يعتبر ملك ومؤسس ألمانيا من سنة 919 حتى موته كان أول ملك من سلالة أوتونية الحاكمة وأول ملك لأول دولة ألمانية في العصور الوسطى وكانت تعرف حتى ذلك الوقت باسم مملكة فرانكس الشرقية، حيث سبب تسمية هنري بالصياد يعود إلى ولعه الشديد بالصيد وادعى أنه كان يصلح شباك صيد الطيور عندما أبلغه الرسل بخبر تتويجه كملك.
لمحة عن هنري الأول الصياد ملك ألمانيا:
بالنسبة لهنري كانت المملكة الألمانية عبارة عن اتحاد كونفدرالي من الدوقات القبلية وليس ملكية إقطاعية، وكان يعتبر نفسه الأكبر بين أقرانه، حيث بدلاً من السعي لإدارة الإمبراطورية من خلال الكونتات كما فعل شارلمان ومحاولات خلفائه سمح هنري لدوقات فرانكونيا وشوابيا وبافاريا بالسيطرة الداخلية الكاملة على ممتلكاتهم.
في سنة 925 تمرد الحاكم جيلبرت دوق لورين للمرة الثانية واجتاح هنري الدوقية وحاصر جيلبرت وأخذها ووضع مساحات شاسعة من الأرض تحت إمرته، حيث هكذا أعاد المملكة التي ضاعت منذ سنة 910 لتصبح الدوقية القبلية الخامسة لمملكة ألمانيا ومع ذلك سمح هنري لجيلبرت بالبقاء في السلطة كدوق فقد رتب لتابعه الجديد أن يتزوج ابنته جيربيرجا سنة 928.
كان هنري قائداً عسكرياً قوياً وفي سنة 921 غزا المجريون ألمانيا وإيطاليا وكان المجريون يهاجمون ألمانيا بشكل متكرر على الرغم من هزيمة المجريين بعد أن تمركزت أعداد كبيرة من القوات في بافاريا، حيث تمركزت مجموعة في منطقة أخرى وبعد أسره لأمير مجري تمكن هنري من إبرام هدنة لمدة 10 سنوات لكنه أجبر على دفع الجزية وأعطت هذه الهدنة الوقت لهنري ودوقات ألمانيا لتحصين المدن وتدريب نخبة جديدة من الفرسان.
مات هنري بسكتة دماغية في سنة 936 في قصره الإمبراطوري الذي كان أحد الأماكن المفضلة لديه وفي ذلك الوقت اتحدت جميع قبائل ألمانيا في مملكة واحدة، حيث تم دفنه في دير الذي أسسته زوجته ماتيلدا على شرفه.
خلفه ابنه أوتو الأول الذي توج إمبراطوراً فيما بعد وأصبح الباقي منهم دوق لبافاريا ورئيس أساقفة كولونيا، حيث تمرد ابنه الأكبر على أخيه غير الشقيق أوتو لكنه قتل في معركة سنة 936 وتزوجت ابنة هنري الساكسوني لويس الرابع من فرنسا.