أهمية علم الاجتماع الطبي

اقرأ في هذا المقال


أهمية علم الاجتماع الطبي:

تبدو أهمية علم الاجتماع الطبي من أهمية ارتباطه بالطب ودراسته لقضايا الصحة والمرض والنتائج الإيجابية، التي لمسها الجميع من هذا الارتباط بين الاجتماع والطب، والفوائد الجمة التي فرضها علم الاجتماع على الطب نتيجة الدراسات والأبحاث، التي قام بها علم الاجتماع الطبي وما تفرع علم الاجتماع الطبي إلى عدة فروع إلا دليل واضح وصريح على أهمية هذا العلم على المجتمعات البشرية.

1- لعلم الاجتماع الطبي دور أساسي ودراسات مستفيضة في قضية مهمة جداً تخص المجتمع والطب على حد سواء، وهي قضية المدمنين على المخدرات والكحول؛ لأن قضية الإدمان بالذات تعتبر قضية ومرض اجتماعي إلى جانب المرض الطبي والصحي، لأن التأثير السلبي للانحراف على المجتمع كبير جداً ويهدم بعض المجتمعات؛ لأنه إلى جانب التأثير الصحي هناك تأثير وسلبية اقتصادية وأخلاقية، مما يبث الخوف في نفوس المختصين في المجال الاجتماعي، وعند معالجة المدمنين يتلازم العلمين معاً الاجتماعي والطبي لمعالجة الإدمان، لأننا نريد أن نعالج السبب النفسي والفسيولوجي إلى جانب العلاج العضوي، مما يعطينا نتائج أفضل للبعد عن الإدمان، ونظراً إلى نظرة المجتمع للمدمن، فإن العلاج يتصف بالسرية أحياناً لجدوى العلاج.

2- لعلم الاجتماع الطبي أهمية كبرى في دراسة وبحث القضايا الأسرية وخاصة الدراسات التي تتعلق وتتلاقى مع الطب مثل زواج الأقارب والرضاعة وتباعد الأحمال، وعدد الإنجابات وخدمات الأمومة والطفولة والثقافة الأسرية الصحية إلى جانب ثقافة الوالدين وتعلم الأبناء العادات الصحية والتثقيف الصحي، ولا ننسى دراسات علم الاجتماع الطبي في مجال تأخر الحمل أو العقم عند الرجال أو السيدات، مما يجعلنا لا ننكر أبداً دور علم الاجتماع بالتعاون مع الطب في معالجة هذه المشكلة التي تبدو أنها مشكلة اجتماعية طبية مشتركة.

3- نظرة المجتمع إلى المعاقين اختلفت من حضارة إلى حضارة، فتارة تقوم الحضارات بالتخلص من ذوي العاهات سواء العقلية أو الجسدية، وتارةً تحترم وتقوم بعض الحضارات بالاعتناء واحترام ذوي العاهات، وتساهم في انخراطهم في المجتمع عن طريق التأهيل، فهنا كما نرى أن قضية المعاقين والتأهيل هي قضية اجتماعية إلى جانب أنها صحية العملية التأهيل تكون بإتباع أساليب وطرق اجتماعية إلى جانب العلاج العضوي للمعاق، مما يجعل نتائج التأهيل أكثر إيجابية وجدوى عند تلازم وتعاون علمي الاجتماع والطب، ﻷن نظرة المجتمع للمعاق تحدد نفسية المعاق وتقبله للعلاج، وما القوانين العالمية في دور المعاقين في المجتمع، إلا دليل على اهتمام المجتمع والطب لهذه القضية.

4- أي ظاهرة صحية في المجتمع يجب ربطها مع الظواهر الاجتماعية، لأنهما متلازمتين أي قضيتي الاجتماع والطب، واعتبار أي دراسة اجتماعية أو طبية لأي مجتمع يجب أن ترتبط بالأخرى، فمثلاً دراسة صحة أو مرض قلة معينة من المجتمع، مثل أصحاب المهنة الواحدة (الأمراض المهنية) مرتبطة بواقع جغرافي وطبيعي؛ لأن الأمراض المهنية تصيب أشخاص يعيشون نفس البيئة الاجتماعية ويتأثرون بالعوامل الطبيعية المسببة للمرض، مثل تعرضهم للحرارة أو الرطوبة أو الأبخرة والإشعاعات، وبالتالي علم الاجتماع الطبي يقوم بدراسة المرض المهني من ناحيتين الاجتماعية والطبية معاً.

5- ثقافة المجتمع من عادات وتقاليد وقيم وأعراف، هي دراسة اجتماعية بحتة تلعب دور كبير في قضية نظرة المجتمع إلى قضايا الصحة والمرض، وبالتالي فإن ثقافة المجتمع الصحية من عادات وطرق سليمة من النظافة وعادات الأكل وتثقيف المجتمع صحياً يأتي عن طريق دراسة علم الاجتماع لهذه العادات، وبالتالي تكون النتائج الاجتماعية ذات الطابع الصحي، مما يساعد الطب على وضع البرامج الصحية وتنفيذها بالتعاون مع علم الاجتماع.

6- الإيدز مرض العصر الذي بدأ يهدد البشرية بأكملها، وبالرجوع إلى الأبحاث والدراسات التي أجريت على هذا المرض توضح لنا أن المرض أساسه اجتماعي أخلاقي سلوكي، وطريقة الإصابة به ناتجة عن خلل أخلاقي نظراً للعلاقات الجنسية الخاطئة والممارسات الجنسية الشاذة، وهذا سبب اجتماعي، وبالتالي بعد هذه العلاقة الخاطئة يصاب الإنسان بالإيدز وتظهر الأعراض المرضية العضوية، وهنا طريقة علاجه تأتي عن طريق الدور الكبير لعلم الاجتماع في التوعية والتثقيف الاجتماعي الأخلاقي، ويتعاون العلمين في الوقاية من المرض عن طريق النواحي الخلقية والنفسية إلى جانب توضيح الأخطار العضوية والمرضية على الشخص المصاب.

7- لعلم الاجتماع الطبي أهمية كبيرة في تأهيل وتثقيف العاملين في النسق الطبي اجتماعياً إلى جانب تأهيلهم طبياً، وما المساقات المقررة في الكليات والجامعات التي تدرس التمريض والمهن الطبية، إلا دليل واضح على أهمية وجدوى معرفة دراسة علم الاجتماع الطبي، الذي يلعب دوراً أساسياً وكبيراً في معرفة العاملين في النسق الطبي لثقافة المجتمع والأسباب الاجتماعية التي تكون سبباً مخيفاً للأمراض العضوية، وتأثير الأمراض العضوية على سلوك الأفراد والمجتمع، مما يسهل عملية العلاج الطبي عند معرفة الأسباب الاجتماعية للمرض وبالعكس.

المصدر: ١. سامية محمد جابر، علم الاجتماع العام، ٢٠٠٤.٢. فوزية رمضان، دراسات في علم الاجتماع الطبي، ١٩٨٥.٣. إقبال ابراهيم، العمل الاجتماعي في مجال الرعاية الطبية، ١٩٩١.٤. حسين عبد الحميد، دور المتغيرات الاجتماعية في الطب والامراض، ١٩٨٣.


شارك المقالة: