ما هو تاريخ مدينة دافاو الفلبينية

اقرأ في هذا المقال


تقع مدينة مدينة دافاو في الجنوب الشرقي من جزيرة مينداناو في الفلبين، تقع عند مصب نهر دافاو بالقرب من رأس خليج دافاو، المدينة هي المركز الإقليمي الرائد في جنوب شرق مينداناو وتضم حوالي خمسون ميناءاً صغيرا، يوجد في مجالها التجاري مضيق باكيبوتان الذي تواجد من جزيرة سامال البحرية يأوي كل من سانتا آنا وهو ميناء حضري يقوم بخدمة السفن الصغيرة.

مدينة دافاو الفلبينية

قبل الحرب العالمية الثانية تم تطوير مدينة دافاو عبارة عن مستعمرة يابانية كانت تمتلك مزارع كبيرة من الأباكا والتي تم تدميرها خلال الحرب وقد تم إعادة بنائها وهي تحتوي على مجموعة من الثقافات والتأثيرات الإسبانية والأمريكية والمغربية، مدينة دافاو ريفية إلى حد كبير وهي واحدة من أكبر مدن العالم من حيث مساحة الأرض، كانت مدينة دافاو مجرد قرية صغيرة تتكون من عدد من القرى المنظمة، كان يحكمها الحاكم  داتو باجو، والذي أقام خلال حكمه مستوطنة بالقرب من نهر دافاو.

كانت أول محاولة مسجلة للإسبان لامتلاك المكان عندما كان دون خوسيه كروز دي أرانغورين من إسبانيا، دخل إلى المدينة مع 70 رجلاً، خططوا لهزيمة داتو باجو لهم للحصول على المكان أثناء عبورهم القناة الضيقة لمنحنى نهر دافاو تفوقت سفينتهم على المناورة، بعد ثلاثة أشهر ما زالوا في مؤامرة خلع داتو وإخضاع المكان بأكمله هاجمهم محاربو داتو باجو مما أدى إلى معركة، بعد أسابيع قليلة وصل دون مانويل كيسادا قائد البحرية في زامبوانجا برفقة سرية مشاة وانضم إلى الهجوم على مستوطنة داتو باجو.

عندما هزم داتو باجو أعادوا تسمية المنطقة بأكملها باسم نويفا غويبوزكوا وأسسوا بلدة نويفا فيرغارا وهي مدينة دافاو الآن، وفي عام 1848 ميلادي أصبح أول حاكم في المدينة، استمرت دافاو في التقدم حتى في أحضان الغزاة القادمين، حيث كانت في تلك الفترة تحت سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية واليابان، وبسبب التأثير المتزايد لليابانيين في التجارة والاقتصاد في المنطقة تم تحويل مدينة دافاو إلى مدينة في عام 1936 ميلادي.

تاريخ مدينة دافاو

في عام 1848 ميلادي قاد دون خوسيه يانغورين حملة إسبانية إلى دافاو وأسس مستوطنة مسيحية في منطقة من مستنقعات المنغروف التي أصبحت الآن بولتون ريفرسايد، ثم حكم دافاو زعيم قبلي هو داتو باجو الذي أقام مستوطنة على ضفاف نهر دافاو الذي كان يطلق عليه نهر توغلوك من قبل الباغوبوس، بعد أنّ هزم أويانغورين داتو باجو أعاد تسمية المنطقة نويفا جويبوزكوا تكريماً لمنزله في إسبانيا وأصبح أول حاكم لها، وعلى الرغم من محاولة يانغورين لتطوير المدينة إلا أنّها لم تزدهر؛ وذلك بسبب الدمار الذي كانت تعاني منه المدينة في ذلك الوقت والصراعات الكثيرة على أراضيها.

بعد سنوات قليلة من هبوط القوات الأمريكية في مدينة دافاو في عام 1900 ميلادي ازدهرت ملكية المزارع الخاصة وتحسنت وسائل النقل والاتصالات؛ ممّا مهد الطريق للنمو الاقتصادي في المنطقة، منح رجل أعمال ياباني إذناً لتطوير مناطق واسعة حول شواطئ خليج دافاو وزرع الأرض في مزارع أباكا وجوز الهند، ازدهرت المصالح التجارية واسعة النطاق وتجارة الاستيراد والتصدير في المنطقة، وطأت الموجة الأولى من عمال المزارع اليابانيين أقدامهم في عام 1903 ميلادي وقد بنوا مدارسهم ومستشفياتهم وشبكات الطرق الخاصة بهم ونشروا الصحف الخاصة بهم.

أقامت سفارة وضريح شنتو بمرور الوقت تعلم السكان المحليون من اليابانيين التقنيات الحديثة للزراعة وأصبحت الزراعة شريان الحياة للنمو الاقتصادي والازدهار في المقاطعة، خلال هذه الفترة وأصبحت مقاطعة دافاو غير المقسمة آنذاك أكبر منتج للأباكا في العالم مع سيطرة اليابانيين عملياً على الصناعة بأكملها، على الرغم من القوانين التي تقيد الملكية الأجنبية للأرض تمكن اليابانيون من أنّ يصبحوا أكبر مالكي المزارع في مدينة دافاو ولقد تمكنوا من تحقيق ذلك وشراء الأراضي من ملاك الأراضي المحليين والزواج من النساء المحليات لا سيما من سلالة داتو.

بحلول الثلاثينيات من القرن الماضي كانت مدينة دافاو بالكامل تحت سيطرة اليابانيين، نشروا نفوذهم الاقتصادي جعلهم مؤثرين سياسياً، كان أكبر تجمع لليابانيين في منطقة جويانج البلدية التي تتمحور حول مينتال ونما عدد سكانها بشكل كبير في عام 1939 ميلادي، عندما أصبحت اليابان قوة عالمية بعد أنّ هزمت روسيا في عام 1904 ميلادي وضمت كوريا في عام 1910 ميلادي ومنشوريا في عام 1931 ميلادي كانت الشكوك حول النوايا الحقيقية لليابانيين تطارد البلاد بأكملها، في المؤتمر الدستوري لعام 1934 ميلادي شجب مندوب دافاو بانتاليون بيلايو الأب بشدة سيطرة اليابانيين الكاملة على دافاو واستحواذهم غير المحدود على الأرض.

بسبب التأثير المتزايد لليابانيين في التجارة والاقتصاد في المنطقة وكخطوة لكسر سيطرة اليابانيين قام في عام 1936 ميلادي روموالدو سي قام بتقديم طلب يدعو إلى إنشاء دافاو كمدينة مستأجرة، تم تمرير مشروع القانون بعد ذلك ووقعه ليصبح قانوناً من قبل الرئيس مانويل إل كويزون كقانون الكومنولث، الذي أنشأ رسميًا مدينة دافاو من بلدة دافاو ومنطقة جويانج، ثم أصبحت مدينة دافاو العاصمة الإقليمية لمقاطعة دافاو غير المقسمة، حينها جعلت هذه الخطوة مدينة دافاو أكبر مدينة في العالم، نص القانون على تعيين المسؤولين المحليين من قبل رئيس الفلبين، بدلاً من أن يتم انتخابهم، وبالتالي ترسيخ السلطة اليابانية في دافاو.

على الرغم من السيطرة الكاملة لليابان على مدينة دافاو، إلا أنّ الولايات المتحدة الأمريكية كانت ما تزال تملك النفوذ في المدينة، الأمر الذي أدى إلى قيام صراع كبير بينها وبين اليابان وكانت تلك الفترة هي فترة بداية الحرب العالمية الأولى وكانت في تلك الفترة اليابان عبارة عن قوة عظمى في المنطقة، إلا أنّ الحرب أثرت على قوتها وأدى إلى فقدان سيطرتها على الأراضي الفلبينية واستمرت الصراعات حتى بدأت الحرب العالمية الثانية وأعلنت اليابان عن استسلامها وتمكنت الفلبين من الحصول على الاستقلال.

أصل اسم مدينة دافاو

وفقاً للمؤرخين المحليين ودراساتهم في أصل كلمة مدينة دافاو جاءت كلمة دافاو من المزج الصوتي لكلمة مجموعات فرعية من باغوبو الثلاثة عند الإشارة إلى نهر دافاو وهو ممر مائي أساسي يفرغ نفسه في خليج دافاو، والسكان الأصليون أوبوس الذين يسكنون المناطق النائية من منطقة تسمى النهر دافوه والتي تعني أيضاً مكاناً ما وراء الأراضي المرتفعة، في إشارة إلى المستوطنات الواقعة عند مصب نهر دافاو والتي كانت محاطة بتلال شاهقة،  أطلق عليها آل كلاتا أو غويانجان اسم دوهوو أو دافاو، في إشارة إلى تسوية تجارية حيث يقايضون سلعهم الحرجية مقابل ملح أو سلع أخرى وقبيلة تاجاباوا باجوبوس دابو.

نستنتج بأنّ مدينة دافاو أحد المدن الفلبينية والتي وقعت في التاريخ القديم تحت حكم سلالة داتو، وتم حكمها من قِبل إسبانيا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية.


شارك المقالة: