بحكم نسب يزيد بن عبد الملك كان مرشح طبيعي للخلافة وكان لسلالة الأمهات العربية النبيلة وزن سياسي خلال هذه الفترة من تاريخ الخلافة، كان يزيد يفتخر بنسب أمه السفياني حيث يعتبر نفسه متفوق على إخوانه المروانيين، تم اختياره من قبل أخيه غير الشقيق الخليفة سليمان ليكون الرجل الثاني في الخلافة بعد ابن عمهم عمر الثاني.
ولاية يزيد بن عبد الملك:
ولد يزيد بن عبد الملك في دمشق هو ابن الخليفة عبد الملك، وحدت نسب يزيد الثاني الفرع المرواني لوالده من الأسرة الأموية في السلطة منذ عام 684 ميلادي، لم يكن عند يزيد حينها خبرة بالمجال العسكري أو الإداري قبل عهده ونادراً ما غادر سوريا باستثناء عدد من الزيارات إلى الحجاز، من المحتمل أن يكون قد منح السيطرة على المنطقة المحيطة بعمان من قبل عبد الملك.
في مارس 722 ميلادي هُزم يزيد بن عبد الملك الخزر في أرمينيا جنوب القوقاز الجيش السوري في أرمينيا وأضربيجان، كانت الهزيمة تتويج لحملة الخلافة الشتوية ضد الخزر وأسفرت عن خسائر سورية كبيرة، للرّد على هذه الخسارة أرسل يزيد بن عبد الملك الجراح بن عبد الله على رأس جيش فيه 25000 جندي من السوريين، الذين توغلوا في موطن الخزر في القوقاز واستولوا على عاصمتهم بلانجار في 22 أغسطس.
وفقاً للعديد من المصادر قام يزيد بإصدار مرسوم فيه أمر بهدم جميع الأيقونات في الكنائس المسيحية عبر الخلافة تحت تأثير ساحر يهودي والذي وعد يزيد بحياة طويلة من الثروة في المقابل، تشير المصادر كذلك إلى أنّ يزيد عهد إلى مسلمة بتنفيذ الأمر وأن المرسوم أثر على الإمبراطور البيزنطي ليو الثالث ليقوم بسن سياسته الخاصة بمقاومة الأيقونات في الإمبراطورية البيزنطية.
المؤرخون العرب الموجودين في مصر سجلوا ملاحظاتهم عن المرسوم وقاموا بوصف تنفيذه في مصر، يستشهد مؤرخو العصور الوسطى بمرسوم يزيد بسنوات مختلفة، لكن المؤرخ الحديث ألكسندر فاسيليف يرى أن يوليو عام 721 ميلادي هو التاريخ الذي استشهد به البطريرك يوحنا الخامس هو الأكثر موثوقية، تم عكس الأمر من قبل الخليفة هشام بن عبد الملك.
توفي يزيد في إربد في منطقة البلقاء شرق الأردن في جند دمشق في 26 شعبان 105 هجري، أدّى ابنه الوليد أو أخيه غير الشقيق هشام صلاة الجنازة، كان يزيد يريد أن يعيّن الوليد خليفاً له مباشرة إلا أنّ مسلمة أقنعه بتعيين هشام بدلاً منه.