يعود تاريخ كاوهسيونغ إلى بداية القرن السابع عشر ميلادي، يوجد هناك الدراسات الأثرية قد وجدت علامات على النشاط البشري في المنطقة منذ عام 7000 عام وذلك قبل القرن السابع عشر ميلادي، كانت المنطقة مليئة بالسكان وكان يقيم فيها قبيلة ماكاتو من قبيلة سيرايا الأصلية الذين استقروا على جزيرة تاكاو، والتي تعني غابة الخيزران.
تاريخ مدينة كاوهسيونغ
يعود تاريخ النشاط البشري في منطقة كاوشيونغ إلى قبل 4700 سنة، كانت معظم البقايا المكتشفة موجودة في التلال المحيطة بميناء كاوشيونغ وتشمل القطع الأثرية التي تم العثور عليها في على آثار قديمة ومنها عدد من المعابد، والتي تعرف بأنّها حضارات ما قبل التاريخ دابين كنج، ويوجد فيها داهو ونياسونغ أنها تسكن المنطقة، أظهرت الدراسات التي أجريت على ما قبل التاريخ في معبد لونغون وتعد تلك الحضارة حدثت تقريبًا في نفس أوقات بدايات حضارة السكان الأصليين ماكاتو، ويشير ذلك إلى وجود حضارات قديمة وذلك على عكس بعض المواقع الأثرية الأخرى في المنطقة.
يعود معبد لونغون إلى تاريخ قديم ويوجد بعض التقارير المحفوظة جيدًا، أشارت القطع الأثرية التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ إلى أن ميناء كاوشيونغ القديم كان في الأصل بحيرة، حيث كانت الحضارات المبكرة تعمل في المقام الأول كمجتمعات تحتضن الصيد، كما تم اكتشاف بعض الأدوات الزراعية، ويشير ذلك إلى وجود بعض الأنشطة الزراعية أيضًا، تم العثور على علامات أحدث مستوطنة هان الصينية القريبة من مدينة تسويينغ القديمة، وتعد واحدة من أكبر الاكتشافات للآثار الثقافية الصينية الهانية الحديثة حتى الآن، تضمنت القطع الأثرية المكتشفة أنواع متنوعة من الخزف والفخار ويعتقد أنّ أصلها صيني يرجع تاريخه إلى أوائل عهد أسرة تشينغ والذي يعود تاريخها إلى قبل ما يقارب 400 عام.
تعد حضارة فنغبيتو حضارة العصر الحجري الحديث الموجودة في منطقة تايوان وتظهر تأثيرات كبيرة من ثقافات البر الرئيسي في المنطقة، كما يقال أن الحضارة استمرت لمدة طويلة، حيث تم العثور على الحفريات الأثرية وعلى مجموعة من القطع الأثرية المدفونة في طبقات متنوعة، كما تم العثور على بقايا في جميع أنحاء الأجزاء الجنوبية والوسطى من الساحل الغربي لتايوان، والذي يوجد مع الآثار التي تم العثور عليها في فنغبيتو والقريبة من منطقة لينيوان والذي كان ممثل الحضارة بشكل عام، كانت الحضارة مغمورة في الأصل، مع الخط الساحلي الحديث الذي تشكل من انخفاض مستويات سطح البحر وتراكم دلتا النهر، كما تم اكتشاف الآثار خلال فترة الاستعمار الياباني، إلى جانب آثار الحضارات الأخرى ، وتعد من أهم المواقع الأثرية في تايوان.
تعد ثقافة دابن كينج والتي كان يتميز بظهور الفخار المميز الذي يحتوي على حبيبات الرمل الدقيقة ويعود تاريخها كانت موجودة منذ عام 4700 ميلادي، تقع تل قذائف تاو تشيوان في الجزء الشمالي الغربي من شمال شيشان وتعد بأنّها واحدة من أقدم الآثار التي تم اكتشافها في كاوشيونغ، حيث تم العثور على فخار وأدوات حجرية وشواهد من مدافن بشرية في المنطقة، وكانت المجتمعات تعمل في الصيد والأعمال اليدوية.
كان القرصان لين داوتشيان أحد الشخصيات الشعبية في منطقة تاكاو والتي كان يقيم فيها الهولنديين، والذي عرف بأنّه نشيط في سرقة كنز السفن خلال حكم إمبراطور مينغ جياجينغ في عام 1522 ميلادي وحسب ما تم ذكره الفولكلور أنه أثناء رسو لين في تاكاو في عام 1563 ميلادي، قام بوضع كنزه في ثمانية عشر ونصف سلة من الخيزران وقام بوضعهم في التلال المحيطة، قام لين من قبل سيد فنغ شوي بالإخبار أنه قام بدفن والده المتوفى في “كهف التنين”، بدأ الاستعداد في أن يطلق ثلاثة سهام باتجاه العاصمة الإمبراطورية في الشمال الغربي في اليوم التالي قال أنّه قادر على احتلال جميع الأراضي تحت السماء.
في الليلة الأخيرة قبل قيام الحرب لم يكن جين لين قادراً على النوم، حيث كان جالساً تحت مصباح مع الديك، في ساعة منتصف الليل لمس جين لين الديك ليأكله لكنه أذهل الديك عن غير قصد وصاح الديك، استيقظ لين واعتقد خطأ أنّ وقت الفجر قد حان وأطلق على الفور ثلاثة سهام إلهية باسمه باتجاه العاصمة الإمبراطورية في الشمال الغربي وكان معتقداً أنه نجح ومن ثم عاد لين إلى النوم وهو يحلم بأنه أصبح إمبراطوراً، اتجهت السهام الثلاثة إلى القصر الإمبراطوري وضربت عرش التنين، وعلى الرغم من ذلك عندما كان منتصف الليل، كان العرش ما يزال فارغ في صباح اليوم التالي وجد الإمبراطور الأسهم الثلاثة التي عليها اسم لين عالقة في عرشه، أدرك الإمبراطور أن لين قد حاول قتله، فغضب وأمر قواته باعتقال لين.
مع اقتراب القوات الإمبراطورية حاول لين الفرار إلا أنّ أخته تأخرت عن المغادرة دون سلالها الذهبية من الكنز وقد أدى ذلك إلى دخولهم في حالة من الذعر فقام لين بقتل أخته قبل أن يشق طريقه للخروج من قوات الحصار، وخلال تلك العملية ضرب لين جانب الوادي بين جبل تاكو وجبل تشي هو، فكسر حفرة تدفقت من خلالها مياه البحر، هرب لين ورجاله عن طريق البحر من هذه الحفرة، خلال حكم سلالة مينج الصينية الحاكمة، كانت البحار المحيطة بتايوان مياه خارجة عن القانون، وكان ينتشر فيها القراصنة، قادت المحكمة الإمبراطورية ثلاث حملات بحرية منفصلة ضد قراصنة وكوه والعاملين في المياه المحيطة بتايوان.
كانت بداية الحملات في عام 1603 ميلادي، مع بداية عام 1624 ميلادي أصبحت تايوان مستعمرة هولندية، وذلك بعد أن تم طرد قوات مينغ شركة جزر الهند الشرقية الهولندية من بينغو، في ذلك الوقت كان تاكاو أحد أهم موانئ الصيد في جنوب تايوان، الهولنديون اسمه تاكاو تانكو يا، والميناء تاكويا، مع بداية عام 1726 ميلادي أطلق المبشر الهولندي فرانسوا فالينتين على جبل تاكاو اسم أبين بيرغ واستمر اسمه كذلك في الخرائط الملاحية الأوروبية حتى القرن الثامن عشر ميلادي.
تم بعد ذلك تقسيم تايوان إلى خمس مناطق إدارية، حيث كانت تاكاو ضمن المنطقة الواقعة في أقصى الجنوب، وفي عام 1630 ميلادي، بدأت أول هجرة واسعة لصينين الهان إلى تايوان؛ وذلك بسبب انتشار المجاعة في فوجيان، حيث سعى التجار الصينيين شراء تراخيص الصيد من الهولنديين أو الاختباء في قرى السكان الأصليين للهروب من السلطات الصينية، في عام 1920 ميلادي قام الحاكم العام الثامن لتايوان دين كينجيرو بتعديل الانقسامات السياسية في تايوان، ألغى عدد من الأنظمة وأسس نظام محافظة مشابهًا لنظام البر الرئيسي لليابان، تتكون محافظة تاكاو من مدينة كاوشيونغ الحديثة ومقاطعة بينغتونغ.
في عام 1945 ميلادي تم تسليم تايوان من اليابان إلى الصين وتم تأسيس مدينة كاوشيونغ كمدينة إقليمية تتكون من إحدى عشرة مقاطع، كما تم تأسيس مقاطعة كاوشيونغ والتي كانت جزء من أراضي تايوان.