سميت مصر باسم (هبة النيل)؛ فهو الأساس لحضارة الفراعنة، وقد عاشوا على ضفافه وبنوا بيوتهم بجواره واستفادوا بما فيه من خيرات، كما أن الفراعنة حكموا مصر لأكثر من 3000 سنة مقسمون إلى 31 أسرة، وبدأ حكمهم ما قبل التاريخ بدايةً بالأسرة الأولى والثانية، ويليهما الدولة القديمة التي بنى فيها المصريون القدماء الأهرامات.
الحضارة المصرية القديمة
بعد أن استقر الفراعنة بجانب نهر النيل تغيرت حياتهم كثيراً؛ إذ انتقلوا من الحياة الفردية إلى الجماعية، فتكونت من المدن والأقاليم التي تشكّلت وتوحّدت مع بعضها البعض حتى وصوا إلى مملكتين( الشمال والجنوب)، فكانت الحضارة في ذلك الوقت بدائية؛ إذ أنهم يعيشون في بيوت بسيطة بعد أن كانت الكهوف مأواهم.
في عام 2680 ق.م أصبحت مصر القديمة من أعظم الحضارات في العالم القديم وكان يحكمها ملك واحد يمتد حكمه من الجندل الثاني جنوباً حتى البحر المتوسط شمالاً، كما أنه لقبّ بـ موحد الأرضين اللتان يرمز لهما زهرة اللوتس، وسمي هذا العصر باسم عصر بناء الأهرامات، وتميزت البلاد بالرخاء الاقتصادي والفن والعمارة، ومن أهم الملوك في هذه الفترة: زوسر، خوفو، خفرع، و منكاور وهم أصحاب الأهرامات الثلاث.
شهد هذا العصر تطوراً كبيراً في فن النحت وانشهرت الكثير من التماثيل ومنها تمثال للملك زوسر وتمثال خفرع الذي تم نحته أبهر طريقة وبأدق التفاصيل عن الرغم من صلادة الحجر.
الحضارة المصرية الوسطى
كانت نهاية الدولة القديمة في عام 2160 ق.م، وبعدها مرّت مصر بالكثير من الانهيارات والحروب والشديدة حتى استطاع الملك منتوحتب المؤسس للدولة الوسطى في 2040 ق.م السيطرة على الأوضاع وتهدئتها ونشر السلام، ومن بعده حكمها الكثير من الملوك الأقوياء الذين استطاعوا أن يوسعوا حدود الدولة المصرية من الشرق إلى الغرب.
ومن التطورات التي شهدها هذا العصر القدرة العالية والمميزة على صياغة الذهب من العقود والأساور والتمائم، واستمر هذا العصر لمدة ثلاث قرون ومن أشهر ملوكه الملك سنوسرت الأول الذي حارب الليبيين والنوبيين، وسونسرت الثالث الذي استطاع أن يحد من قوة نفوذ حكام الأقاليم الذين زاد نفوذهم.
الحضارة المصرية الحديثة
تميزت هذه الفترة (1086-1550ق.م) بعظمتها؛ حيث امتد نفوذ الملوك المحاربين مثل أحمس الأول وتحتمس الثالث إلى ليبيا والنوبة وسوريا وفلسطين، وبهذا تكون قد زات عظمة الامبراطورية المصرية، وقد جرى الكثير من الفتوحات والتوسعات بعد أن تمّ طرد الهكسوس من مصر، ومن الملوك العظماء في هذه الفترة تحتمس الثالث الملقب بـ نابليون مصر القديمة، وبهذا يكون ملوك هذه الأسرة أول من ينظم جيشاً قوياً وعجلات حربية.
وما يميز هذه الفترة أيضاً حركة التجارة العظيمة بين مصر والبلدان التي تجاورها، ومن أكبر هذه الرحلات رحلة الملكة حتشبسوت إلى بلاد بونت، أما بالنسبة لمقابرهم قاموا باختيار وادي كبير عرف باسم وادي الملوك حفروا قبورهم فيه؛ وذلك لأن اللصوص كانوا يستطيعون سرقة الكنوز المخبأة في القبور التي على شكل أهرامات، ومن أروع القبور كان قبر الملك توت عنخ آمون وهو الوحيد الذي لم تتم سرقته.
ونستنتج من هذا المقال أن الحضارة الفرعونية تحولت من الحياة البدائية إلى حضارة من أعظم الحضارات التي نرى جمال إبداعها إلى يومنا هذا.