ما هو تاريخ مدينة إيواكي اليابانية؟

اقرأ في هذا المقال


تقع مدينة إيواكي في جنوب شرق فوكوشيما كين في شمال مدينة هونشو اليابانية، تقع المدينة على هضبة أبوكوما والسهول الرسوبية لنهري ناتسوي ونفس، والتي تنحدر جنوباً وشرقاً حتى تصل إلى المحيط الهادئ، تم تأسيس المدينة في منتصف الستينيات عندما اندمجت مدينة إيواكي الأصغر بكثير مع ثلاثة عشر مجتمعاً.

مدينة إيواكي اليابانية

نمت مدينة إيواكي لتصبح المدينة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في المحافظة، وعلى الرغم من ذلك فقد انخفض عدد سكانها منذ تسعينيات القرن الماضي وأصبح الآن تقريباً مشابهاً لسكان كورياما في الشمال الغربي، مدينة إيواكي مقسمة إلى عدة مناطق تتوافق مع المجتمعات السابقة، كان القسم الشمالي المعروف باسم تيارا عبارة عن بلدة قلعة خلال فترة إيدو توكوغاوا في عام 1603 ميلادي، يعمل الآن كمركز المدينة كانت مقاطعات ناكوسو وجوبان وشيكورا عبارة عن مدن لاحقة، بدءاً من أول استغلال لمناجم الفحم في جوبان في أواخر القرن التاسع عشر ميلادي.

سيطرت صناعة التعدين على المدينة بأكملها، انخفض الإنتاج بعد عام 1951 ميلادي، وبعد السبعينيات ظلت المناجم في الغرب تعمل لفترة قصيرة فقط، تطورت الصناعات الكيماوية والبتروكيماوية خاصة حول منطقة أوناهاما، تزرع مجموعة متنوعة من المحاصيل في المناطق الريفية، كما أنّ صيد الأسماك والغابات مهمان، بالإضافة إلى ذلك تشتهر المدينة بمنتجعات الينابيع الساخنة التي تعد من أقدم المنتجعات في اليابان، تعرضت إيواكي والمنطقة المحيطة بها للدمار بسبب الزلزال الشديد والتسونامي اللاحق الذي ضرب المنطقة المجاورة في عام 2011 ميلادي.

تقع مدينة إيواكي على الطرف الجنوبي الشرقي لليابان في فوكوشيما، تعانقها شواطئ المحيط الهادئ الوعرة إلى الشرق ومنحدرات الغابات الكثيفة في مرتفعات أبوكوما إلى الغرب، إنّ حياكة هذه المنطقة الجبلية النائية هي شبكة من الأنهار تغذيها كوكبة من التلال المميزة، تمتد مساحة إيواكي الممتدة على أكثر من 1230 كيلومتراً مربعاً؛ ممّا يجعلها واحدة من أكبر المدن في محافظة فوكوشيما.

تعد المدينة أيضاً من بين أكثر المدن طوابقاً، مثل موقع حاجز ناكوسو  وبوابة دفاع بنتها حكومة ياماتو حوالي عام 708 ميلادي، حيث واجهت محكمة ياماتو الإمبراطورية شعوب إمشي الأصلية في الشمال، من العصور القديمة إلى العصور الوسطى، كانت منطقة محافظة فوكوشيما جزءاً من مقاطعة موتسو التاريخية، بعد ذلك  أصبحت تحت سلطة محكمة ياماتو الإمبراطورية، في بداية فترة هيان لم يتمكن الساموراي تحت قيادة الإمبراطور كانمو من السيطرة على فصائل إيتيكي الأكثر عدائية من المجموعة القبلية والتي عملت لصالحهم في سكنهم في الجبال القاسية، فضموا أسلوبهم القتالي وقاموا بتجنيد أعضاء من المزيد من الثقة.

مدينة إيواكي اليابانية

تشير الآثار العديدة المتبقية من ثقافة إيميشي إلى نمط حياة منسجم مع البيئة الطبيعية وتغير الفصول؛ ممّا يوضح مدى ضآلة تغير إيواكي الحديثة، لا يزال هناك أكثر من 500 مزار ومعبد عبر مناظرها الطبيعية الصخرية والتي تشكلت بمرور الوقت، يعتقد أنّ خطوط الكهوف في المدينة تمتد إلى ما وراء مواقعها المقدسة إلى الأماكن التي جلبت، كما يوجد فيها منتجع آخر وهو متنزه مترامي الأطراف يستخدم الينابيع الساخنة، والذي أعاد تعريف المدينة كموقع سياحي رئيسي على خلفية صناعة تعدين الفحم المتضائلة، الذي يعتقد أنّه أحد أقدم الينابيع الساخنة في اليابان؛ ممّا أثار اهتمام سكان إيواكي البشريين منذ حوالي ألف عام.

تم تطوير مفهوم خطوط لاي في الأصل في أوائل القرن العشرين ميلادي في أوروبا، تعتبر ستونج في بريطانيا مثلاً جيداً على ذلك في اليابان، يوجد في المدينة معبد أونهامكشين وهو مكان عبادة شنتو، اشتق اسمها من قصة رسل الغزلان المقدسة الذين حملوا الماء على ظهورهم من ضريح كاسوجا، يجتمع السكان المحليون هنا لتكريم تاكماشي، كما يأتي إليه السكان المحليون لمراقبة التقويم الشمسي، على عكس غالبية الأضرحة المواجهة للجنوب في إيواكي.

يقول البعض إنّ وضعه هناك كان عملاً متعمداً من قبل أسلاف جومون القدماء لتوجيه قوى العناصر يحتوي الضريح على واحدة من أكبر طبول التايكو في منطقة توهوكو، تجول في حديقتها الخضراء المورقة الهادئة على أصوات المياه المتقطرة القادمة من نافورة التنين الغريبة، يوجد في الداخل ميكوشي يستخدم لنقل الآلهة خلال مهرجان أو عند نقل الضريح، في عام 1984 ميلادي تم افتتاح متحف الفحم والأحفوريات في هورورو، وهو احتفال بتاريخ المدينة يوثق نفقها الذي أعيد بناؤه بدقة في منجم جوبان للفحم أكثر من قرن من التقدم التكنولوجي والاجتماعي، بما في ذلك المصنوعات اليدوية الحقيقية والديوراما التفصيلية لكل فترة.

المتحف هو أيضاً المكان الذي ستجد فيه الحفريات المعروضة، يعتقد أن هذه البلصورات الطباشيرية قد سكنت المحيط الهادئ منذ أكثر من 85 مليون سنة، يعود تاريخ اكتشافها في عام 1968 ميلادي إلى صبي يبلغ من العمر 17 عاماً يدعى تاداشي سوزوكي،أصبحت الأسماك هي تخصص إيواكي الرمزي في الطهي ويشتهر بلحمها الأبيض وجلدها الحريري، بحيث يتم تناولها في كثير من الأحيان بالكامل مقلية ورشها بالملح هي الطريقة التي تميل إلى أن تأتي في أزيكا المحلية، كما يأكله السكان المحليون مشوياً.

في هذه المنطقة عاش الإنسان الذين هم أجداد اليابان منذ العصور القديمة وقاموا ببناء ثقافة راقية مدعومة بمناخ دافئ وطبيعة غنية بينما يعيشون أسلوب حياة جامع مثل الصيد وصيد الأسماك، يمكن رؤية هذا الوضع من العديد من الأنقاض، في فترة ما قبل التاريخ تم إنشاء الحكومة المركزية في هذه المنطقة ويبدو أنّها كانت منطقة مهمة كإحدى القواعد التي تحكم منطقة توهوكو، دخلت هذه الحقبة في نهاية المطاف إلى عصر الساموراي، وخلال فترات كاماكورا وموروماتشي وسينغوكو لو انتقلنا إلى بفداية فترة إيدو الحديثة أصبحت هي الأساس لمدينة إيواكي الحالية.

في فترة إيدو كانت هذه المنطقة محكومة بمجال إيواكي تايرا ونطاق يوناجايا ونطاق إيزومي والشوغن حتى استعادة ميجي، في عام 1883 ميلادي تم تأسيس تاريا ماتشي، وفي عام 1889 ميلادي عندما تم إنشاء نظام المدينة والقرية، أنشأت تاريا نظاماً رسمياً في المدينة، وتم دمج المناطق الأخرى وأصبحت مدينة واحدة في عام 1962 ميلادي مع إصدار قانون تعزيز بناء المدن الصناعية الجديدة، وافقت البلديات في منطقة جوبان على دمج وبناء مدينة صناعية جديدة، جنباً إلى جنب مع مدينة هيسانوهاما وقرية أوكو في مقاطعة فوتابا، تم دمجها لتشكيل خمسة مدن وأربعة بلدات وخمسة قرى وتم من خلالها تأسيسمدينة إيواكي.

نستنتج من المقال انّ مدينة إيواكي من المدن التي تتصف بالكثافة السكانية في اليابان، وتم تشكيلها من خلال دمجها مع عدد من المدن والقرى وأنّها عشات في فترة إيدو وفترة ميجي وفترة نارا اليابانية والتي تعد من أهم الفترات الياباينة.


شارك المقالة: