يرتبط تاريخ آسيا الوسطى بتاريخ الشعوب التي أقامت في آسيا الوسطى، وتم الحديث عن جميع الشعوب التي أقامت فيها وعن الأعمال التي كانوا يقومون بها، حيث كان معظم سكانها يعملون بالتجارة، وكانت الخيول البدوية تسيطر على المناطق السهلية فيها.
تاريخ آسيا الوسطى الحديث
كانت العلاقات بين والسكان المقيمين في آسيا الوسطى تعاني من الصراعات، حيث كانت الحياة التي يعيشها السكان مناسبة لخوض الحروب، الأمر الذي جعل فرسان السهوب من أكثر الشعوب قوة من الناحية العسكرية في العالم؛ وذلك بسبب القدرة القتالة العالية التي تمتعوا فيها ومشاركتهم بالحروب بشكل مستمر، وكان لزعماء القبائل والظروف المتغيرة في قيام العديد من القبائل بتنظيم نفسها في قوة عسكرية واحدة، والتي من شأنها أن تطلق في كثير من الأحيان حملات الفتح، خاصة في المناطق المتحضرة والتي كانت تشمل بعض هذه الأنواع من التحالفات القبلية وذلك أثناء عملية غزو الهون لأوروبا، والهجرات التركية المختلفة إلى ما وراء النهر، وهجمات وو هو على الصين، وأبرزها غزو المغول لجزء كبير من أوراسيا.
عند بداية القرن السادس عشر ميلادي انتهت سيطرت البدو في المنطقة، حيث ملك سكان المنطقة الأسلحة النارية وساعدهم ذلك على بسط سيطرتهم على المنطقة، مع نهاية القرن التاسع عشر ميلادي بدأت الإمبراطورية الروسية وسلالة تشينغ بتوسع سيطرتها في في الصين وفي عدد من المناطق وتمكنت من السيطر عل أجزاء واسعة من آسيا الوسطى، بعد قيام الثورة الروسية في عام 1917 ميلادي.
قام الاتحاد السوفيتي بضم معظم أراضي آسيا الوسطى، إلا أنّه لم يتمكن من السيطرة على أفغانستان ومنغوليا حيث كانت تلك الدولتين محافظات على استقلالهم بشكل اسمي، على الرغم من أنّ منغوليا كانت دولة تابعة للاتحاد السوفيتي وفي القرن العشرين ميلادي غزت القوات السوفيتية أفغانستان، كانت المناطق السوفيتية في آسيا الوسطى تتميز بكثرة عمليات التصنيع، كما اهتمت ببنية البنا التحتي في المنطقة، بالإضافة إلى قمع الثقاف والعادات؛ ممّا أدى ذلك إلى قيام الثورات والتمردات في المنطقة.
كان أول وصول للإنسان البشري إلى أراضي آسيا الوسطى إلى قبل ما يقارب خمسون ألف سنة وكانت بداية وصولهم إلى جبال التبت وكانت بداية الوصول إلى جنوب شرق آسيا، إلا أنّ تلك السلالة بدأت بالانقراض بشكل سريع، خلال العصر الحجري القديم آسيا الوسطى بوجود سكان مميزين وكانت تربطهم علاقة وثيقة مع بأوروبا وخاصة شمال أراضي أوراسيا القديمة، ساعد ذلك في جعل أصول شرق آسيا ذات الصلة المربوطة في العصر الحجري القديم موجودة في وسط آسيا، عند بداية العصر البرونزي بدأت آسيا الوسطى القديمة تستقبل أحداث هجرة متنوعة من أوروبا والشرق الأوسط، والتي كانت مرتبطة بالهندوأوروبيين.
خلال العصر البرونزي كانت آسيا الوسطى تتكون من الشعوب الإيرانية، حيث كانت بعض تلك المجموعات يعود أصله إلى باليوسيبيرية والساموية، وعند بداية العصر الحديدي تعرضت آسيا الوسطى إلى عدد كبير من الهجرة من السكان المرتبطين بشرق آسيا، وأصبحت متنوعة بشكل متزايد، وقامت الشعوب التركية التحرك ببطء نحو أراضي آسيا الوسطى وأقام السكان المحليين الناطقين بالإيرانية السابقين، الأمر الذي جعل سكان آسيا الوسطى جميعهم من الإيرانيين وكان معظم سكانها من أصل شرق آسيوي.
يتميز سكان وسط آسيا الحديثون بأصولهم والذي يعود إلى غرب أوراسيا وشرق أوراسيا، وكان عدد كبير منهم من أصل شرق آسيوي بشكل أساسي، وكان لهم دور كبير في عملية توسيع الشعوب التركية الخارجة القادمة من شرق وشمال آسيا ومنغوليا، خلال العصر الحجري الحديث تم استخدام مصطلح الميزوليتي الخزفي في آسيا الوسطى، تمكن علماء الآثار الروسسين من العثور على الآثار اقديمة والتي كما قالوا يعود تاريخها إلى عام 7000 قبل الميلاد، وكما قال العلماء فانّ سكان آسيا الوسطة في تلك الفترة كانوا يعملون في الزراعة وتعد ثقافة بوتني هي من أقدم الثقافات في آسيا الوسطى وتم العثور على تلك الآثار في سيبيريا.
عند بداية السنة الألفية قبل الميلاد في سهول بونتيك قزوين، تطورت الثقافات النحاسية، وكانت عبارة عن مجتمعات صغيرة تقيم في مستوطنات دائمة بدأت بعد ذلك الاندماج في الأعمال الزراعية الرعي، وبدأت تلك المجتمعات بعد ذلك بتربية الأحصنة والتجارة فيها، يعد شمال غرب المنطقة أساس اللغات الهندية والأوروبية، حيث تم العثور على العربة التي تجرها الخيول والتي يعود تاريخها إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد.
مع بداية عام 2000 قبل الميلاد تم العثور على شكل عربات حربية ذات عجلات، الأمر الذي ساعدها على أنّ تكون أكثر قدرة على المناورة، وتمكنت من السيطرة على ساحات القتال، وقد أدى الاستخدام المتزايد للخيول، لوجود أنظمة الري الغير مستقرة وقد ساعدت الزراعة الواسعة في المنطقة، إلى ظهور الرعاة الرحل وسيطرتهم مع بداية عام 1000 قبل الميلاد، وقد ساعد ذلك على التوسع السكاني خلال العصر الحديدي، كان هناك مجموعات بدوية تسيطر على قطعان من الأغنام والخيول، وكانت تلك القبائل تقوم بهجرات سنوية؛ وذلك من أجل العثور على مراعي جديدة وكانت تعرف باسم قبائل الترحيل وكان السكان يقيمون في خيم مصنوعة من الجلد.
تمكن البدو من السيطرة على السهول شبه القاحلة، الأمر الذي أدى إلى تأسيس دول المدن الصغيرة والمجتمعات الزراعية واتي كانت تستقر في المناطق الرطوبة في آسيا الوسطى، يعود تاريخ مجمع باكتريا مارجيانا الأثري إلى بداية الألفية الثانية قبل الميلاد واتي تعد أول حضارة مستقرة في المنطقة، وكان يتم زراعة القمح والشعير بالري، وتم صناعة العربة ذات العجلات، والذين يقيمون في شمالهم في غرب سيبيريا وأراضي روسيا وجزء من أراضي كازاخستان، وبقوا على قيد الحياة كثقافة حتى الألفية الأولى قبل الميلاد.
مع نهاية القرن الأول قبل الميلادي بدأت بعد ذلك ظهور أقوى دول المدن الصغديانية في وادي فرغانة، وأصبحت تلك المدن فيما بعد مكاناً لتجار طريق الحرير وزادت ثروتهم من خلل تلك التجارة، كان بدو السهوب يعتمدون على الأشخاص المستقرين لمجموعة واسعة من السلع التي كان من المستحيل على السكان العابرين إنتاجها، كان البدو يتاجرون في هذه الأشياء عندما أمكنهم ذلك ، ولكنهم لم يتمكنوا من إنتاج سلعاتهم، الأمر الذي دفعهم القيام بأعمال المداهمات.
قدمت بعد ذلك مجموعة من الشعوب لتقيم في السهوب وشملت تلك الشعوب شعوب الهندو أوروبيين والأتراك واليوزهي والفُرس، وعلى الرغم من الاختلافات العرقية بين تلك الشعوب، إلا أنّه كانت تربطهم ثقافة مشتركة سهلت عليهم العيش في المنطقة وانتشرت التجارة بين تلك الشعوب.