ما هو تاريخ مدينة كوبي اليابانية؟

اقرأ في هذا المقال


تعد مدينة كوبي هي عاصمة هيوغو كين الموجودة غرب وسط مدينة هونشو في اليابان، تعد مدينة كوبي المدينة المجاورة لمدينة أوساكا القريبة هي مراكز المنطقة الصناعي ثاني أكبر تكتل حضري وصناعي في اليابان وتشكل المدينة والمناطق المحيطة بها الجزء الغربي من منطقة  كوبي أوساكا.

مدينة كوبي الياباني

من المعروف أنّ معظم الأراضي اليابانية تعد من الأراضي القديمة والتي يعود تاريخها إلى العصر الحجري وتعد مدينة كوبي من المدن اليابانية التي يعود تاريخها إلى العصر الحجري، كما تم العثور على الأدلة التي تدل على وجود المدينة في العصر البرونزي والذي يعد من أهم الفترات في تاريخ مدينة كوبي.

في مدينة كوبي تم التنقيب عن أدوات حجرية من العصر الحجري القديم من أماكن مختلفة في المدينة، وعلى الرغم من ذلك لا نعرف متى بدأ الناس العيش هنا أو كيف كانت الحياة في ذلك الوقت، تشمل الأمثلة التمثيلية للتراث البدائي والقديم الكنز الوطني المعروض في متحف مدينة كوبي، الذي تم ترميمه إلى مظهره الأصلي، يوفر مركز الممتلكات الثقافية المدفونة في كوبي تفسيرات سهلة الفهم لمدينة كوبي القديمة مع التركيز على الآثار المحفورة.

في نهاية فترة هييان أخذ تاري نو كومري علماً بذلك وقام بتجديد ميناء كوبي أوادا نو توماري لممارسة التجارة مع الصين ثم سونغ، كما تم نقل العاصمة من كيوتو إلى فوكوهارا في كوبي، أصبحت كوبي أيضاً قاعدة عسكرية وتعرف أيضاً باسم موقع معركة ميناتو جاوا في عام 1336 ميلادي، حيث هزم جيش المحكمة الشمالية ماساشيجي كوسونوكي خلال فترة المحاكم الشمالية والجنوبية.

مدينة كوبي التي تطورت كمدينة ساحلية منذ العصور القديمة كانت نقطة مهمة للنقل البحري مع أوساكا، بالإضافة إلى محطة نزل على طول طريق سينجوكو السريع، خلال فترة إيدو تطورت صناعة الساكي التي استفادت من الظروف الطبيعية وأصبحت معروفة على الصعيد الوطني باسم ندى نو كيبون، اتبعت اليابان سياسة العزلة لفترة طويلة، لكن وصول بيري وهاريس أجبر البلاد على الانفتاح، بعد فتح الميناء تم إنشاء مستوطنة أجنبية في منطقة كيتانو الحالية وتم جلب أنماط الحياة الغربية من الملابس والطعام والمأوى والترفيه والثقافة.

تأسست محافظة هيوغو في عام 1868 ميلادي وبعد إلغاء المناطق الإقطاعية وإنشاء المحافظات في عام 1871 ميلادي تم إنشاء مدينة كوبي في عام 1889 ميلادي زاد عدد سكان المدينة بشكل كبير، بعد ذلك استمرت في التطور بشكل مطرد وفي عام 1939 ميلادي بعد ثماني سنوات من بدء نظام الأجنحة، أقيم مهرجان كوبي الأول في عام 1971 ميلادي، بورت آيلاند كوبي هاربور لاند في عام 1981 ميلادي، ولدت مدينة بورت آيلاند البحرية، تلاها ولادة كوبي هاربور لاند في عام 1992 ميلادي، بعد أكثر من عشرة سنوات حققت كوبي انتعاشاً مذهلاً، حيث تم تأسيس مرافق وأحداث جديدة.

تاريخ مدينة كوبي

المدينة الساحلية التي سيُطلق عليها في النهاية اسم كوبي في عام 1889 ميلادي لها تاريخ طويل، منذ العصور القديمة، تطورت المدينة الساحلية بسبب العديد من العوامل ومنها موقعها على بحر سيتو الداخلي وموقع كوبي المركزي في اليابان، خلال فترة نارا في عام 710 ميلادي، كان الميناء المعروف آنذاك باسم نو توماري، بالفعل ميناءاً رئيسياً للتجارة مع الصين ودول أجنبية أخرى، بالإضافة إلى التجارة كان الساحل الجميل لسوما ومايكو، من أواخر القرن التاسع ميلادي تقريباً إلى بداية القرن التاسع عشر ميلادي.

لفترة قصيرة تم نقل عاصمة اليابان من كيوتو إلى فوكوهارا في كوبي، في الوقت نفسه أصبحت مدينة كوبي مركزاً للنشاط العسكري، حدثت هنا العديد من المعارك الشهيرة بين عشيرة هيكي وعشيرة جينجي ومنها معركة إيجو نو تاني والتي قامت في عام 1184 ميلادي، في السنوات اللاحقة  لعب ميناء كوبي دوراً مهماً كمركز حركة بحرية لكل من بحر سيتو الداخلي بحر اليابان، كانت أيضاً محطة استراحة على طول طريق سيسوكو السريع.

ازدهرت مدينة كوبي أيضاً خلال فترة إيدو في عام 1603 ميلادي باستخدام بيئتها الطبيعية المثالية، أصبحت مركزاً لصنع الساكي وأصبحت مشهورة في جميع أنحاء اليابان، حتى يومنا هذا تفخر كوبي بكونها المنطقة المنتجة الأولى في البلاد، بعد فترة طويلة من العزلة الوطنية فتحت اليابان أبوابها للعالم بعد وصول العميد البحري الأمريكي ماثيو بيري وتاونسند هاريس، سمح افتتاح ميناء كوبي في عام 1868 ميلادي في مدينة كوبي بالتطور إلى مدينة ساحلية دولية، خلال فترة ميجي رسخت كوبي نفسها كواحدة من الموانئ الرئيسية في اليابان.

في عام 1858 ميلادي في السنة الخامسة من ولاية أنسي وقعت اليابان معاهدات صداقة وتجارة مع  الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وروسيا وفرنسا وهولندا، يعتبر شعب الشوغن في البداية أنّ فتح ساكاي هو الحد الأقصى للامتيازات لتجنب فتح أوساكا، وعلى الرغم من ذلك نظراً لوجود العديد من المقابر الإمبراطورية حول ساكاي، تم استبدالها في النهاية لهيوكو، كانت السنة الثالثة لبينوكيو في عام 1863 ميلادي.

في عام 1867 ميلادي تم التوقيع على اتفاقية تسوية هيوغو أوساكا، وبدأ بناء المستوطنة الأجنبية وهي منطقة يُسمح فيها للأجانب بالعيش والعمل داخل حدود معينة لغرض التجارة وتؤجرها الحكومة اليابانية للأجانب، بالإضافة إلى المستوطنة الأجنبية في مدينة كوبي كانت هناك منطقة خارج المستوطنة الأجنبية تعرف باسم منطقة سكنية مختلطة، المناطق متعددة المستأجرين فريدة من نوعها لمدينة كوبي ولا توجد في الموانئ المفتوحة الأخرى مثل يوكوهاما.

تم إنشاء المنطقة متعددة في عام 1869 ميلادي كإجراء مؤقت من قبل الحكومة استجابة لشكاوى من ممثلي بريطانيا وفرنسا وهولندا بسبب التأخير في بناء المستوطنة، وعلى الرغم من ذلك حتى بعد الانتهاء من التسوية استمر الحفاظ عليها؛ لأنّ الأجانب أرادوا استمرار الأرض متعددة المستأجرين كحق مكتسب، في المنطقة متعددة المستأجرين على طول الحدود الشمالية للمستوطنة، تم تشكيل ما يسمى باسم نينيجيكمي حيث عاش شعب تشينغ معاً، نظراً لأنّ مواطني تشينغ لم يكونوا مواطنين بموجب معاهدة ، فلم يكن لديهم حق الإقامة، لكن الحكومة اليابانية لم تستطع رفض دخولهم.

بعد افتتاح الميناء جاء العديد من الأمريكيين والأوروبيين إلى كوبي وأقاموا مستوطنة للأجانب من خلالهم؛ ممّا جعل مدينة كوبي واحدة من أولى المدن في اليابان التي تم تعريفها بالثقافة الأجنبية، تُعرف مدينة كوبي أيضاً بأنّها مسقط الثقافة، عند قيام الحرب العالمية الثانية تعرضت مدينة كوبي للدمار، حيث شكل الميناء فيها عاملاً مهماً في الحرب، حيث كانت اليابان تستخدم الموانئ فيها لنقل الأسلحة والقوات العسكرية وقامت دول الحلفاء بقصف الموانئ فيها، واستمرت المدينة في التعرض للقصف حتى انتهت الحرب العالمية الثانية أعلنت اليابان استسلامها.

نستنتج من مقالنا الأهمية الكبيرة التي تشكلها مدينة كوبي اليابانية ومن أهم الميزات التاريخية فيها هو وجود الموانئ والتي شكلت أهمية كبيرة خلال الحروب التي خاضتها اليابان.


شارك المقالة: