عبد الرحمن الداخل في الأندلس:
تذكر المصادر التاريخية في قرطبة أنّ عبد الرحمن الداخل أول عمل قام به عندما دخل للمدينة، هو تنصيب نفسه خليفة، في غضون ذلك، وذاع خبر عبر العالم الإسلامي أن الأندلس كانت مكانا مستقرا وآمنًا لبني أمية، وكان الأمير مسرورًا بسبب تلبية دعوتة وتقديم الولاء له، غير أن هروب العائلة الأموية من العباسيين كانت تعكر صفو الأمير عبد الرحمن الداخل.
التقى الأمير عبدالرحمن الداخل بولده سليمان، الذي تركه على ضفاف نهر الفرات مع أخواته، قام عبد الرحمن الداخل بتعيين أفراد عائلته في مناصب الدولة الأموية السياسية، حيث شعر أنّه يمكنه القيام بالوثوق بهم بالقيام بواجبات الدولة بشكل يليق بها.
ستزدهر السلالة الأموية من جديد ويستمر ذكرها لفترات متتالية، أقنع أحد هؤلاء الأقارب، وهو الأمير عبد الملك بن عمر بن مروان، إمام المسلمين في بغداد عبد الرحمن في (757) بإسقاط اسم الخليفة العباسي أثناء أداء صلاة الجمعة وهذا الأمر يعد(اعتراف تقليدي بالسيادة في العصور الإسلامية في العصور الوسطى).
تجهيزات عبد الرحمن الداخل للحرب:
بحلول عام (763)، اضطر عبد الرحمن للعودة إلى أعمال الحرب، تم غزو الأندلس من قبل الجيش العباسي، بعيدًا في العاصمة العباسية بغداد، كان الخليفة العباسي الحالي أبو جعفر المنصور يقوم بعملية التخطيط منذ فترة طويلة من أجل القيام بعزل الأمويين الذين قاموا بنصب أنفسهم كأمراء للأندلس.
قام أبو جعفر المنصور بتعيين القائد العلاء بن مغيث حاكماً لشمال أفريقيا وأثيوبيا كما قام بمنحه سيد مقاطعة الأندلس، كان القائد العباسي علاء هو الذي قام بقيادة الجيش العباسي الذي قام بالنزول في معقل الأمويين في الأندلس وذلك بالقرب من مدينة باجة الموجودة في البرتغال الحالية.
استسلمت الكثير من المناطق المحيطة بباجة للعلاء، كان على الخليفة الأموي حاكم الأندلس عبد الرحمن الداخل أن يقوم بالتحرك بسرعة، كان الجيش العباسي متفوقًا من الناحية العددية، قام الخلية عبد الرحمن الداخل ببناء معقل(حامية) كارمونا بمساعدة جيشه، كان الجيش العباسي يقوم بالتحرك بسرعة، كما قاموا بمحاصرة المعقل الذي بناه الأمويين وذلك لمدة شهرين.
قام عبد الرحمن الداخل بجمع رجاله بسرعة ليتداركوا الوضع لأنّه، اختار عبد الرحمن (750) مقاتل من جيشه وقام بالتقدم بهم إلى البوابة الرئيسية للحامية التي بنوها(كرمونا)، هناك قام عبد الرحمن الداخل بإشعال نارًا كبيرة وألقى الخشب والكاز في النيران من أجل زيادة اشتعالها.
رفعت البوابة الخاصة بالحامية الأموية وهاجم الطرفين قتل معظم الجيش العباسي القادم من بغداد، تم القيام بقطع رؤوس القادة العباسيين الذين حاربوا مع الجيش، وقام الأمويون بحفظها في الملح، وبعدها قام عبد الرحمن الداخل بإرسالها للخليفة العباسي.