اقرأ في هذا المقال
ولد دارا شكوه في عام 1615 ميلادي وهو ابن شاه جهان وعند توليه الحكم قامت الكثير من الصراعات بينه وبين اخوته للسيطرة على الحكم، كان دارا شكوه مسلماً وقام بتأليف الكتب عن الصوفية، وعندما تولى الحكم حاول جعل الإمبراطوري المغولية تعيش في حال من السلام والاستقرار، وتعني كلمة دارا صاحب الثورة.
تاريخ الإمبراطورية في ظل حكم دارا شكوه
كان يوجد لدارا شكوه ثلاثة عشر شقيقاً، كانت تربطه علاقة وثيقة مع أخته الكبرى جهانارا، تعلم دارا القرآن والشعر الفارسي والتاريخ والخط العربي كان مسلم ليبرالي وغير تقليدي، كانت اللغة الفارسية هي اللغة الأم لدارا، تعلم اللغة الهندية والعربية وفيما بعد تعلم اللغة السنسكريتية، في عام 1627 ميلادي توفي جد دارا الإمبراطور جهانجير وفي عام 1628 ميلادي تولى والده الحكم، في عام 1633 ميلادي تم تعيين دارا مساعداً لأبيه، خلال فترة حياة والدته ممتاز محل، كان دارا شيكو مرتبط من ابنة عمه الأميرة نادرة بنو بيجوم وتزوج منها في عام 1633 ميلادي، في منطقة أجرا وسط احتفالات كبيرة.
أمر دارا بتجميع بعض الأعمال الفنية الراقية في ألبوم تم تسميته باسم ألبوم دارا شيخوه، في عام 1641 كان لدى دارا محظيتان، وحسب القوانين المغولية تم تعيين دارا شكوه قائد عسكري وهو في عمر صغير، وتم تعيينه كقائد عسكري لعدد من الحملات العسكرية، في عام 1642 ميلادي أخبر شاه جيهان أن دارا شكوه وريثه، وتم منحه لقب أمير الثروة العالية، بدأت صحة والد دارا شكوى بالتدهور، تعر دارا شكوه بعد ذلك لمجموعة من الأوامر، في عام 1652 ميلادي تم تعيينه حاكم في كابول ومولتان وتم ترقيته فيما بعد إلى لقب شاه.
اشتهر دارا شكوه بأنّه كان نموذج للتعايش والتقاليد في شبه القارة الهندية، كما اتصف بأنّه كان بطلاً ملماً بالتكهنات الدينية الصوفية، بالإضافة إلى كونه كان شاعراً وملماً بكل الثقافات وحاول الجمع بين جميع الأديان، هذا جعله ليس له دور كبير في الإمبراطورية، في نظر أخيه الأصغر الأرثوذكسي وغريب الأطوار من وجهة نظر العديد من سماسرة النفوذ الدنيويين الذين يحتشدون حول عرش المغول، كان دارا شكوه من أتباع الصوفي الأرميني الصوفي الدائم سرمد كاشان، كذلك القديس الصوفي الشهير في لاهور ميان مير، الذي قدمه له الملا شاه بدخشي، كان ميان مير يحظى باحترام كبير بين جميع المجتمعات لدرجة أنه دعاه السيخ لوضع حجر الأساس للمعبد الذهبي في أمريتسار.
حاول دارا شكوه تطوير صداقة مع المعلم السيخ السابع جورو هار راي، حاول دارا شكوه إيجاد لغة صوفية مشتركة بين الإسلام والهندوسية، لتحقيق هذا الهدف أكمل ترجمة خمسين من الأوبنشاد من اللغة السنسكريتية الأصلية إلى الفارسية في عام 1657 حتى يتمكن لعلماء المسلمين من دراستها، حيث في المقدمة فرضيته التأملية بأن العمل أشار إليه في القرآن باسم كتاب المكنون أو كتاب مخفي، ثم أصدر الأوامر إلى المؤلفين بتجمعه ما تم كتابته في كتاب واحد وتسميته باسم الكتاب الصوفي.
تولي دارا شكوه الحكم في الإمبراطورية المغولية
في عام 1657 ميلادي مرض شاه جهان، وقد أدى ذلك إلى قيام صراعات على الحكم بين الأمراء المغول الأربعة، على الرغم من أنّ لم يكن هناك سوى دارا شكوه وأورنجزيب الذين حققوا النصر، كان شاه شوكا أول من قام بتلك الخطوة، وأعلن نفسه إمبراطور موغال في البنغال وسار باتجاه أجرا من الشرق، وشكل مراد بخش تحالف مع أورنجزيب، في نهاية عام 1657 ميلادي، تم تعيين دارا شكوه حاكماً في مقاطعة بيهار، على الرغم من الدعم القوي من شاه جيهان، تمكن دارا شكوه من تحقيق النصر في معركة بهادور بور في 14 فبراير 1658 ، هُزم دارا شكوه من قبل أورنجزيب ومراد خلال معركة ساموجار، سيطر أورنجزيب على حصن أجرا.
بعد الهزيمة انسحب دارا شكوه من أجرا إلى دلهي ومن ثم توجه إلى لاهور، كانت يريد التوجه بعد ذلك إلى ملتان ومن ثم إلى ثاتا وعبر نهر ران كوتش ووصل إلى كانيوار، التقى شاه نواز خان مع حاكم مقاطعة غوجارات وقام بفتح الخزانة لدارا شكوه وقدم له المساعدة في تجنيد جيش وسيطر عل عدد من المدن، حاول إقناع مهراجا جاسوانت سينغ في دعم قضيته، وقرر دارا شكوه اتخاذ موقف ومحاربة الذين أرسلهم أورنجزيب إلى الحرب، في عام 1659 ميلادي تم إرساله مرة للمشاركة في معركة ديو وري، بعد هزيمته هرب إلى السند وطلب الحماية من ملك جيوان جنيد خان بارزاني، قام دارا شكوه بإنقاذ الأمير المغولي، إلا أنّه في عام 1659 ميلادي، خان جنيد دارا شكوه وسلمه إلى جيش أورنجزيب.
قام دارا شكوه بالذهاب إلى دلهي وتم وضعه على فيل متسخ وتم التنقل في شوارع المدينة مربطاً بالسلاسل، تم بعد ذلك تحديد مصير دارا شكوه من خلال التهديد السياسي الذي وضعه كأمير والذي كان يحظى بشعبية لدى الشعب، وتم عقد اجتماع يتكون من طبقة النبلاء ورجال الدين، وتولى ذلك الاجتماع أورنجزيب، وسع إلى ذلك الاجتماع إيقاف عملية التمرد في دلهي، وأعلن من خلال ذلك الاجتماع بأنّ التمرد يشكل تهديد لحالة السلام التي تعيشه الإمبراطورية ومن يقوم بالتمرد يعتبر مرتد الإسلام، في عام 1659 ميلادي تم اغتيال دارا شكوه على يد أربعة من أتباع أورنجزيب، دفن دارا شكوه في قبر مجهول في مقبرة همايان في دلهي.
في عام 2020 قررت الحكومة الهندية القيام بعملية المسح الأثري للهند، وذلك من أجل العثور على مكان دفن دارا شكوه، بحث العلماء ولم يتمكنوا من الوصول إلى قبر دارا شكوه، حيث تم العثور على 140 قبر ولم تكن هناك معالم خاصة لقبره لتميزه عن غيره، حيث كانت المنطقة مليئة بالقبور ولم يكن هناك معالم تميز قبراً عن الآخر.
وحسب ما تم ذكره في كتاب نيكولاو مانوتشو والذي كتب عن البلاط المغولي، وقال في وفاة دارا شكوه على دارا، أنّه عندما تم القبض عليه قام أورنجزيب بإرسال طلب إلى رجاله برفع رأسه إليه وقام التأكد منها أنّها رأس دارا بالفعل، ثم تمت عملية تشويه رأسه بسيفه ثلاث مرات، وأصدرت الأوامر بوضع رأسه في صندوق وتقديمه إلى والده المريض شاه جهان، ليتم تسليمها فقط عندما جلس الملك شاه جهان لتناول العشاء في سجنه، أخبر الحراس شاه جهان أنّ الملك أورنجزيب أحضر له من ابنه رسالة وإنّها عبارة عن لوحة فنية، فرح شاه جيهان ولم يكن يعلم ماذا يوجد في الصندوق، وعندما فتح الصندوق أصيب شاه جيهان بالرعب وفقد الوعي.