تعد مدينة شانتو أحد المدن الصينية والتي تقع على السواحل الشرقية من مقاطعة قوانغدونغ وتعد من المدن الصينية التي تتمتع بنظام إداري منفصل وتتميز كغيرها من المدن الصينية بالكثافة السكانية وتقع بين مدينة شاوشينغ ومدينة هانغتشو وتضم كلاً من مقاطعة جييسكي ومقاطعة بونينغ مقاطعة رونغ تشنغ، وتعد من أهم المدن التجارية في الصين والتي تربط التجارة بين دول أوروبا والصين.
مدينة شانتو الصينية
منذ القدم تمتعت مدينة شانتو بالموقع التاريخي المهم، مع بداية القرن التاسع عشر ميلادي كانت مدينة شانتو المركز التجاري الأول وكانت تربط التجارة بين الصين والدول الغربية، وعلى الرغم من وجود عدد من المدن الصينية التجارية، إلا أنّ مدينة كانت ذات اهمية كبيرة وكانت تعاني من ضعف النمو، كان يوجد فيها الكثير من الموانئ الغنية، إلا أنّ مقاطعة قوانغدونغ الشرقية ومدينة تشوهاى كانت تسبقها اقتصادياً، وقامت الحكمة الإدارية فيها ببناء عدة مشاريع تنموية للنهوض فيها اقتصادياً وكانت تريد أنّ تحتل المرتبة الأولى اقتصادياً في الصين وتشتهر بوجود أشهر الجامعات، وقد ساعدها ذلك في أنّ تكون من أهم المدن الصناعية من الناحية العلمية.
اشتهرت مدينة شانتو بصيد الأسماك، حيث يوجد فيها الكثير من الأنهار وقد ساعدها ذلك بأنّ تكون مدين غنية بالمنتجات البحرية، وعند بداية حكم سلالة سونغ أصبحت مدينة شانتو جزء من أراضي مقاطعة توجانغ وتولت سلالة يوان الحكم فيها بعد ذلك وقامت السلالة بتغير اسم المدينة إلى اسم أكسلانغ، في عام 1563 ميلادي تم ضم مدينة شانتو إلى مقاطعة تشنغهاي وأصبحت تسمى باسم تشاوتشو، وفي عام 1574 ميلادي أصبحت مدينة شانتو تسمى باسم شان شيبينغ، في بداية القرن السابع عشر ميلادي قام سكان المنطقة بصناعة منصة مدفع وتم تسميته باسم شانشتو كانون.
تاريخ مدينة شانتو القديم
بدأت عملية دمج مدين شانتو بعدد من المقاطعات الصينية وقد أدى ذلك إلى زيادة حجم سكانها بشكل كبير، وفي بداية القرن التاسع عشر ميلادي قامت كلاً من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ببناء قنصلية خاصة بها وأرادت كلاً من الحكومة البريطانية الحكومة الأمريكية السيطرة على المدينة ووضعها تحت حكمها؛ ذلك بسبب المناظر الخلابة الذي تتمتع فيه المدينة، بالإضافة إلى وجود عدد من الحدائق والتي لا تزال موجودة إلى وقتنا الحالي.
في عام 1866 ميلادي قامت مدينة شانتو باستقبال الأجانب والذين كانوا يقومون بالأعمال التجارية من خلالها، وقد ساعد وجود الميناء فيها على تنشيط التجارة، وقامت الدول الغربية بعقد اتفاقية تجارية مع الصين، وأصبحت من أنشط المدن من حيث التجارة البحرية، وقد أدى ذلك إلى سعي عدد من الدول الغربية السيطرة عليها وضعها تحت حكمهم والسيطرة على التجارة البحرية فيها، وحاولت بريطانيا الولايات المتحدة الأمريكية احتكار التجارة البحرية فيها وحالت حكومة الدولتين عقد اتفاقية احتكار مع الحكومة الصينية للسيطرة على التجار الخارجية من خلال مدينة شانتو.
تاريخ مدينة شانتو الحديث
في عام 1919 ميلادي تم فصل مدينة شانتو عن مدينة تشنغهاي وفي عام 1921 ميلادي تم الإعلان عنها كمدينة مستقل تتمتع بالحكم الإداري المستقل، بدأت المدينة بعد ذلك التاريخ بالعمل على النهوض الاقتصادي في أراضيها وفتح عدد من المشاريع التنموية وتشغيل سكانها، إلا أنّ تلك الخطط لم تستمر لفترة طويلة، حيث تعرضت في عام 1922 ميلادي إلى إعصار سواتو المدمر والذي دمر معظم أراضيها ومعظم القرى المجاورة لها، وقد أدى ذلك إلى تراجع اقتصادها بشكل كبير، وتم قتل عدد كبير من سكانها وتعد تلك المرحلة من أسوء المراحل التي مرت بها مدينة شانتو.
عادت مدين شانتو من جديد لبناء نفسها وأصبحت هي المركز الأول في الصين في نقل البضائع الصينية إلى كافة دول العالم وقد ساعدها كبر سعة الشحن لديها في أنّ تحتل المرتبة الثالثة عالمياً، في عام 1939 ميلادي تعرضت مدينة شانتو إلى غزو اليابان، حيث تمكنت القوات العسكري اليابانية من السيطرة عليها حتى عام 1945 ميلادي وتم إخراج القوات اليابانية منها على يد جيش التحرير الشيوعي والذي حكمها لمدة أربعة أعوام، وفي عام 1949 ميلادي تم تأسيس جمهوري الصين الشعبية ومنحت الحكومة الصينية مدينة شانتو الحكم الذاتي.
تعد مدين شانتو أحد المدن الصينية الساحلية والتي تتمتع بوجود ميناء تجاري نشط فيها، وقد أدى ذلك إلى سعي الدول الغربية السيطرة عل التجارة البحري فيها وعقد عدد من المعاهدات التجارية وفي عام 1922 ميلادي تعرضت مدينة شانتو إلى إعصار سواتو والذي دمر معظم أراضيها.
