تاريخ مدينة اولونجابو الفلبينية

اقرأ في هذا المقال


تقع مدينة اولونجابو في غرب مقاطعة لوزون في الفلبين، تقع المدينة في منطقة منخفضة بالقرب من رأس خليج سوبيك، تعرضت مدينة اولونجابو لأضرار جسيمة خلال الحرب العالمية الثانية، أصبحت بلدية في عام 1959 ميلادي ومدينة مستأجرة في عام 1966 ميلادي.

مدينة اولونجابو الفلبيينة

كانت محطة سوبيك باي البحرية التابعة للجيش الأمريكي تقع في مكان قريب وكانت مسؤولة إلى حد كبير عن النمو السريع للمدينة ومؤسساتها التجارية والخدمية في النصف الثاني من القرن العشرين ميلادي، أخلت الولايات المتحدة الأمريكية القاعدة وسلمتها إلى الفلبين في عام 1992 ميلادي، ومنذ ذلك الحين تم تطوير الكثير من القاعدة السابقة إلى ميناء حر ومنطقة اقتصادية خاصة تضم مصانع ومطاراً دولياً، وقد ساهمت هذه المرافق بشكل كبير في النمو الاقتصادي للمنطقة.

في عام 2012 ميلادي بدأت الحكومة الفلبينية في منح السفن الحربية الأمريكية استخداماً مؤقتاً محدوداً لمرافق ميناء خليج سوبيك، تعد مدينة اولونجابو المعترف بها كمركز سياحي رئيسي تجذب سنوياً العديد من الزوار إلى العديد من المنتجعات والشواطئ.

كانت مدينة اولونجبو مأهولة بالسكان وذلك قبل أنّ يكتشفها الإسبان، كانت آنذاك قرية صيد صغيرة تسمى سوبيك، حيث كان غالبية الناس يحصلون على سبل عيشهم من خلالها، عندما جاء الأسبان واحتلوا المدينة في عام 1884 ميلادي جعلوها مستوطنتهم البحرية، أعلن الملك ألفونسو الثاني خليج سوبيك كمعقل لإسبانيا في الشرق الأقصى بسبب ميناء المياه العميقة المميز والحماية التي توفرها الجبال المحيطة بالمكان من الرياح القوية.

أحداث تاريخية في مدينة اولونجبو

بعد 14 عاماً من الحرب الإسبانية الأمريكية استولى الأدميرال جورج ديوي على أولونجابو وخليج سوبيك؛ ممّا جعل منطقة الخليج ومدينة اولونجابو بأكملها محمية عسكرية أمريكية، تم إنفاق ملايين الدولارات على تحويل القاعدة، بعد ثمانية سنوات طالب المواطنون الفلبينيون بإعادة مدينة اولونجابو إلى حكم الفلبين، في عام 1959 ميلادي تم تسليم مدينة اولونجابو إلى الحكومة الفلبينية وتحويلها إلى بلدية بموجب الأمر التنفيذي.

بعد سبع سنوات وقع الرئيس فرديناند إي ماركوس القانون الجمهوري في عام 1966 ميلادي؛ ممّا جعل مدينة اولونجابو مدينة مستأجرة، في عام 1983 ميلادي أصبحت مدينة اولونجابو المدينة شديدة التحضر في وسط لوزون، في عام 1991 ميلادي اندلع جبل بيناتوبو، مما تسبب في أضرار جسيمة في منشأة الولايات المتحدة الأمريكة وفي مدينة أولونجابو.

كما لوحظ أنّ مجلس الشيوخ الفلبيني رفض في هذا العام اتفاق المعاهدة بين جمهورية الفلبين والولايات المتحدة الأمريكية، في عام 1992 ميلادي تم تسليم المرفق البحري الأمريكي إلى الحكومة الفلبينية، وتم تسليم سوبيك إلى إدارة سلطة خليج سوبيك المتروبوليتان.

يعود تاريخ خليج سوبيك ومدينة ولونجابو إلى عام 1885 ميلادي، حيث أذنت اللجنة البحرية الإسبانية ببناء أرسنال في مدينة اولونجابو، خطط الأسبان لجعل محطتهم البحرية وقرية أولونجابو جزيرة محمية ضد هجوم العصيان، لقد قاموا بتجريف واسع للميناء والحوض الداخلي وبنوا قناة تصريف، عملت القناة على تجفيف منطقة المستنقعات حول الفناء وأيضاً لتشكيل خط دفاع.

في عام 1898 ميلادي قادت سفينة ديوي الرائدة يو إس إس أولمبيا الأسطول الآسيوي إلى خليج مانيلا، في عام 1899 ميلادي هبطت مائة من مشاة البحرية الأمريكية تحت قيادة النقيب جون مايرز في خليج سوبيك مع أوامر بتولي مسؤولية المحطة البحرية في أولونجابو والعناية بجميع الممتلكات العامة ومنع أي تدمير لها، استخدم الأمريكيون البوابة الغربية التي أطلقوا عليها اسم البوابة الإسبانية كبوابة رئيسية للمحطة لسنوات عديدة خلف البوابة الإسبانية كانت هناك مقبرة بحرية صغيرة.

تم استخدام البوابة أيضاً كسجن من قبل كل من الإسبان والأمريكيين، عاش المارينز الأوائل في خليج سوبيك في ثكنات ومستودعات بناها الإسبان، بعد تشكيل القوة الاستكشافية كان من الضروري استكمال المباني الإسبانية بأكواخ من القش مصنوعة من أوراق نخيل نيبا، في عام 1905 ميلادي من قِبل الجيش الأمريكي وتم تركيب مدافع دفاع ساحلية منظر على الواجهة البحرية للمحطة البحرية في خليج سوبيك تم التقاطه في عام 1912 ميلادي في المقدمة صورة تطل على شارع رئيسي.

كانت بلدة اولونجابو في المحمية البحرية وكانت تدار من قبل البحرية الأمريكية، احتل الأسبان المكانة لأكثر من قرن حتى هزيمة الأسطول الإسباني في خليج مانيلا في عام 1898 ميلادي ولا تزال البوابة الإسبانية في المحطة البحرية قائمة، بمجرد أنّ استولى الأمريكيون على خليج سوبيك وجدوا المكان مهماً استراتيجياً للطعام والوقود للأسطول، أصبحت المدينة فخر مقاطعة زامباليس لكن المدخل الوحيد كان من البحر، لم تخترق أي طرق الجبال العالية التي يصعب الوصول إليها والتي تحيط بالخليج.

في عام 1932 ميلادي تم الانتهاء من الطريق وتم ربط مدينة اولونجابو ببقية البلاد، استمر نمو المدينة على الرغم من الانتقال المؤقت لمعظم المنشآت البحرية، مع بداية عام 1941 ميلادي زاد عدد سكان مدينة اولونجابو أدى القصف المفاجئ لبيرل هاربور وغزو الفلبين من قبل اليابانيين إلى إنهاء سريع للأوقات السعيدة في مدينة اولونجابو، فقط عدد قليل من الأفراد الأمريكيين كانوا موجودين في خليج سوبيك عندما هاجم اليابانيون، لم تتمكن القوة الصغيرة من الصمود أمام الهجمات الجوية لذا انتقلوا إلى مواقع دفاعية استراتيجية وإلى مناطق كانت فيها خدماتهم في أمس الحاجة إليها.

بعد أسبوع استنفدت موارد المدافعين نزح سكان البلدة إلى الجبال تاركين وراءهم أنقاض القاعدة البحرية والمدينة التي احترقت بالكامل. تبنى الشعب سياسة الأرض المحروقة مع تقدم اليابانيين بسرعة، في الجزء الأخير من عام 1942، احتلت القوات الإمبراطورية اليابانية أولونجابو وبدأت في إزالة أنقاض المدينة، احتل الجنود اليابانيون المنازل القليلة المتبقية، بعد ذلك استسلم المدافعون الأمريكيون والفلبينيون دون قيد أو شرط؛ ممّا وضع البلاد تحت الحكم الحديدي لليابانيين.

تم تشكيل حركة مقاومة مناهضة لليابان في التلال القريبة حول النقيب إي إس جونسون الذي فقد ابنًا وأخاً لليابانيين، وحُكم على كل من تم التعرف عليهم على أنهم ينتمون إلى المقاومة بإطلاق النار عليهم من قبل اليابانيين، تم القبض على جونسون وعدد قليل من رفاقه بسبب خيانة أحد رجاله لكن أثناء انتظار الإعدام هربوا من السجن وعادوا إلى التلال، ثم قاموا بمضايقة القوات اليابانية كلما أمكنهم ذلك في الليل ثم عادوا ليلا إلى الجبال.

في 1945 استيقظ سكان أولونجابو ليجدوا المئات من الطائرات الأمريكية في السماء، ركبت القوات اليابانية شاحناتها وتوجهت إلى ممر زجزاج لم يجرؤ أي من سكان البلدة على الخروج خوفا من أن يقوم اليابانيون المنسحبون بإطلاق النار على كل فلبيني يجدونهم في الأفق. بعد ساعات امتلأ خليج سوبيك بالسفن الأمريكية وهبطت القوات الأمريكية دون مقاومة، كان ممر زيك زاك موقعاً لمعركة دامية بين القوات اليابانية والأمريكية، بمجرد أنّ غادر العدو أدرك الأمريكيون محنة شعب أولونجابو وبدأوا في مساعدتهم بكل الطرق الممكنة.


شارك المقالة: