مظاهر التنوع في الثقافات والحضارات الإنسانية:
من مظاهر التنوع في الثقافات والحضارات الإنسانية اللغة، وكما أن اللغة تعرف بأنّها مجموعة مترابطة من الرموز والحركات والأصوات، حيث تعد حاضنة تضم العلوم والمعارف، وطريقة التواصل الأساسية التي يستخدمها الناس في حياتهم اليومية من أجل تبادل المعلومات والأفكار، والتعبير عن المشاعر المختلفة المختلفة في صدورهم.
لربما اتصفت الأمم والحضارات على مرِّ الأيام والعصور باللغات التي تختص بها، والتي عُدت جزءاً أساسياً من الأجزاء التي تعمل عليها أي ثقافة، وبالتالي هي مظهر مهم من مظاهر الاختلاف بين الأمم والحضارات، ومن هنا نجد أنّ كلّ أمة من الأمم تتباهى وتفتخر بمزايا لغتها، وتحرص دوماً على تعليمها للأجيال الصاعدة، فضلاً عن نشرها بين الأجانب ممن لا يتقنونها فهي نطاق التعرف على الحضارات، والترابط بين الأمم والشعوب في جميع أنحاء الأرض.
يُعد الدين من أهم الأسباب المؤثرة في الثقافات الإنسانية المتعددة، وهو يشير على مجموعة من العقائد التي تتعلق بها جماعة من الأشخاص، والتي تؤثر في طريقة تعاملهم مع الحياة، والعالم، وما بعد الموت، والإله وما إلى ذلك، ومن هنا نجد أثر الدين في كلّ تفصيل من تفاصيل الثقافات المتنوعة، فضلاً عن وجود جدليات لا تنتهي حول علاقة الدين بالسياسة، وبإدارة الدول، وبمناحي الحياة المختلفة.
وهو ما ساعد في تعزيز التنوع بين الجماعات والحضارات بشكل ملفت للنظر، كما إنّ التعرف على الأديان المتعددة والمختلفة المنتشرة في جميع أنحاء الأرض هو من طرق اندماج الأمم والشعوب، والتعرف على الحضارات المختلفة، والأهم التعرف على عوامل الاختلاف الحضاري المتنوعة، ووجهات النظر المتباينة بشأن المواضيع التي شغلت الإنسان منذ القدم.
العادات والتقاليد التابعة للثقافة:
تعرف العادات والتقاليد على أنّها اتباع الأجداد في ما مضوا عليه من سلوكات، وطقوس ومظاهر وعقائد وملابس، وهي تأتي على رأس أركان الاختلافين الحضاري والثقافي بين الأمم، ومن هنا فإنّ غالبية الأمم تحرص أشد الحرص على توريث عاداتها وتقاليدها، بل ونشرها بين الأمم الأخرى، كواحدة من أهم العناصر المكوّنة لثقافتها وحضارتها، لذا فإنّ هناك إقبالاً كبيراً من قبل الأجانب الذين لا ينتمون إلى ثقافة معينة على التعرف على عادات وتقاليد هذه الثقافة، والغوص في أعماقها، واستكشاف جواهرها النفيسة الفريدة من نوعه.