فكرة الثقافة لدى مؤسسي الإثنولوجيا الفرنسية

اقرأ في هذا المقال


فكرة الثقافة لدى مؤسسي الإثنولوجيا الفرنسية:

لدولة فرنسا أساليب مختلفة عن باقي الدول في تطور العلوم الاجتماعية، في هذه الدولة قد تطور علم الاجتماع بوصفه تخصصاً علمياً.

الفرق بين دولة فرنسا والدول الأخرى في تطور العلوم الاجتماعية للثقافة أنه قد تأخر أمر تأسيس الإثنولوجيا الفرنسية، ففي الفترة الأولى قد احتل علم الاجتماع كافة أمور الإثنولوجيا.

كان الباحثون في العلوم الاجتماعية في دولة فرنسا خلال القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين يلتزمون بالاستخدام اللساني السائد للثقافة، إذّ كان الشعب الفرنسي يستخدم مصطلح الحضارة بدل من الثقافة، التي كان المؤرخون قد اعتمدوها ولا يستعملون أبداً مصطلح الثقافة، ذلك ضمن معنى جماعي ووصفي.

على الرغم من اطلاع أبناء الشعب الفرنسي على الأعمال العلمية الألمانية، فقد كانوا يمتنعون عن ترجمة مصطلح الثقافة بمفرداتها الفرنسية ويفضلون عليها مصطلح الحضارة، وهذا كان سبب في حصول مؤلف تايلور “للثقافة البدائية” كامل الاهتمام في الأوساط العلمية في فرنسا ولكن عنوان الثقافة الفرنسية كان عبارة عن محتوى الحضارة البدائية.

مصطلح الثقافة عند الباحثين الفرنسيين:

بقي مصطلح الثقافة يجري على ألسنة الباحثين الفرنسيين ذلك في ارتباطهم بالمقصد التقليدي الذي كان له الأولوية في الحقل الفكري القومي.

من الواضح أن السياق الأيديولوجي الخاص بفرنسا أثناء القرن التاسع عشر، قد لغى انبثاق مفهوم الثقافة الوصفي، حيث كان علماء الاجتماع وعلماء الإثنولوجيا قد احتجبوا عنهم فكرة التفكير في التعددية الثقافية الخاصة بالمجتمعات الإنسانية بغير الإحالة إلى الحضارة.

يغيب مفهوم الثقافة في الإثنولوجيا الفرنسية المبتدئة غياباً ملحوظاً، إذّ أنه لا بد من انتظار نمو إثنولوجيا ميدانية خلال السنوات، حتى يظهر استخدامه المطلوب، لكن انبثاق مفهوم الثقافة في فرنسا لم يكن إلا تدريجياً، وقد أخذت كلمة حضارة مقاومة قوية بما في ذلك كان ضمن الأمور الإثنولوجية.

حيث كانت المنافسة والنزاعات في فرنسا تقابل وجهاً لوجه، بين نزعتين قوميتين، قد كانتا تستخدمان مفهومي الثقافة وحضارة كأسلحة للدعاية.

بقي مصطلح الثقافة يجري على ألسنة كبار الباحثين الفرنسيين، حيث أنهم عملوا على ارتباط مفهومها بالمقصد التقليدي للثقافة، ذلك المفهوم الذي كان له مكانة في الحقل الفكري القومي.


شارك المقالة: