تقع مدينة كورياما في وسط مدينة فوكوشيما كين في شمال شرق وسط هونشو في اليابان، تقع في وادي نهر أبوكوما وتحيط بها من الغرب والشرق سلاسل جبلية تتجه من الشمال إلى الجنوب.
مدينة كورياما اليابانية
تقع مدينة كورياما عند تقاطع خط السكك الحديدية الرئيسي بين الشمال والجنوب من طوكيو في شمال شرق هونشو والخط الشرقي الغربي من إيوكي إلى نيكيتا، تطورت كمركز صناعي واتصالات، تنتج المنسوجات والكيماويات والآلات، يتم توليد الطاقة من خلال محطات حرارية تعمل بالفحم ومن خلال المنشآت الكهرومائية على نهر نيباشي إلى الغرب يوجد بالمدينة محطة على خط توهوكو من شينكانسن حيث يوجد القطار السريع، وهي بوابة إلى سلاسل الجبال وبحيرة إيناواشيرو شمال غرب كورياما، والتي تعد من مكونات منتزه بانداي أساهي الوطني.
تأثرت مدينة كورياما بشدة بزلزال شرق اليابان الكبير، والحادث الذي وقع في محطة فوكوشيما للطاقة النووية التابعة لشركة طوكيو للكهرباء في عام 2011 ميلادي، منذ ذلك الوقت وبهدف استعادة العيش في أمان وأمان قبل الزلزال، قامت حكومة المدينة بتأسيس عدد من المنظمات والذين يعملون بشكل جماعي على تسريع، نشأت مدينة كورياما كمركز حكومي إقليمي في فترة نارا، عندما كانت المنطقة على حدود مستوطنة يوماتا في منطقة تهوكو، تطورت المنطقة المحيطة إلى شوين التي تسيطر عليها عشائر الساموراي المختلفة في فترتي هييان وكاماكورا.
تطورت المدينة فيما بعد إلى مدن قلاع، وظلت كورياما كمركز تجاري وازدهرت كمدينة بريدية بسبب أهميتها كنقطة محورية لحركة المرور في فترة إيدو، كمركز رئيسي لإنتاج المعدات العسكرية، تعرضت كورياما لثلاث غارات جوية واسعة النطاق خلال الحرب العالمية الثانية، كورياما هي أكبر مدينة في محافظة فوكوشيما ولديها شبكات سكك حديدية وطرق وحافلات جيدة تربطها بطوكيو في الجنوب وأجزاء أخرى من توهوكو في الشمال والغرب.
يعد قطاع توهوكو شينكانسن أسرع وسيلة للوصول من وإلى طوكيو، بالإضافة إلى مدن رئيسية أخرى في توهوكو مثل فوكوشيما وسينداي، يتبع خط توهوكو الرئيسي طريقًا مشابهاً لشينكانسن، وعلى الرغم من أنه أرخص، إلا أنّه أبطأ كثيراً وتعمل القطارات بشكل أقل بانتظام، يربط خط غرب بانيتسو بين كورياما ونيغاتا في الغرب ويمر عبر منطقة جبل بانداي، هناك أيضاً حافلات تربط كورياما بطوكيو وناريتا إيربور، يقع أقرب مطار فيها وهو مطار فوكوشيما في مدينة سوكاغاوا في الجنوب، ويعد مطار فوكوشيما بأنّ لديه رحلات يومية إلى أوكيناوا وأوساكا وسابورو مع عدد أقل من الرحلات الدولية إلى سيول وشنغهاي.
تاريخ مدينة كورياما اليابانية
منذ العصور القديمة كان الناس يأتون ويذهبون إلى مدينة كورياما وحتى اليوم تأتي الطرق الوطنية وتذهب من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، كما أنّ طريق توهوكو شينكانسن وطريق توهوكو السريع وطريق بانيتسو السريع تجعلها مركزاً مهماً للنقل، بدءاً من مشروع استصلاح أساكا الذي روجت له المحافظة والقطاع الخاص خلال فترة ميجي، تم الترويج لقناة أساكا كسياسة وطنية من قبل الحكومة لسحب المياه من بحيرة إيناواشيرو، أساكا كايتاكو الوطنية، رأى أجداد اليابان إمكانات غير محدودة في أرض كورياما.
تعد مدينة كورياما أرض أساكا التي غمرتها المياه من بحيرة إيناواشيرو لم تطور الزراعة فحسب، بل كان لها أيضاً تأثير توليد الطاقة الكهرومائية باستخدام القناة وصناعات مثل تربية دودة القز والتبغ، تطورت الصناعة وتقدم التحضر، على الرغم من ذلك من ناحية أخرى ظهرت المنازل بشكل غير مخطط لها؛ ممّا أدى إلى خلق مشهد فوضوي للمدينة، من أواخر فترة ميجي إلى فترة تايشو لم يتم بعد تأسيس مفهوم تخطيط المدينة في اليابان، في مثل هذه الفترة حققت كورياما تخطيط المدينة الأول والوحيد في اليابان باستخدام قانون توحيد الأراضي المزروعة من خلال قوة القطاع الخاص، في عام 1924 ميلادي ولدت مدينة كورياما باعتبارها المدينة رقم 99 في اليابان.
في فترة شوا تعرضت مدينة كورياما لأضرار مدمرة من الحرب العالمية الثانية وخلال فترة التعافي بعد الحرب أصبح حماس المواطنين للموسيقى الذي ولد من الأرض المحروقة موجة كبيرة وتطور إلى حركة مواطنين، مع هذه القوة التي يتمتع بها القطاع الخاص مثل المؤسسة، يجتمع العديد من الأشخاص من جميع أنحاء البلاد ويتطورون إلى مدينة أساسية تقود منطقة توهوكو، حتى اليوم كورياما هي مدينة يجتمع فيها الناس بروح رائدة، تعتبر المدينة الأكثر حيوية في المحافظة.
في مدينة كورياما يوجد أكثر من 1400 موقع أثري من العصر الحجري القديم إلى العصور الوسطى والتي يعود تاريخها إلى حوالي 15000 عام مضت، تقع أطلال كيوميزوداي إلى الغرب من محطة كورياما الحالية، وهي أطلال من فترة نارا وفترة هييان، ازدهرت كورياما جنباً إلى جنب مع أويشو كودو الذي تم بناؤه بأمر من الإمبراطور إشيو، تمت صيانة الطرق الجانبية أيضاً؛ ممّا جعلها محطة نزل، حسب التقرير الذي تم إصداره في عام 1736 ميلادي عن قرية كورياما كان ثلث السكان يعملون في الزراعة والباقون يعملون في التجارة، وعلى الرغم من ذلك كان للقرى المجاورة مجموعة صارمة من الجزية السنوية، وبسبب الفقر فإنّ النمو السكاني راكد بل وانخفض في بعض الأماكن.
في بداية عصر ميجي تم الترويج لصناعة يابانية جديدة مع فجر الحداثة، في عام 1873 ميلادي، أنشأ 25 تاجراً شركة كايسيشا وهي شركة لتطوير منطقة أوتسوكيبارو، بناءً على طلب ماساتسون ناكاجو وهو مسؤول بالمحافظة وساموراي سابق في منطقة يونيزاوا. منتزه كايسيزان، الذي أصبح الآن مكاناً للاسترخاء لمواطني كورياما، كان يستخدم كبركة ري في ذلك الوقت، وهو إرث قيم أنشأته استصلاح أساكا.
في عام 1876 ميلادي طلب ماساتسون تشوجو الاجتماع مع توشيميتشي أوكوبر والذي جاء إلى المقاطعة لإجراء عمليات تفتيش أولية لزيارة الإمبراطور ميجي وأصر على سحب مياه الري من بحيرة إيناواشيرو، تم فيما بعد الموافقة عليه، وتم تنفيذ استصلاح الأراضي في سهل أساكا ومشروع افتتاح قناة أساكا تحت السيطرة المباشرة للحكومة الوطنية، عندما وعدت خطة قناة أساكا بفتح إمدادات المياه استقر الساموراي من جميع أنحاء البلاد في سهل أزومي بموجب سياسة الحكومة المهنية للساموراي.
في عام 1879 ميلادي أقيم حفل وضع حجر الأساس لقناة أساكا واكتمل في عام 1882 ميلادي وبعد العديد من الجهود تم فتح حقول الأرز وزُرعت أشجار التوت وازدهرت تربية دودة القز، في عام 1924 ميلادي اندمجت مدينة كورياما مع قرية أوهاردا وأصبحت المدينة رقم 99 في اليابان، تطورت المدينة بسرعة مع توازن الزراعة والصناعة والتجارة، وفي عصر شوا كان هناك وقت حزين عندما تعرضنا لأربع غارات جوية خلال حرب المحيط الهادئ.
كما تطورت مدينة كورياما بسرعة في ظل ولادة اليابان الجديدة بعد الحرب، في عام 1964 ميلادي تم تصنيف منطقة جوبانكورياما كنظام مدينة صناعية جديدة، وفي عام 1964 ميلادي تم دمج تسعة قرى في أساكا كون السابقة وثلاثة قرى في تامورا غان لتشكل مدينة كورياما اليوم، في عام 1975 ميلادي تم افتتاح طريق توهوكو السريع إلى منطقة العاصمة طوكيو.
لا بد أنّكم لاحظتم في المقال السابق الفترات المهمة التي مرت بها مدينة كورياما، الأمر الذي جعلها مدينة ذات تاريخ عريق وقد تم تأسيسها عبر دمجها مع مجموعة من القرى وتمتعها بالقوة الاقتصادية؛ ممّا جعلها عاصمة المدن الاقتصادية في اليابان.