جريمة عنف السلاح والجرائم المرتبطة بها

اقرأ في هذا المقال


عنف السلاح هو وباء وطني للصحة العامة يلحق خسائر كبيرة بالمجتمعات، ويشمل عنف السلاح القتل والجريمة العنيفة والشروع في الانتحار والوفاة والإصابة غير المتعمدة، وجرائم إطلاق النار الجماعي والعنف المنزلي والقتل، والتي يترتب عليها الآلاف من القتلى والجرحى وعدد لا يحصى من العائلات التي يجب أن يتم التعامل معها عقب هذا العنف، وفيما يتعلق بالحصيلة المالية على الرغم من اختلاف التقديرات يُعتقد عمومًا أنّ نفقات العنف باستخدام الأسلحة النارية من الرسوم الطبية وفقدان الدخل والرعاية أو الدعم اليومي ونفقات العدالة الجنائية تجهد الدول اقتصاديًا.

ما هي جريمة إطلاق النار الجماعي

نظرًا لعدم وجود تعريف موحد لإطلاق النار الجماعي، فإنّ البيانات المتعلقة بالموضوع وكذلك القتل الجماعي غير متسقة، وعُرِّف القتل الجماعي بأنّه عمليات قتل أو أكثر في حادثة واحدة، ولا يتضمن هذا التعريف معلومات حول السلاح (الأسلحة) المستخدمة وعدد الجناة أو مكان إطلاق النار، ولذلك يعرّف مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) القتل الجماعي بأنّه قتل متعدد يُقتل فيه أربعة ضحايا أو أكثر في حادثة واحدة وفي موقع واحد أو أكثر على مقربة جغرافية قريبة.

هذا لا يشمل الإصابات ولا يعتبر هذا تعريفًا رسميًا يستخدم لأغراض جمع البيانات، وسيكون تطوير تعريفات معيارية من خلال الإجماع بين الباحثين أمرًا بالغ الأهمية لإجراء بحث متسق عالي الجودة فيما يتعلق بالعنف المسلح.

تمثل عمليات إطلاق النار الجماعية جزءًا صغيرًا فقط من الوفيات الناجمة عن أعمال العنف باستخدام الأسلحة النارية، ولكنها تحظى عمومًا باهتمام وسائل الإعلام بسبب الطبيعة العامة والمروعة للحوادث، ففي السنوات الأخيرة نُفِّذ إطلاق نار جماعي إلى حد كبير من قبل رجال يستخدمون أسلحة شبه أوتوماتيكية من طراز الهجوم، وغالبًا ما يتم تعديلها لتقليد الإصدارات الأوتوماتيكية بالكامل عبر المجلات عالية السعة وتقنية (bump stock)، ووقعت حوادث إطلاق النار هذه في أماكن عامة مثل المدارس والنوادي الليلية ودور العبادة وأماكن الموسيقى وغيرها من الأماكن التي تكتظ بالناس.

علاقة جريمة عنف السلاح بالانتحار

يمثل الانتحار ما يقرب من 60 ٪ من جميع الوفيات المرتبطة بالأسلحة النارية في الولايات المتحدة مع اختيار الرجال بأغلبية ساحقة للأسلحة النارية كطريقة أساسية للانتحار، وهناك من الوفيات للمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 19 عامًا حيث كانت الأسلحة النارية هي الوسيلة الرئيسية للانتحار بنسبة 50.7٪ في هذه الفئة العمرية.

الأسلحة النارية هي الطريقة الأكثر فتكًا لمحاولة الانتحار، حيث يؤدي ما بين 85 إلى 91٪ من محاولات الانتحار بالسلاح الناري إلى الوفاة، مقارنة بـ 3٪ أو أقل للطرق الشائعة الأخرى لمحاولة الانتحار، وغالبًا ما يكون الانتحار قرارًا متسرعًا، حيث أفاد غالبية الذين نجوا من محاولة الانتحار أنّ أقل من ساعة قد مرت بين الوقت الذي قرروا فيه الانتحار والوقت الذي اتخذوا فيه إجراءً، فساعد امتلاك الأسلحة النارية بزيادة معدلات الانتحار، وتشير الدلائل إلى أنّ التخزين غير الآمن للأسلحة قد يشكل أيضًا خطرًا أكبر للانتحار باستخدام سلاح ناري، وانتحار مكتمل ربما كان من الممكن منعه إذا تمت محاولة طريقة أخرى.

القتل والجريمة العنيفة بسلاح ناري

في عام 2016 كان هناك أكثر من 14400 جريمة قتل بسلاح ناري، وهو ما يمثل ما يقرب من ثلاثة أرباع جميع جرائم القتل، ففي الولايات المتحدة يُحتمل أن يُقتل الأفراد بسلاح ناري 25 مرة أكثر من الدول الأخرى ذات الدخل المرتفع، ومن المرجح أن يموت الأفراد غير البيض بالقتل أكثر من البيض، وبالنسبة للأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 29 عامًا فإنّ القتل هو السبب الرئيسي للوفاة بين السود وغير اللاتينيين، وهذا أعلى بكثير من البيض غير اللاتينيين، حيث القتل هو السبب الرئيسي الخامس للوفاة.

ليس من المستغرب أنّ نقص البحث أدى إلى ندرة الأدلة المتعلقة بمنع جرائم القتل والعنف، فتشير الأدلة المحدودة إلى أنّ الحد من الوصول إلى الأسلحة غير المشروعة من خلال البرامج التي أثبتت نجاحها يمكن أن يقلل من معدلات جرائم القتل والعنف واستخدم أحد البرامج التي تم تنفيذها في بالتيمور وهو نظام الكشف السريع، حيث تم وضع المحققين في مناطق معرضة بشدة لخطر العنف باستخدام الأسلحة النارية.

قد تساهم فحوصات الخلفية أيضًا في انخفاض معدلات جرائم القتل والجرائم العنيفة بشكل عام، وتشير الأدلة المعتدلة إلى انخفاض في جرائم العنف من خلال الفحوصات المتعلقة بخلفية الصحة العقلية، ومع ذلك يتم الإبلاغ عن الكثير من هذه البيانات طواعية من قبل الدول، وقد تختلف اعتمادًا على الظروف حظر حيازة السلاح، ومن المهم ملاحظة أنّ هناك دليلًا على أنّ سياسات معينة قد تزيد في الواقع من جرائم العنف، فهناك أدلة معتدلة على أن قوانين المرء الأساسية تزيد من معدلات جرائم القتل وبعض الأدلة على أنّ الدول التي لديها قوانين حمل مخفية تشهد ارتفاعًا في معدلات جرائم العنف.

عناصر الوقاية من جريمة عنف السلاح

يجب اعتبار عنف السلاح قضية صحة عامة وليست سياسية فهو وباء يجب معالجته بالبحث والاستراتيجيات القائمة على الأدلة التي يمكن أن تقلل من معدلات الاعتلال والوفيات، ويؤثر عنف السلاح على الناس من جميع الأعمار والأجناس، ويقوم أطباء الأسرة برعاية ضحايا العنف المسلح والجريمة وعائلاتهم كل يوم، وهؤلاء الأطباء الذين يشهدون التأثير الكبير للعنف المرتبط بالأسلحة النارية على صحة مرضاهم وأسرهم ومجتمعاتهم لديهم القدرة على المساعدة في تحسين سلامة ورفاهية تلك الجماعات.

يشير تعقيد وتواتر العنف باستخدام الأسلحة النارية جنبًا إلى جنب مع تأثيره على صحة وسلامة المجتمع، إلى أنّ نهج الصحة العامة يجب أن يكون استراتيجية رئيسية تُستخدم لمنع الأذى والإصابات في المستقبل، ويركز هذا النهج على ثلاثة عناصر وهي:

1- المنهجية العلمية لتحديد المخاطر والأنماط.

2- التدابير الوقائية.

3- التعاون متعدد التخصصات.

استراتيجيات السياسة للتصدي للعنف المسلح

تتوافق السبل المحتملة الأخرى للتصدي للعنف والجريمة باستخدام الأسلحة النارية مع استراتيجيات الوقاية الشائعة المستخدمة في تدخلات الصحة العامة الأخرى، حيث أثبتت أنّ هناك اثنتان من أكثر استراتيجيات الصحة العامة فاعلية المستخدمة للحد من استخدام التبغ وزيادة الأسعار والضرائب على سبيل المثال، حيث أنّها رادعتان فعالتان لبدء استخدام التبغ والتشجيع على التراجع عن تعاطي التبغ ووقفه، وكذلك الأمر فيما يتعلق بحيازة السلاح بزيادة أسعار الأسلحة والضرائب المترتبة عليها فتكون النتيجة لذلك تقليل عنف السلاح.

على سبيل المثال تبين أنّ عمليات التحقق من الخلفية لمشتريات الذخيرة والقيود المفروضة على مشتريات الذخيرة ومتطلبات تحديد الهوية للأسلحة النارية تقلل من وفيات الأسلحة النارية، وطلب ختم دقيق نقوش مجهرية مولدة بالليزر على البنادق والمواد الباليستية، والتي تساهم في معدل حل أعلى لجرائم القتل والجرائم العنيفة الأخرى.


شارك المقالة: