تحليل وتفسير معدلات الوفيات:
تحليل وتفسير معدلات الوفيات الخاصة بالعمر لهما أهمية كبيرة لكل من الديموغرافيين البيولوجيين وعلماء الأحياء التطورية، وهي من الأمور ذات الأهمية الخاصة لكلا المجموعتين الانخفاض المرتبط بالعمر في احتمالية البقاء على قيد الحياة في وقت لاحق من الحياة، وهو ما يميز العديد من الكائنات الحية بما في ذلك البشر.
كما يُنظر إلى هذا الانخفاض عمومًا على أنه مؤشر على تدهور الحالة الجوهرية، والمعروفة باسم الشيخوخة ويختلف الشكل الدقيق لمنحنى البقاء على قيد الحياة اختلافًا كبيرًا بين السكان الذين يعيشون في مناطق مختلفة، وفي أوقات مختلفة كما أن معدلات الوفيات تتغير مع تقدم العمر في بيئات مختلفة وتتصرف في مجموعات مختلفة التكوين.
تطور الوفيات:
إن معدلات الوفيات الخاصة بالعمر لها ثلاثة محددات رئيسية: التغيرات المرتبطة بالعمر لدى الأفراد، والبيئة التي يعيشون فيها، والاختلافات النوعية بين الأفراد، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تتفاعل هذه العوامل الثلاثة مع بعضها البعض في تحديد معدل الوفيات، وإذ يحتوي علم الأحياء التطوري على نظرية قوية لتطور التغيرات المرتبطة بالعمر داخل الأفراد، يتم استكشاف نظريات تأثير البيئة وتأثيرات الفروق الفردية بشكل متزايد، غالبًا ما يعيش البشر في بيئة مختلفة تمامًا عن تلك التي تطور فيها تاريخ حياتهم. هذا يضعف إلى حد كبير القدرة التنبؤية لنظرية تاريخ الحياة التطوري، لأن التفاعلات بين الأنماط الجينية والبيئات لسمات تاريخ الحياة منتشرة.
بالإضافة إلى ذلك، اعتمد الكثير من التحليل الديموغرافي لتأثير الشيخوخة على مقاييس مختلفة لمعدلات الوفيات الخاصة بالعمر في وقت متأخر من العمر، وتنطبق النظريات التطورية للشيخوخة على معدلات الخصوبة والبقاء معًا، ومن منظور تطوري تكتمل الشيخوخة عندما يتوقف التكاثر، ما لم يساهم القديم في التكاثر من قبل الأقارب. ويمكن تقسيم اتجاه الوفيات في العالم إلى نمطين رئيسيين هما:
1- نمط الهبوط في العالم المتقدم:
ولقد حدث هذا في فترة مبكرة وفي بعض من الدول المتقدمة في القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر وفي أوائل العشرين، كما حدث في أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا، إلا أن معدلات الوفيات الرضع لا زال يزداد كما أن معدل الوفيات الخام وصل إلى حالة استقرار.
2- نمط الهبوط في العالم النامي:
حدث في العقدين أو العقود الثلاث الأخيرة فيما بعد الحرب العالمية الثانية، حيث أدى ذلك إلى الهبوط في أعداد الوفيات وزيادة في الخصوبة السكانية ومقاومة بعض الأوبئة والأمراض المعدية.