مصادر تشكيل الهوية الثقافية:
تلعب التربية دوراً أساسياً وهاماً في تشكيل الهوية الثقافية لبناء المجتمع، لذا فهي الهدف الأساسي الذي يمكن أن تستند عليه كافة المجتمعات للمحافظة بشكل رسمي على هويتهم الثقافية، كما أن للتربية بمؤسساتها المختلفة دوراً كبيراً في تنشئة الأفقراد دينياً وأخالقياً وفقاً لثقافة المجتمع الذي ينتمى إليه، فعندما تنجح التربية في بناء هذا الفرد، لذلك يصبح القوة الفاعلة في دعم هويتنا الثقافية، وهناك العديد من المصادر والوسائط التربوية التي تسهم فى تشكيل الهوية الثقافية ألبناء المجتمع ومن أهمها:
1- الأسرة:
تعد الأسرة هي المؤسسة الطبيعية الأولى، والمرجعية الأخالقية التي يتلقى فيها الفرد أساسيات ثقافته وهويته، كما أنها المعنية بتدريبه على مهارات اللغة وتفكيره وتلقنه القيم الدينية والأخلاقية التي تعتنقها، فمنها يكتسب موروثه الثقافي ووعيه، فالأسرة هي المسئول الأول عن غرس كافة معاني الوطنية والانتماء وتشكيل الهوية الثقافية للفرد، فهي تقوم بنقل قيم واتجاهات وعادات وتقاليد وسلوكيات ومهارات المجتمع إلى الأجيال الصاعدة، حتى يمكنهم التفاعل مع الثقافات المختلفة والقيام بأدوار ثقافية مهمة.
وتقوم الأسرة بدعم وتنمية الهوية الثقافية البنائها من خلال، نقل القيم والعادات السائدة والأعراف وطرق الاختفالات الخاصة بالهوية الثقافية إلى الأبناء، مع اتباع الأساليب الوالدية السوية، وتحرير المناخ الأسري من الازدواجية الثقافية وما تحمله من عادات وتقاليد وقيم إلى أبنائها.
2- المدرسة:
تكون المدرسة على قائمة الوسائط التربوية، وذلك لأنها أسلوب اجتماعي بناه المجتمع لبناء شخصيات أبنائه بصورة تمكنهم من تحقيق غاياته، كما تعد المدرسة من المؤسسات التي أقامها المجتمع للحفاظ على ثقافته ونقل عناصرها من جيل إلى جيل، لذا تلعب المدرسة دوراً هاماً في تنشئة الفرد وتأصيل هويته.
وتستطيع المدرسة العمل بدورها فى تشكيل الهوية الثقافية للأفراد من خلال نقل المعارف والمفاهيم ، وغرس القيم وتنميتها، مع تعزيز السلوكيات المقبولة إجتماعيا ًوالتخلص من السلوكيات المرفوضة، بالإضافة إلى تنمية المهارات والقدرات التى تجعل من الفرد عضو فعاال فى المجتمع.
3- المؤسسات الدينية:
تشارك المؤسسات الدينية فى تربية أفراد المجتمع وتشكيل شخصيتهم، وغرس حب الخير وإكسابهم عادات اجتماعية وخلقية وتعاونية، ويمكن أن تساهم فى تدعيم الهوية الثقافية لدى أبناء المجتمع من خلال تشكيل وعى الفرد، وغرس القيم والعادات والاتجاهات والأنماط السلوكية المؤكدة فى الدين، وتكوين شخصية سوية مؤمنة بهوية الأمة.