الإمبراطورية المغولية في ظل حكم أوقطاي خان

اقرأ في هذا المقال


يعد أوقطاي خان الابن الثالث لجنكيز خان والثاني للإمبراطور الخلجان إمبراطور الإمبراطورية المغولية، وتولى الحكم بعد والده واستمر في توسعة الإمبراطورية المغولية والتي بناها والده يتميز بالشخصية القوية، استمرت الإمبراطورية المغولية في توسعة أراضيها حتى وصلت إلى الحدود الجنوبية والغربية، وذلك أثناء الغزوات المغولية على أوروبا والصين، كما كان دور كبير في الفتوحات في الصين وآسيا الوسطى وإيران.

الإمبراطورية المغولية في ظل حكم أوقطاي خان

كان لجنكيز خان ابن يدعى أوقطاي وشارك مع والده في الأحداث التي عانى منها جنكيز خان عند توليه الحكم، وكان حينها يبلغ من العمر سبعة عشر عاماً، وفي أحد المعارك التي شارك فيها إلى جانب والده تعرض لجروح بليغة، إلا أنّه نج وتم إنقاذه وفي عام 1206 ميلادي تم إعلان جنكيز خان إمبراطوراً في الإمبراطورية المغولية، في عام 1211 ميلادي قاد أوقطاي خان هو وإخوانه حملة مستقلة ضد أسرة جين، حيث تم إرساله لتدمير أراضي سلالة جين، في عام 1213 ميلادي أجبرت قوات أوقطاي العسكرية قوات جين للخروج من أراضي أوردوس، ومن ثم توجه إلى شي شيا وجين وسونغ.

بدأت عملية الفتح المغولي للإمبراطورية الخوارزمية، قام أوقطاي وتشاجاتاي بقتل سكان أوترار وذلك بعد محاصرتهم لمدة خمسة أشهر أشهر، وانضموا السكان فيما بعد إلى جوتشي الذي كان يقيم خارج أسوار أورغانش، حصل خلاف بين يوتشي وتشاجاتاي على الاستراتيجية العسكرية، الأمر الذي دفع جنكيز خان  أوقطاي للإشراف على حصار أورغانش، وفي عام 1221 ميلادي تمكن من السيطرة على المدينة، قام فيما بعد تمرد أفغانستان في جنوب شرق بلاد فارس، تمكن أوقطاي من قمع التمرد والسيطرة على أوضاع غزنة.

طلبت الإمبراطورة ييسوي من جنكيز خان أنّ يعين وريثًا قبل قيامه بغزو الإمبراطورية الخوارزمية والذي قام بغوها في عام 1219 ميلادي وحصل شجار بين أبناء جنكيز خان وتم اختيار أوقطاي ليول الحكم بعد والده، في عام 1227 ميلادي توفي جنكيز خان فيما بعد وتوفي جوتشي من قبله، تولى تولوي خان شقيق أوقطاي الأصغر واستمر حكمه حتى عام 1229 ميلادي، تم فيما بعد  انتخاب أوقطاي خان الأعلى في الإمبراطورية المغولية، إلا أنّ أخاه استمر المطالبة في الحكم.

تولي أوقطاي خان الحكم

كان جنكيز خان يرى أنّ أوقطاي خان يتمتع بشخصية مهذبة وقوية، وكان له دور كبير في تأسيس الإمبراطورية المغولية والمحافظة عليها، حيث كان يتبع التنظيم الذي تركه جنكيز خان وراءه، وأدت الشخصية التي يتمتع بها أوقطاي خان إلى جعل أمور الإمبراطورية المغولية مستقرة  خلال فترة حكمه، على الرغم من الأخطاء التي أرتكبها أوقطاي خان، إلا أنّه كان قائد عسكري ويتمتع بقدرته على إعادة تنظيم الأمور، وعلى الرغم من أنّ أوقطاي خان تميز بجاذبيته، إلا أنّه تعرض لانتقادات من قبل المؤرخين المغول والفارسيين؛ وذلك بسبب الجرائم التي  ارتكبها في عام 1237 ميلادي، والتي حسب ما ذكره للمؤرخين الفُرس، تتكون من الأمر باغتصاب أربعة آلاف فتاة من أويرات فوق سن السابعة عشرة.

تم بعد ذلك تدمير الإمبراطورية الخوارزمية وقام جنكيز خان في التحرك ضد غرب شيا، إلا أنّ عاد جلال الدين مينغ بورنو والذي يعد  آخر ملوك خوارزم عاد  إلى بلاد فارس في عام 1226 ميلادي؛ وذلك من أجل استرجاع الإمبراطورية التي فقدها والده محمد علاء الدين الثاني، في عام 1227 ميلادي تعرضت القوات المغولية التي أُرسلت ضده في أراضي دامغان للهزيمة،  وحقق جيش جلال الدين انتصاراً في أراضي أصفهان، إلا أنّه لم يتمكن من الاستمرار في ذلك النصر.

حروب أوقطاي خان

وافق أوقطاي خان على إطلاق الحملة العسكرية وأرسل كورماكان قرشي بخاري ومعه خمسون ألف جندي مغولي، وتمكن من السيطرة على خراسان واحتل بلاد فارس وتعد تلك الأماكن أهم قاعدتين لدعم الجيش الخوارزمي، وفي عام  1230 ميلادي تمكن من دخول أراضي خراسان  واراضي كورماكان بسرعة كبيرة، كما ترك عدد كبير من جيشه تحت قيادة  القائد العسكري داير باغاتور وكما تم أمره بغزو غرب أفغانستان، ومن ثم قام بالدخول إلى كورمان وكان معظم جيشه في طبرستان وفي نهاية عام 1230 ميلادي، وبذلك تجنب المنطقة الجبلية الجنوبية تحت سيطرت النازيين، تمكن كورماكان من الدخول إلى مدينة ري وأقام معسكره الشتوي فيها وأرسل جيوشه لتهدئة بقية شمال فارس.

في عام 1231 ميلادي، قاد أوقطاي خان جيشه إلى المناطق الجنوبية وسيطر بسرعة على قم ومدينة همدان، إلى بلاد فارس وكيرمان ووقعت المنطقتين تحت حكمه، في المناطق الشرقية تمكنت داير باغاتور والسيطرة على أراضي غنة وكابول وزابولستان، في ذلك الوقت تمكن المغول من السيطرة على بلاد فارس، تم بعد تلك الأحداث عزل جلال الدين عن حكم أراض القوقاز وقد أدى ذلك إلى وقوع بلاد فارس تحت حكم الإمبراطورية المغولية.

مع نهاية عام 1230 ميلادي، تحرك خاقان إلى مقاطعة شانشي مع تولوي، وأراد إخراج قوات جين من المنطقة والسيطرة على مدينة فنغ شيانغ، قاد بعد ذلك ضد جين في خنان، وقطعوا أراضي جنوب الصين للاعتداء على مؤخرة جين، مع بداية عام 1232 ميلادي، حاصر الإمبراطور جين في عاصمته كايفنغ، وغادر أوقطاي خان المنطقة وترك القادة العسكريين المغوليين يتولون عملية فتح المدينة، تمكن أوقطاي خان من تحقيق النصر عل سلالة جين وفي عام 1233 ميلادي توجه إلى المناطق الشرقية وقاد حملة عسكرية ضد منشوريا وفي عام 1237 ميلادي قامت حملة تمرد ضده، إلا أنّه تمكن من قمعها.

في عام 1232 ميلادي عاد المغول تحت حكم كورماكان إلى أراضي، تكن المغول من الدخول إلى مدن القوقاز، كان مونك خان يملك قوة كبيرة في المناطق الشمالية من القوقاز، تمكن كورماكان من السيطرة على أرمينيا ومن ثم قام في عام 1238 ميلادي من السيطرة على كورماكان على تفليس، سيطر المغول على أراضي لورهي وذلك بعد هروب حاكمها شاهنشاه مع عائلته قبل وصول المغول إليها ولم يجدوا من يحميها وكانت المدينة غنية وسيطر المغول على خيراتها.

تم بعد ذلك بعد إقامة دفاع قوي في مدينة هواهين بيرد، وأعلن حاكمها الاستسلام أمام المغول، استمر المغول في سيرهم وسيطروا تقريباً على جميع بلاد فارس، وفي عام 1240 ميلادي توجهوا إلى جورجيا، واراد الشعب الجورجي التصدي لهم، لكنهم لم يتمكنوا وأعلنوا استسلامهم وخضعوا لحكم المغول، وهكذا استمرت الإمبراطورية المغولية من توسعة أراضيها خلال حكم أوقطاي خان، واستمرت الإمبراطورية المغولية في التوسع ومن أقوى الإمبراطوريات في المنطقة وسعى أوقطاي خان الحفاظ على الإمبراطورية المغولية قوية.

المصدر: إمبراطورية المغول: دراسة تحليلية عن التاريخ المبكر للمغول وتكوين-المؤلف: رغد عبد الكريم أحمد النجار‎-2012التاريخ والعلاقات الدولية: منظور حضاري مقارن. الجزء الثاني-المؤلف: نادية محمود مصطفى‎-2015معجم المعارك التاريخية-المؤلف: نجاة سليم محاسيس‎-2011تاريخ المغول وسقوط بغداد-المؤلف: رجب محمود إبراھيم بخيت‎


شارك المقالة: