إنجازات قتيبة بن مسلم في الدولة الأموية

اقرأ في هذا المقال


من هو قتيبة بن مسلم الباهلي؟

قتيبة بن مسلم (توفي عام 715)، هو قائد عربي كان في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان واليًا على الري وعلى خراسان، وقد ساعدت فتوحاتهما في أفغانستان وآسيا الوسطى على جلب الخلافة الأموية إلى أوج قوتها، وبذلك أصبح قائد جيش دائم قوامه حوالي (50.000) جندي عربي.

إنجازات قتيبة بن مسلم الباهلي في الدولة الأموية:

استخدم قتيبة بن مسلم خبرته العسكرية في حملات عديدة لتوسيع الهيمنة الأموية على المناطق شمالاً وشرقاً، بدأ عام (705) باستعادة منطقة طخارستان السفلى وعاصمتها بلخ (التي أصبحت الآن جزءًا من شمال أفغانستان)، ثم عبر نهر (Oxus) في القدم  الذي عُرف باسم أوكسوس أو آموداريا (Amu Darya) وفي سلسلة من الحملات الرائعة غزا بخارى والأراضي المحيطة بها (706-709) في منطقة صغديان Sogdiana (الآن جزء من أوزبكستان).

ثم استولى على سمرقند (710-712) وخوارزم وعاصمتها خوارزم (كلها الآن جزء من أوزبكستان)، قاد قتيبة بعد ذلك رحلة استكشافية في (715) شمالًا إلى آسيا الوسطى، وأسس حكمًا عربيًا اسميًا على فرغانال (الآن جزء من أوزبكستان وقيرغيزستان).

حتى أنّه يُنسب إليه تقليديًا الوصول إلى حدود تركستان الصينية، لقي قتيبة سقوطه بسبب دعمه خطة لمنع سليمان من وراثة عرش الخليفة بعد وفاة شقيقه عبد الوليد، عندما توفي الوليد، خشي قتيبة العودة وتقديم الولاء لسليمان، الذي خلف أخيه بالفعل، وعندئذ تمرد جنود قتيبة وقتلوه.

تمّ دمج العديد من الأراضي التي فتحها قتيبة بن مسلم في مقاطعة ما وراء النهر (“ما وراء نهر أوكسوس”)، على الرغم من أنّ قتيبة نفسه كان مهتمًا في المقام الأول بالإدارة العسكرية للأراضي المفتوحة، إلاّ أن القادة الذين تبعوه حققوا  استطاعوا إدخال الشعوب البوذية في الديانة الإسلامية، أصبحت مدينتا سمرقند وبخارى (مدينتين في أزوبكستان) المحتلتين مراكز رئيسية لنشر الثقافة الإسلامية والتعلم بين الشعوب الآسيوية في آسيا الوسطى.

يعتبر أبو صافي قتيبة بن أبي صالح مسلم بن عمرو البحيلي قائداً عربياً شجاعًا وسياسيًا محنكًا في الدولة الأموية، وأصبح حاكماً لخراسان وتميز في فتح ما وراء النهر في عهد الوليد الأول، حكم المسلمون في المنطقة وقام بتوسيع حدود الدولة الأموية حتى شملت معظم بلاد ما وراء النهر.

خلال خمسة أعوام من (705) إلى (710) استطاع المسلمين السيطرة على الإمارات الأصلية لتوخارستان و إمارة فتح بخارى، بينما في (710-712) تم فتح خوارزم واكمل فتوحاته نحو صغديانا بواستطاع بسط نفوذه على سمرقند، وكذلك الطريق المؤدي إلى وادي جاكسارتس، وفي السنوات الأخيرة من حكمه قاد قتيبة بن مسلم حملات عسكرية كل عام، ووسع سيطرة المسلمين حتى وادي فرغانة.

المصدر: كتاب الدولة الأموية عوامل الإزدهار وتداعيات الإنهيار، علي محمد صلابي.كتاب الدولة الأموية والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداء من فتنة عثمان، يوسف العش. خير الدين, الزركلي. "قُتَيْبَة بن مُسْلِم". الأعلام. موسوعة شبكة المعرفة الريفية. تاريخ الطبري 8/66، والبداية والنهاية 9/52 والكامل لابن الأثير، 4/104، والأعلام للزركلى، ووفيات الأعيان وانباء أبناء الزمان لابن خلكان، وسير اعلام النبلاء للذهبي.


شارك المقالة: