاً قد أدرك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حيث كان عمر مسلم بن عقبة يوم وفاة رسول الله 40 عام، بعد وفاة الرسول ومرور العديد من السنوات دخل مسلم إلى الإسلام وشهد معركة صفين مع معاوية بن أبي سفيان وخسر فيها عينُه.
الوالي مسلم بن عقبة المري:
هو مسلم بن عقبة بن رباح بن أسعد بن ربيعة بن عامر بن مالك بن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان المُرِّي الذي يعرف بلقب المسرف ويكنّى بأبي عقبة، كان مسلم قاصي القلب ومن قسوته لم يستشعر قلبه الرحمة، فقد قيل أنه قام ببيع دينه بدنيا غيره وقام بانتهاك محارم الله وكانت طاعة اللئام عنده آثر ممّا عند الله تعالى.
كان مسلم بن عقبة أحد قادة الجيوش الذي قام يزيد بن معاوية بإرساله إلى موقعة الحرة، فقد توفي وهو في طريقة إلى مكة المكرمة من أجل قمع ثورة عبد الله بن الزبير وهو قائد من الدهاة القساة في العصر الأموي، قام يزيد بن معاوية باستعماله والياً لقيادة الجيش الذي أرسله للانتقام من أهل المدينة بعد أن أخرجوا عامله منها.
وصل خبر ليزيد بن معاوية أنّ أهل المدينة المنورة لحقوا بعبد الله بن الزبير، فقام بتجهز جيش فيه 6000 مقاتل ويرأسهم مسلم بن عقبة، كما أمر يزيد مسلم أن يتحدّث مع أهل المدينة فإذا رفضوا استباح بلادهم لمدة 3 أيام وقد أسرف مسلم في أهل المدينة قتلاً فسماه أهل الحجاز “مسرفاً” ولزمه هذا الاسم، ثم رُفع القتل وأخذ ممّن بقي فيها البيعة ليزيد.
مات مسلم بن عقبة بعد 3 ليالي من اقتحام المدينة وقد كان يمشي إلى مكة، قال مسلم بن عقبة:” للهم، إنّه لم يكن قوم أحبَّ إليّ أن أقاتلهم من قوم خلعوا أمير المؤمنين ونصبوا له الحرب، اللهم فكما أقررتَ عيني من أهل المدينة فأبقني حتى تقرّ عيني من ابن الزبير”، استلم إمارة الجيش بعد أن توفي الحصين بن النمير الكندي.