ما هو تاريخ مدينة داك لاك الفيتنامية

اقرأ في هذا المقال


تقع مقاطعة داك لاك في الهضبة الوسطى في فيتنام  وهي أرض تشتهر بالقهوة والمطاط والمهرجانات، كما انّها تمتزج الغابات والأنهار والبحيرات والشلالات المهيبة مع الفضاء الثقافي لصنع تاي نجوين، ويوجد فيها 44 مجموعة عرقية والوحدات الإدارية فيها هي مدينة كرونج بونج ومدينة يلاك ومدينة كو كوين، كما تنعم مدينة داك لاك بموارد طبيعية هائلة لا سيما التربة الرمادية والتربة.

مدينة داك لاك الفيتنامية

مع العديد من الأسماء المختلفة تم دمج مدينة داك لاك وفصلها عدة مرات مع المناطق المحيطة المحلية، إنّ استخدام اسم الشهرة للنهر والجدول ورأس القرية لتسمية المنطقة له ظاهرة شائعة في المرتفعات الوسطى، اشتق اسم مدينة داك لاك من بحيرة لاك الجميلة لهذه الأرض داك تعني الماء ولاك هو اسم السيد لاك داك لاك تعني ماء السيد لاك، تأسست مدينة داك لاك بموجب المرسوم الصادر في عام 1904 ميلادي من قِبل الحاكم العام للهند الصينية وتم فصلها عن لاوس تحت حكم الجنرال المقيم في آن نام.

وفي أواخر القرن التاسع عشر ميلادي تم دمج مدينة داك لاك التي تنتمي إلى مدينة كانتوم في لاوس من قبل الفرنسيين، حتى عام 1913 ميلادي أصبحت مدينة داك لاك وحدة إدارية تابعة لشركة كانتوم والتي تأسست في نفس اليوم، وفي عام 1923 ميلادي أعيد تأسيس مقاطعة نيو داك لاك، في بداية عام 2014 ميلادي تم فصل مدينة داك لاك إلى مدينتهم وهي مدينة داك لاك ومدينة داك نونغ، تتكون مدينة داك لاك من مدينة بون ما ثوت و13 مقاطعة.

ويوجد في مقاطعة داك لاك 15 وحدة إدارية على مستوى المقاطعات، بما في ذلك مدينة واحدة تسمى باسم بون ما ثوت وبلدة واحدة اسمها مدينة بون هو و13 مقاطعة في إي سوب  وكرونغ بونغ وكرونغ بوك وكرونغ باك وكرونغ نانغ وكرونغ آنا وم دراك ولاك وإيا كار وإيا حلو وكو مجار وكو كوين وبون دون من بينها هناك 184 وحدة إدارية مجتمعية، بما في ذلك 152 عنبر و 20 بلدية و12 مدينة، ويضم مجتمع مدينة داك لاك السكني 47 مجموعة عرقية، من بينهم يمثل شعب كينيه، والأقليات العرقية الأخرى مثل شعب إيدو وشعب مانونغ وشعب ثيه وشعب تاي وشعب ننوغ ويتواجدون جميعهم في المقاطعة.

ويتم توزيع سكان المقاطعات بشكل غير متساو على المقاطعات ويتركزون بشكل رئيسي في مدينة بون ما ثوت والبلدات والمقاطعات على طول الطريق السريع الوطني، وكما تحتوي فيها المقاطعات ذات الكثافة السكانية المنخفضة هي مناطق صعبة بشكل خاص مثل مقاطعة إيا سوب ومقاطعة بون دون ومقاطعة ولاك ومقاطعة وكرونج بونج ومقاطعة مدراك ومقاطعة إيا حلو، بالإضافة إلى الأقليات العرقية هناك أيضاً أعداد كبيرة من المهاجرين من المقاطعات الأخرى في المناطق الشمالية والوسطى للمحافظة.

تاريخ مدينة داك لاك

يعود أصل مدينة داك لاك إلى لغة إيدو، وتعني قرية وهي اسم أغنى وأقوى زعيم قبلي في المنطقة، ثم من هنا تشكلت القرى المحيطة وتطورت إلى مدينة داك لاك اليوم، منذ منتصف القرن الثاني عشر ميلادي وقفت الأقليات العرقية في المرتفعات الوسطى ذات مرة للقتال ضد غزو تشامبا، وفي عام 1470 ميلادي  عندما غزت تشامبا الحدود الجنوبية لداي فيت هزمها جيش لي بعد هزيمة تشامبا، احترمت أسرة لو من ناحية الخط الفاصل بين إقامة الأقليات العرقية في المرتفعات الوسطى والسهول، ومن ناحية أخرى هناك سياسات للحفاظ على العلاقة بين شعب كينه والأقليات العرقية.

وفي عام 1540 ميلادي عندما تم تعيين بوي تا هان من قبل المحكمة ليكون توان تييت من نام نجاي وكذلك المناطق العرقية الجبلية الغربية، سمح للمهاجرين بإنشاء قرى صغيرة في الجبال ووسع التجارة بين كينه والأقليات العرقية وأوصى بالسجناء والبطاركة المحليين ورسم الملك هوا زا وتوي زا، منذ ذلك الحين وحتى ملوك نغوين اللاحقين كانت منطقة المرتفعات الوسطى داك لاك تسمى بلدة مان والتي كانت تدار بشكل غير مباشر من قبل المحكمة إدارياً، تم تقسيم بلدة مان إلى أربعة سلالات وخمسة طوائف ومن الناحية العسكرية أقامت أسرة نجوين عددًا من نقاط الحامية ودوريات وحراسة الحدود ومنع غزو القوات السيامية.

وفي أواخر القرن التاسع عشر ميلادي صعد المستعمرون الفرنسيون من أنشطتهم الاستطلاعية واستوعبوا الوضع تحت أسماء مختلفة؛ من أجل خدمة مؤامرة غزو المرتفعات الوسطى مدينة داك لاك، وفي عام 1898 ميلادي ركزوا قواتهم للاستيلاء على أراضي بون دون وقاموا بدورهم بتوسيع الحرب للاستيلاء على هضبة داك لاك بأكملها.

وبعد احتلال مدينة داك لاك شرع المستعمرون الفرنسيون في بناء جهاز الهيمنة وإنشاء وحدة إدارية لمقاطعة داك لاك في عام 1904 ميلادي بموجب مرسوم الحاكم العام للهند الصينية، قسموا مدينة داك لاك إلى خمس دوائر وفرضوا الحكم المباشر ونفذوا سياسة فرق تسد ولكن أيضاً من هذا القمع والاستغلال القاسي، وقف شعب داك لاك بشكل مستمر وبطولي ضد المستعمرين الفرنسيين تحت قيادة الزعماء.

وفي أواخر القرن التاسع عشر ميلادي وأوائل القرن العشرين ميلادي كانت هناك انتفاضات ونزاعات مسلحة مستمرة في الإقليم، مثل انتفاضة اما جاهو والتي قامت في عام 1890 ميلادي ونضال عام 1900 ميلادي وانتفاضة أوي عام 1909 ميلادي الأكثر شيوعاً هي انتفاضة الشعب، استمرت هذه الانتفاضة لمدة 23 عاماً وجذبت الأقليات العرقية، ليس فقط في هضبة داك نونغ، ولكن أيضاً كانت في المرتفعات الوسطى وكمبوديا.

إلى جانب النضالات والانتفاضات المسلحة التي قادها الزعماء ظهر في المقاطعة أيضاً عدد من حركات النضال المشروع لموظفي الخدمة المدنية والمسؤولين العموميين والمثقفين والطلاب ضد سيادة القانون، المستعمرون الفرنسيون ضد سياسة الغباء وازدراء السكان الأصليين بشكل نموذجي، قاد الكفاح اثنان من المعلمين الوطنيين من إيدي يا جات والتي قامت في عام  1925 ميلادي.

أيضاً في هذه الفترة وبسبب سياسة إنشاء المزارع واستغلال المستعمرات ظهرت في مدينة داك لاك طبقة من العمال الذين يعملون في المزارع يستغلون ويعذبون؛ من أجل مقاومة الاستغلال والقمع الوحشي للمستعمرين الفرنسيين، نظم عمال المزارع بشكل متكرر نضالات بأشكال مختلفة، وفي عام 1931 ميلادي قامت مجموعة من التمردات والصراعات للحصول على الاستقلال والتخلص من الاستعمار الفرنسي واستمرت تلك التمردات حتى عام 1933 ميلادي، إلا أنّ فرنسا كانت تقوم بقمعها بشكل مستمر الذي أدى إلى عدم استمرارها واستمرت مدينة داك لاك تحت حكم الاستعمار الفرنسي حتى قامت الحرب العالمية الأولى.

نستنتج بأن مدينة داك لاك أحد المدن الفيتنامية والتي لها أهمية عسكرية وتاريخية كبيرة، وكما وقعت تحت حكم فرنسا خلال فترة من فترات تأسيسها وقاد سكانها مجموعة من التمردات ضد الحكم الفرنسي.


شارك المقالة: