تعد مدينة كيوسو أحد المقاطعات اليابانية التسع وتقع في الجنوب ومن بين أكبر الجزر الأربع في اليابان، يحدها من الشرق بحر الصين من الغرب والمحيط الهادئ من الجهة الشرقية، يشير اسمها إلى المقاطعات التسع القديمة باسم كوني التي قسمت إليها الجزيرة ذات يوم، كيوسو هي أيضاً منطقة تشيهو الواقعة في جنوب البلاد والتي تضم الجُزر القريبة وأرخبيل ريوكيو الطويل الممتد إلى الجنوب الغربي.
مدينة كيوسو اليابانية
يتم فصل كيوسو عن جزيرة هونشو في الشمال بواسطة مضيق يمتد من كوريا إلى الشمال الغربي بمضيق تسوشيما، تتكون الجزيرة من نظام معقد من النطاقات البركانية ويتصف مناخها في الجنوب بالشبه استوائي وتشتهر كيوسو بنباتاتها شبه الاستوائية وهطول الأمطار الغزيرة ويوجد فيها أكبر فوهة بركانية نشطة في العالم ومتنزهات آسو كوجو وكيريشيماياكو وأونزين أماكوسا الوطنية، كما يوجد فيها منتجع معروف بين الينابيع الساخنة، وكما يوجد فيها أهم المحاصيل التي يتم زراعتها في اليابان من الأرز والشاي والتبغ والحمضيات، تشمل الصناعات التي تتركز في شمال كيوشو الحديد والمواد الكيميائية، تشتهر ساجا كين يصناعة الخزف والفخار.
كيوسو والجُزر القريبة مقسمة إلى سبع محافظات هي فوكوكا وكاجوشيما بما في ذلك جزء من ريوكيوس وكوماموتو وميازاكي وناغازاكي وأيتا وساجا، بالإضافة إلى ذلك تشتمل المنطقة على جزء من ريكوكس داخل محافظة أوكيناوان المدن الرئيسية هي المجمع الصناعي الشمالي في كيتا كيوشو والمركز التجاري في فوكوكا وناغازاكي منطقة الجزيرة، كما يوجد في كيوسو أيضاً مجموعة من المقابر القديمة المنتشرة على مساحة واسعة من الشمال إلى الجنوب لم يتم التنقيب عن العديد من تلال الدفن حتى الآن، لذا تخيل لغز التاريخ وأنت محاط بتلال دفن مختلفة مثل تلال الدفن على شكل ثقب المفتاح وتلال الدفن المستديرة والمقابر الأفقية تحت الأرض الموجودة فقط في جنوب كيوسو.
كما يوجد في مدينة كيوسو أماكن مثل قلعة كوماموتو ومساكن الساموراي في شيمابارا واستمرت عملية البناء حتى فترة إيدو والمباني التي تم بناؤها في فترة ميجي والمباني الحديثة مختلطة، في خمسينيات من القرن الماضي تم إعادة إحياء عدد من المدن، شهدت منطقة كيوشو زيادة في عدد السياح من الخارج في السنوات الأخيرة، إنّها تجذب الانتباه كموقع سياحي على قدم المساواة مع طوكيو وكيوتو وهوكايدو.
تاريخ مدينة كيوسو
في مدينة كيوسو لا يزال هناك العديد من العناصر القيمة والمواقع الأخرى، من أوائل القرن الثالث قبل الميلاد إلى أواخر القرن الثالث قبل الميلاد، بدأت ثقافة زراعة الأرز في اليابان وترسخت ثقافة المستوطنات الدائمة، تبقى العديد من الآثار التاريخية والمقابر القديمة والأشياء من تلك الفترة الزمنية، في حديقة يوشينوجاري التاريخية في اليابان القديمة، يتم تمثيل أصول الثقافة اليابانية بشكل جيد في هذه الحديقة، عند القدوم إلى تلك الحديقة يشعر الإنسان أنّه عاد إلى التاريخ القديم.
في القرن السايع عشر ميلادي وفي عام 1634 ميلادي قام الإنسان ببناء جيرة على شكل مروحة في مدينة كيوسو، قامت الحكومة اليابانية بقطع جميع العلاقات مع الدول الأجنبية في فترة شوكو القديمة وكانت تلك الفترة تسمى باسم العزلة الوطنية، وهي فترة حيث قيدت اليابان الدبلوماسية والتجارة الخارجية، وعلى الرغم من ذلك أصبحت مدينة كيوسو الموقع الوحيد الذي سُمح فيه بالدبلوماسية والتجارة خلال فترة العزلة هذه لأكثر من 200 عام، لهذا السبب تمتزج الثقافات من الدول الأوروبية مثل إنجلترا والبرتغال بالثقافة اليابانية،الأمر الذي جعل مدينة كيوسو تتمتع بموقع متميز.
من أهم المدن الموجودة في مقاطعة كيوسو هي مدينة سوغاوارا نو ميتشيزاني والتي يوجد فيها إله المنح الدراسية وهو مكرس في ضريح دازايفو تينمان غو في فوكوكا لأولئك الطلاب الذين يأتون إلى الضريح، وبالتأكيد ذلك اعتقاد يعتقده أهل المدينة، حيث البعض منهم لا يقوم بالدراسة بل يذهب إلى إله العلم كي يمنحهم النجاح، كما يوجد متحف متخصص في المعلومات المتعلقة بثوران البراكين وإعادة البناء اللاحقة وهو متحف ثقافي حيث يمكن للزوار التعرف على تاريخ وخصائص الخزف والبورسلين، بالإضافة إلى صالات الحرف اليدوية حيث يمكن للزوار تجربة صنع الحرف اليدوية التقليدية وجميع المرافق الفريدة التي هي فخر كيوشو.
على الرغم من تسميتها باسم كيوسو، إلا أنّه لا يوجد فيها سوى سبع محافظات في منطقة كيوسو، بدأن مقاطعة كيوسو المحاطة بالبحر بالتطور منذ فترة طويلة من خلال العلاقات الوثيقة مع الدول الآسيوية مثل الصين وشبه الجزيرة الكورية، يقال إنّه كان يوجد فيها القادة العسكريين والذين خاذوا الكثير من المعارك وقاموا بتوسعة أراي المدينة ومنحوها الحكم الذاتي وكانت في ذلك الوقت من أكبر المقاطعات اليابانية وأكثرها قوة، كما أخرجت مجموعة من القادة العسكريين الذين قادوا اليابان في الحرب العالمية الأولى والثانية وتمكنوا من تحقيق عدة انتصارات.
عند قيام الحرب العالمية الأولى قام سكان المدينة بالتصدي للهجوم المعادي وشارك معظم سكانها في الحرب وبرز القادة العسكريين فيها في وضع الخطط العسكرية ومنع القوات المعادية من دخول أراضي كيوسو، وعند قيام الحرب العالمية الثانية سعت القوات المعادية للياان في بداية الحرب تدمير مدينة كيوسو ومنع سكانها من المشاركة في الحرب، إلا أنّهم لم يتمكنوا وكان سكانها أقوياء وشاركوا وكان لهم دور كير في التاريخ العسكري الياباني.
تتكون مدينة كيوسو من سبعة محافظاتهي فوكوكا وساجا وكوماموتو وناغازاكي وأويتا وميازاكي وكاجوشيما، حتى بداية فترة ميجي تم تقسيمها إلى تسع دول وهي تشيكوزين وتشيكوجو وساتسوما وأوسوم، ويعد اسم مدينة كيوسو هو من بقايا عصر الممالك التسع، تعد مدينة فوكوكا أحد مدن مقاطعة كيوسو والتي تعد أيضاً بوابة كيوسو ويوجد فيها أكبر عدد من السكان، أما مدينة هاكاتا رامين ومدينة مينتايكو ومدينة موتسونابي الموجودات في مقاطعة كيوسو فتشتهر بشعبيتها.
في مدينة ساغا الواقعة في شمال غرب مقاطعة كيوسو يمكنك الاستمتاع بالثقافة اليابانية مثل أدوات أريتا وأطلال يوشينوجاري، ويوجد فيها واحد من أفضل ثلاثة ينابيع ساخنة في اليابان للحصول على بشرة جميلة، كما تشتهر أيضاً بمنتجع الينابيع الساخنة، أما بالنسبة لمدينة كوماموتو فإنّها تشتهر بالمناظر الخلابة الغنية بالطبيعة مثل جبل أسو وأماكوسا جوكو، كما تشتهر الأطباق الذواقة التي تستفيد إلى أقصى حد من المكونات مثل أطباق لحم الحصان وزلابية إيكيناري.
تعد مدينة كيوسو من بين أقدم المقاطعات في اليابان والتي تحتوي على عدد كبير من المدن وذلك منحها بأنّ تتمتع بمساحات زراعية كبيرة، كما يجد فيها الكثير من المنتجعات السياحية المهمة.