تقع مدينة تهاي غوين بلدية على مستوى المدينة والمقاطعة في وسط فيتنام، وتقع في الطرف الجنوبي من الخليج وهي واحدة من أكبر المدن في فيتنام، والميناء الرئيسي للأراضي المنخفضة الوسطى على الرغم من أنّ نهر أنهيميس محاط جزئياً في الشمال الشرقي، إلا أنّ مينائها الممتاز لا يزال معرضاً إلى حد ما للرياح الموسمية الشتوية الشمالية الشرقية.
مدينة تهاي غوين الفيتنامية
تم التنازل عن مدينة تهاي غوين لأول مرة لصالح فرنسا في عام 1787 ميلادي مع جزر سون، ثم احتلها الفرنسيون لفترة وجيزة في عام 1858 ميلادي، وأصبح الميناء فيما بعد بمثابة امتياز فرنسي خارج نطاق اختصاص المحمية، في القرن العشرين ميلادي ازدادت أهمية دا نانغ بعد تقسيم فيتنام في عام 1954 ميلادي والذي ترك مدينة هوى إلى الشمال بالقرب من الحدود الفيتنامية الشمالية.
قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتوسيع مرافق الموانئ بشكل كبير بعد عام 1965 ميلادي عندما تم بناء قاعدة جوية رئيسية، وبحلول أوائل الثمانينيات كان لدى دا نانغ واحد من أحدث وأكبر الموانئ في فيتنام، ومن بين مناطق الجذب في دا نانغ متحف تشام الذي يضم العديد من قطع تشام الأثرية من المنطقة والأضرحة البوذية في كهوف الحجر الجيري حول المدينة.
وفي منتصف القرن السادس عشر ميلادي عندما كانت هوا آن مركزاً مزدحماً في الجنوب كانت مدينة تهاي غوين مجرد ميناء صغير للبضائع العابرة وإصلاح السفن، وتطورت تدريجياً إلى ميناء تجاري يحل محل تهاي غوين في أوائل القرن الثامن عشر ميلادي عندما تم تحسين بناء السفن الأوروبية، ويمكن للسفن الكبيرة العميقة الدخول بسهولة إلى خليج دانانج.
تاريخ مدينة تهاي غوين
في عام 1835 ميلادي بعد أنّ أمر الملك مينه مانغ بالسماح للسفن الأوروبية بالرسو لممارسة التجارة في أي موانئ باستثناء ميناء هان، أصبحت دا نانغ أكبر ميناء تجاري في المنطقة الوسطى، وازدهرت الصناعات المحلية الصغيرة، بما في ذلك بناء السفن والمعالجة الأولية للمنتجات الزراعية والغابات والتجارة والخدمات.
وأقام المستعمرون الفرنسيون بعد أنّ فرضوا سيطرتهم على فيتنام بأكملها في عام 1889 ميلادي بفصل تهاي غوين عن مقاطعة كوانغ نام وأعادوا تسمية مدينة توران وحت سيطرة الحاكم العام للهند الصينية.
وفي بداية القرن العشرين ميلادي تم تطوير مدينة تهاي غوين على نموذج أوروبي، وركزت على البنية التحتية الاجتماعية وتكنولوجيا التصنيع، وتشكلت وازدهرت أنواع كثيرة من النشاط الاقتصادي، وفي عام 1950 ميلادي أعطى الفرنسيون السلطة على المدينة لحكومة باو داي.
وفي عام 1965 ميلادي نزلت وحدات بحرية أمريكية وبدأت في إنشاء مجمع عسكري كبير، وتم تعريف المدينة على أنها مدينة محكومة مركزياً في عام 1967 ميلادي، وبناءً على ذلك قامت القوات الأمريكية وحكومة سايغون ببناء مدينة دا نانج في مركز سياسي وعسكري وثقافي في المنطقتين التكتيكية الأولى والثانية.
وفي عام 1975 ميلادي بعد حصول مدينة تهاي غوين على الاستقلال التام، بدأت مؤقتاً تحت حكم كوانغ نام في التغلب على عواقب الحرب، وبغض النظر عن الصعوبات كان لإعادة تأهيل المدينة وتطويرها بعض النتائج خاصة بعد التجديد في عام 1986 ميلادي.
وفي عام 1996 ميلادي أصدرت الدورة العاشرة للجمعية الوطنية التاسعة لجمهورية فيتنام الاشتراكية قراراً يفصل مقاطعة تهاي غوين، في ذلك الوقت كانت أرض تهاي غوين جزء من أراضي داي فيت في مقاطعة هوا تشاو في عهد الملك تران آنه تونغ في القرن الخامس عشر ميلادي، وفي عهد أسرة الملك لو ثانه تونغ التي بدأت عام 1466 ميلادي كانت تنتمي إلى منطقة ديين بان.
وهناك اسم آخر لمدينة تهاي غوين كان شائعاً لدى الجمهور والأوروبيين في ذلك الوقت، هذا الاسم قريب من معنى نهر هان وقد شوهد في خرائط القرن السابع عشر ميلادي، أسس الأب بوزومي وهو مبشر أوروبي قادم إلى المنطقة الداخلية في عام 1616 ميلادي كنيسة في كين في الأرض الواقعة على سفح ممر هاي فان، تم استخدام اسم كين أيضاً على خريطة شهيرة رسمها الأب ألكسندر دي رودس في عام 1666 ميلادي كين هو كي هان، وهو مشتق من مصطلح كي وهو اسم شائع جداً في ذلك الوقت يشير إلى الأماكن المزدحمة مثل الأسواق والشوارع.
بالإضافة إلى ذلك في سنوات الاستعمار الفرنسي كان يطلق على مدينة تهاي غوين اسم آخر وكان اسماً إدارياً رسمياً في ذلك الوقت، وكان يستخدمه العديد من الأوروبيين حتى الآن، بعد ثورة أغسطس في عام 1945 ميلادي تم تسمية مدينة تهاي غوين على اسم تاي فين وهو اسم وطني معروف في مقاطعة كوانج نام والذي قاد مقاومة دوي تان في عام 1916 ميلادي، بعد ذلك بعامين تم تغيير اسم تهاي غوين إلى اسمها الحالي وظل هذا الاسم مع المدينة.
وقام الملك أونغ خانه من أسرة نجوين يوقع اتفاقية تتنازل عن هانوي وهاي فونج ودا نانج للغزاة، واشترط أنّ يوجد في دانانج خمسة كوميونات منفصلة عن منطقة تهاي غوين، بما في ذلك مقاطعة هاي تشاو ومقاطعة فوك نينه ومقاطعة توش ثونغ ومقاطعة نام دونغ ومقاطعة نوى هين تاي، والتي كانت تخضع هذه الاتفاقية للرقابة بموجب مرسوم صادر عن الحاكم العام الفرنسي للهند الصينية والذي تم إصداره في عام 1888 ميلادي.
وأصدر الحاكم العام الفرنسي للهند الصينية مرسوماً بإنشاء مدينة تهاي غوين كوحدة إدارية لمقاطعة تهاي غوين، تم التعرف على مدينة توران كمدينة من الدرجة الثانية مثل مدينة تشو لون وبنوم بنه في كمبوديا، واضطر الملك ثانه تاي تحت ضغط الحاكم العام الفرنسي للهند الصينية إلى التوقيع على مرسوم بالتنازل عن ثماني بلديات إضافية في مقاطعة هوا فانغ وست بلديات في منطقة ديين فوك، وأصدر الحاكم العام الفرنسي للهند الصينية مرسوماً يفصل مدينة تهاي غوين عن كوانج نام، ويطورها كوحدة إدارية مستقلة تضم تسعة عشر كوميوناً.
واستمرت مدينة تهاي غوين بخوض الصراع في أراضيها ضد الحكم الفرنسي، وعلى الرغم من وقوعها تحت الحكم الفرنسي وضمها إلى شركة الهند الشرقية الفرنسية، إلا أنّ الحكومة الفرنسية كانت قد اعترفت فيها كمدينة مستقلة وتم منحها الحكم الإداري في أراضيها وتم تعيين حاكم إداري خاص فيها، الأمر الذي ساعدها في مساعدة نفسها والنهوض في المستوى الاقتصادي الخاص فيها مقارنة بالمدن الفيتنامية الأخرى التي كانت تعاني من الصراعات والتراجع، وعلى الرغم من منحها من الحكم الذاتي في أراضيها، إلا أنّ جميع قراراتها كانت تصدر بأمر من فرنسا.
نستنتج بأنّ مدينة تهاي غوين تعد من المدن الفيتنامية القديمة والتي تعرضت لفترة طويلة للحكم الفرنسي وقامت الحكومة الفرنسية بمنحها الحكم الذاتي في أراضيها وفصلها عن باقي المدن الفيتنامية.