تفسيرات الأطباء وأهل الاختصاص للمرض في علم الاجتماع الطبي

اقرأ في هذا المقال


تفسيرات الأطباء وأهل الاختصاص للمرض وأسبابه:

1- نظرة الأطباء للمرض في علم الاجتماع:

تتسم تفسيرات الأطباء وأهل الاختصاص للمرض وأسبابه بالطابع العلمي، فهي تفسيره تفسيراً مادياً حيث ترجع هذه الفئة سبب حدوث المرض إلى التغيرات المناخية أو نوعية الأغذية التي يتم تناولها، كما قد ترجع سبب المرض إلى التغيرات الداخلية التي تحدث داخل الجسم.

وبما أن الكون يتكون من أربع أجزاء، أو ما يسميه اليونانيين مفهوم استقصات فإننا نرى أن الأطباء بالعادة ما يوضحون الأمراض بناءاً على هذه الأجزاء، حيث ينظرون إلى أن إزدياد نسبة عنصر ما، سيؤدي إلى حدوث خلل في البدن الذي ينتج عنه الإصابة بالمرض، بل يصل الأمر إلى الموت،ولتفادي مثل هذه الإصابات ينصح الطبيب الفرد المصاب بأخذ العلاج ليقلل المادة الزائدة ويرجع الاعتدال في البدن، وهذا هو توضيح المدرسة الطبية لجالينوس وهو توضيح معروف جداً في وسط الأطباء وبالأخص عند العرب، كما أثبت جالينوس على أهمية حماية الصحة أولاً وفي ذلك يقول، فقد يجب لنا نحن أيضاً أن نفحص أولاً كيف نحافظ على الصحة، ومن بعد ذلك كيف نشفي الأمراض شفاء تاماً.

كما يوضح الأطباء مسببات المرض باسنادها لتحولات المناخ، وفي نفس الوقت نجد ابن خلدون يذكر أن سبب الأمراض يرجع إلى عدم نظافة الهواء واختلاف الأغذية التي يتناولها أفراد المجتمع، وكذلك انعدام الحركة في بدن الإنسان بمعنى عدم القيام ببعض التدريبات الرياضية، وخاصة في الأمطار الكثيرة من شأنها أن تعجل بحدوث الأمراض، كما يذهب البعض إلى أن سبب انتشار الأوبئة يرجع إلى نزول الأمطار في غير موسمها وتغير الهواء.

2- التفسيرات العامة للمرض:

أما التفسيرات العامة غير المتخصصين ﻷسباب المرض فهي متعددة، فمثلاً يفسر هؤلاء إصابة العيون بضعف البصر أو العمى إلى جهد أو كثرة الاستعمال، كأن يقال فلان ذهب بصره لكثافة قراءته أو كثرة بكائه، والمطلع لتاريخ المغرب والأندلس يجد أن مثل هذه التفسيرات قد كثرت بشكل ملفت للانتباه في القرنين الخامس والسادس الهجري أي في القرنين الحادي عشر والثاني عشر الميلادي.

كما يعتبر الناس أن سبب الإصابة بمرض الحصى في الكلى ومرض الأمعاء إلى عدم وجود نظام في الأكل مع عدم توفر الماء الصالح للشرب، وفي حالة العجز عن تقديم تفسير لمرض ما نسب إلى تغير في الطقس أو الهواء وهذا التصور الأكثر شيوعاً لدى شريحة كبيرة من أفراد المجتمع مقارنة بالتفسيرات السالفة الذكر.


شارك المقالة: