أين تقع مدينة القدس؟
القدس أو بيت المقدس، هي مدينة فلسطينية في الشرق الأوسط، تقع على هضبة من هضاب الخليل بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الميت، إنها واحدة من أقدم المدن في العالم، وتعتبر مقدسة للديانات الإبراهيمية الثلاث الرئيسية – اليهودية والمسيحية والإسلام، تطالب كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينيّة بالقدس عاصمة لهما، حيث تحتفظ إسرائيل بمؤسساتها الحكومية الأساسية هناك وتتوقعها دولة فلسطين في نهاية المطاف كمقر سلطتها، ومع ذلك لا يوجد أي من الادعاءين معترف به دوليًا.
متى حكم العثمانيون مدينة القدس؟
في عام (1517)، فُتحت القدس وضواحيها على يد الأتراك العثمانيين، الذين ظلوا مسيطيرين بشكل عام عليها حتى عام (1917)، تمتعت القدس بفترة مزدهرة من التجديد والسلام في عهد السلطان سليمان القانوني – بما في ذلك إعادة بناء الأسوار الرائعة حول المدينة القديمة.
طوال فترة طويلة من الحكم العثماني، ظلت القدس مركزًا إقليميًا، وإن كان مهمًا دينيًا، ولم تمتد على طريق التجارة الرئيسي بين دمشق والقاهرة، ذكر الكتاب المرجعي الإنجليزي “التاريخ الحديث أو الحالة الحالية لجميع الأمم”، الذي كتب عام (1744)، أنّ “القدس لا تزال تعتبر عاصمة فلسطين، على الرّغم من سقوط الكثير من عظمتها القديمة”.
جلب العثمانيّون العديد من الابتكارات: كانت الأنظمة البريدية الحديثة التي تديرها القنصليات المختلفة وخدمات النقل والعربة المنتظمة من بين أولى علامات التحديث في المدينة، في منتصف القرن التاسع عشر، شيد العثمانيّون أول طريق معبدة من يافا إلى القدس، وبحلول عام (1892) وصل خط سكة الحديد إلى المدينة.
مع قيام محمد علي بضم القدس عام (1831)، بدأت البعثات والقنصليات الأجنبية في ترسيخ موطئ قدم لها في المدينة، في عام (1836)، سمح إبراهيم باشا للمقيمين اليهود في القدس بترميم أربعة معابد يهودية رئيسية، من بينها هورفا، في ثورة الفلاحين في جميع أنحاء البلاد، قاد قاسم الأحمد قواته من نابلس وهاجم القدس، بمساعدة عشيرة أبو غوش، ودخل المدينة في (31) مايو (1834)، تعرض المسيحيون واليهود في القدس لهجمات، هزم الجيش المصري التابع لإبراهيم قوات قاسم في القدس في الشهر التالي.
أُعيد الحكم العثماني في عام (1840)، لكن العديد من المسلمين المصريين بقوا في القدس وبدأ يهود الجزائر وشمال إفريقيا بالاستقرار في المدينة بأعداد متزايدة، في أربعينيات وخمسينيات القرن التاسع عشر، بدأت القوى الدولية لعبة شد الحبل في فلسطين حيث سعت إلى توسيع نطاق حمايتها للأقليات الدينية في المنطقة وهو صراع تم تنفيذه بشكل رئيسي من خلال الممثلين القنصليين في القدس.