أشهر الملوك الذين حكموا مصر القديمة
ساعد ملوك الفراعنة على تكوين الحضارة المصرية القديمة وجعلوها تحت نظام إداري وسياسي الحكم، ومن أهم المبادئ التي ساروا عليها السلام والتوسع الحربي، وبهذا النظام نشأت حضارة من أعظم الحضارات.
مينا
يعتبر الملك مينا أول ملك يحكم مصر القديمة وهو من موحّد القطرين الشمالي والجنوبي، ومن الآثار الهامة التي خلّفها من بعده لوحته الشهيرة في المتحف المصري في القاهرة والتي تسجّل انتصاره على أعدائه وتوحيد قطريّ مصر، واللوحة تسجّل احتفاله بهذا النصر واضعاً على رأسه تاج الشمال، ومن الآثار المهمة التي جاءت من بعده جاءت من معبد نخن بالكوم الأحمر.
زوسر
زوسر (جسر نثر خت) أي جسد الإله المقدس، وهو أول ملوك الأسرة الثالثة وذكر اسمه بالمداد الأحمر على بردية تورين؛ ذلك نظراً لأهميته وأعماله التي انشهر بها، وامتدت فترة حكمه إلى 29 سنة ارتبط اسمه فيها ارتباطا وثيقاً بالمنطقة الواقعة إلى الجنوب من أسوان حيث لوحة المجاعة، وهذه اللوحة ارتبطت بأحداث المجاعة التي حدثت في مصر في عهد الملك زوسر؛ وذلك بعد أن قلّ الفيضان سبع سنوات فقلّت الحبوب.
بعد حدوث المجاعة استشار زوسر رئيس كهنته إيمحتب فأشار عليه بأن يقدم القرابين للإله خنوم إلى منطقة الشلال وطلب العون منه وذلك بعد أن أيقن بأن الإله خنوم المسيطر على منابع النيل، ويعتبر الملك زوسر أول وأكمل مجموعة جنائزية وهي الهرم المدرج في سقارة.
خوفو
الملك خوفو أحد أكبر ملوك الأسرة الرابعة في الدولة القديمة، وتميز عصره بالسلطة والقوة والسيطرة على كافة أرجاء البلاد، وارتبط اسم الملك بالهرم الأكبر وهو أحد عجائب الدنيا السبعة وأكبر إعجاز معماريّ بشتّى المقاييس؛ وذلك لما يحتويه من العديد من الممرات السرية بداخله، كما أن بناءه استغرق عشرون عاماً، وقد سرقت جميع الكنوز التي كانت فيه ولكن في عام 1925 تم اكتشاف الأثاث الجنائزي لأمه (حتب حرس).
تولّى الملك خوفو الحكم بعد وفاة أبيه الملك سنفرو وقد قام بإرسال البعثات إلى وادي المغارة لإحضار الفيروز، وعلى الرغم من عظمة الملك خوفو ألا أنه لم يتم إيجاد أي آثار سوى تمثال صغير جداً لا يزيد ارتفاعه عن 7.5 سم من العاج في أبيدوس، واستمر حكمه لمدة 23 سنة.
الملك منتوحتب نب حبت رع
يعد الملك منتوحتب نب حبت رع من أقوى وأهم الملوك في الأسرة الحادية عشرة؛ حيث تعتبر فترة حكمه بداية مجد لأسرته بأسرها، واستمرت مدة حكمه لـ 46 عام، نجح خلال هذه الفترة في سيادة النظام والهدوء في الجنوب والشمال فوصل حتى الشلال الثاني، بالإضافة إلى قيامه بإعداد طريق وادي الحمامات الذي يربط بين البحر الأحمر والوادي.
من أهم الآثار التي وجدت في عصره المعبد الجنائزي في الدير البحري، كما ارتبط بالملك منوحتب مقبرة الـ60 جندي التي تم العثور عليها بواسطة بعثة متحف المتروبليتان في طيبة، وهم من الجنود الذين قتلوا في إحدى المعارك التي قام بها الملك منتوحتب نب حلت رع من أجل تأمين البلاد.
الملك تحتمس الثالث
يعتبر الملك تحتمس الثالث من أشهر الملوك وهو قائد حربي، وتولّى الحكم بمفردة بعد أن توفيت زوجة أبيه الملكة حتشبسوت التي كانت وصيةً عليه كما أنها شريكته في الحكم بعد أن توفي زوجها تحتمس الثاني، ويعتبر تحتمس الثالث من أعظم ملوك مصر القديمة فهو من المحاربين الأذكياء وهو أول منة سعى لإنشاء الإمبراطورية.
قام بشن 17 حملة عسكرية للقضاء على الآسيويين ومن أشهر هذه الحملات معركة مجدو التي استطاع فيها أن يعبر بجيشه نهر الفرات، واستمر حكمه لمدة 54 سنة ودفن مقبرته في وادي الملوك.
حتشبسوت
اعتبرت الملكة حتشبسوت الملكة الوحيدة التي حكمت البلاد في ظل ظروف اقتصادية وسياسية جيدة على عكس الملكات الأخريات اللواتي حكمن في ظل ظروف سيئة، وهي ابنة الملك تحتمس الأول من أوائل ملوك الأسرة الثامنة عشرة وأخيها غير الشقيق تحتمس الثاني، وتم اختيارها للحكم بعد أن أثبتت للشعب عن طريق قصة أسطورية أن اختيارها كملكة برغبة الآلهة.
اهتمت الملكة بإرسال البعثات للأقاليم المجاورة لإحضار منتجاتها، وكان اهتمامها بالجوانب السياسية والعلاقات الخارجية شبه معدوم، كما قامت بإرسال أيضاً خلال حكمها بإرسال بعثة إلى الجنوب بمحاجر الجرانيت في أسوان لقطع أحجار مسلاتها، كما سجل على جدران معبدها رحلتها الشهيرة إلى بلاد بونت على البحر الأحمر.
أمنحتب الثالث (الباشا)
تولّى الملك أمنحتب الثالث الحكم بعد وفاة والده الملك تحتمس الرابع، وكان زواجه غير تقليدي إذ تزوج واحدة أصبحت فيما بعد من أشهر ملكات مصر وهي الملكة (تي) والتي كانت من عامة الشعب، وبعد أن رأى الملك أمنحتب الثالث شخصيتها أعجب بها وتزوجها في العام الثاني من حكمه، وتخلّد زواجها على العديد من الجعارين التذكارية، وكان هذا الزواج خارج عن القوانين التي تفرض أن يكون الزواج من أب وأم ملكيين.
كانت فترة حكمه تتميز بالسلام والرخاء ولم يقم بأي حملة خلال فترة حكمه؛ نتيجةً لما حققته الحملات التي قام بها الملوك من قبله، وبهذا تكون كل الثروات التي خلفتها الفتوحات من قبله ملكاً له وكان معروفاً بحبه للترف والبذخ، وأطلق عليه لقب (الباشا) بسبب الظروف السياسية والاقتصادية المستقرة على الصعيدين الداخلي والخارجي.
وكان لزوجته تي دوراً كبيراً ومؤثراً في حكم البلاد فقد مثلت زوجها في العديد من التماثيل والنقوش بنفس حجمه تقريباً، ومن هذه التماثيل: التمثال الضخم جداً لأمنحتب وزوجته الموجود في بركة المتحف المصري، وكان حجمها متساوياً لحجم زوجها الملك أمنحتب.
إخناتون
هو الملك أمنحتب الرابع وكان حكمه بعد وفاة أبيه الباشا أمنحتب الثالث، وكانت زوجة جميلة الجميلات نفرتيتي التي أنجب منها ستة بنات، وفي نهاية العام الثاني من حكمه قام بثورة دينية كبيرة قام فيها بالدعوة إلى عبادة إله واحد في صورة الإله آتون، كما أنه قام باختيار مقر جديد للديانة وهي تل العمارنة، واشتهر عصره بعصر السلام والعلاقات الدبلوماسية الجيدة، وبعد وفاته طمست معالم آثاره كلها من قصور ومقابر ومعابد.
تحدثنا في هذه المقال عن ملوك الفراعنة ذوي العصور والإنجازات العظيمة التي قاموا بها، وللسلام الذي تغنوا به فقد كان انشغالهم الأكبر بأمور البناء والنقوش وهذا ما جعل عصر الفراعنة من أعظم وأجمل العصور.