تعريف السيميولوجيا عند فرديناند دو سوسور

اقرأ في هذا المقال


يعتبر فرديناند دو سوسور من مؤسسين اللسانيات وعلم السيميائية، حيث بيّن أن علم السيميائية له باع طويل، بالأخص بعد صدور كتابه محاضرات في اللسانيات العمومية عام 1916م، وبيّن جذور هذا العلم الموغلة في العقد الأول اليوناني، وفلاسفة عصر النهضة، وعطاءات العرب العامة بشأن العلامة التي أطلق عليها أسم (Semiologie).

تعريف السيميولوجيا عند فرديناند دو سوسور

لم يتخذ سوسور السيميائية إلا عرضاً في مرحلة لم يستصعب فيها البحث اللساني مساره بعد، وعليه لم يستطيع هذا العلم الحديث أن يتمحور بعد كونه مجالاً معرفياً مختصاً إذ اختصر على تقديم تشكّل عام لهذا العلم وموضوعه ووظيفته وعلاقته باللسانيات.

إن السيميائية السوسورية تقصد بعامية الرموز في نطاق المجتمع، وهي بالتالي ظاهرة سوسيولوجية، كما أنها قسم من علم النفس العام، ويبدو الأثر السيكولوجي في نظرية فرديناند دو سوسور مبيّناً في تعريفه للرموز كونها كياناً نفسياً قوامه عنصران يتصلان جدلياً وفق ارتباط اعتباطية، وقد ركز سوسير على اللسانيات تكوين نظريته بشأن الرموز، حيث اعتمد الكثير من مبادئه ومصطلحاته السيميائية من المجال اللساني.

إن الرموز اللغوية هو أساس مشروع فرديناند دو سوسور السيميائية، وقد عمل أتباعه على مساهمة في هذا المشروع، حيث تتخذهم الإرادة في تحقيق نظرية سيميولوجية تنبع أصلاً من التعاريف اللسانية، بالأخص وأن البحوثات اللغوية في تلك المدة كانت في أعلى عطائها وقمة تقدمها، وقد إلتجأ أولئك الطلاب بنظرية سوسور مذاهب كثيرة، من ذلك ما إلتجأ إليه بارث في حديثه عن علاقة السيميائية باللسانيات.

حيث اعتبر فرديناند دو سوسور السيميائية علماً للرموز، وعيّن لها أهمية عظيمة، إذ أخذ العلم العام الذي يتضمن في طياته حتى اللسانيات وعيّن لها مهام اجتماعي، وهذا ما بيّنه فرديناند دو سوسور في كتابه علم اللغة في حديثه، باستطاعتنا أن نتخيل علماً موضوعه دراسة حياة الرموز في المجتمع، مثل هذا العلم ويكون قسماً من علم النفس الاجتماعي، وهو بدوره قسم من علم النفس العام.

أخذ فرديناند دو سوسور اللغة قانوناً من الرموز، تعبر عن الآراء، مثلها مثل قوانين أخرى تماثلها، الدلالات العسكرية، وأبجدية الصم، ولكن اللغة هي أبرز هذه القوانين الرموزية، ويمكن تشبيهها نسقاً من الرموز.


شارك المقالة: