العادات والتقاليد الرمضانية في الإمارات

اقرأ في هذا المقال


العادات والتقاليد الرماضانية في الإمارات:

أثناء أيام شهر شعبان، تبدأ الاستعدادات في دولة الإمارات العربيّة المتّحدة لشهر رمضان الكريم قبل قدومه، وعند حلول الخامس عشر من شهر شعبان، والتي يسميها الشعب الإماراتي مسّمى حق الليلة، إذ يلبس الطفل الإماراتي في هذه الليلة أفضل ما يوجد لديه من الملابس ويتجول من منزل إلى آخر، ويقوم الطفل الإماراتي بالغناء بصوت عالي وإلقاء القصائد الوطنية والدينية.

إذ يكون في انتظارهم بحماس كبير، والجيران وبرفقتهم الحلويات اللذيذة والمكسّرات المتنوعة، حيث يعمل الأطفال على جمع هذه الحلويات والمكسرات التي يقدموها لهم في حقيبة ملونة مصنوعة من قماش خاص مطرز بأشكال تقليدية.

الاحتفالات الإماراتية في شهر رمضان الكريم:

وفي أول يوم من شهر رمضان الكريم، تجتمع جميع الأسر الليبية في بيت واحد؛ وذلك لتناول الإفطار بشكل جماعي، وعادة يكون هذا الإفطار في بيت الرجل الأكبر بينهم “بيت الجد”، وفي الإمارات العربية المتحدة وجميع دول مجلس التعاون الخليجي عموماً يعتبر التمر خبز الصحراء وأشهر العناصر الغذائية التي تدخل في تحضير أصناف مختلفة من الحلويات والمعجنات الإماراتية في رمضان، مثل القرص وهي عبارة عن قطع صغيرة من الخبز مخلوطة مع التمر والهيل.

ولا تنقص موائد الأسر الإماراتية الكبيرة في شهر رمضان الكريم من بعض الأطباق الأخرى المتعارف عليها لديهم مثل: طبق الهريس والثريد.

يمكن للشخص السائح تذوق جميع أشكال الضيافة العربية في دولة الإمارات العربية المتحدة المتعددة خلال أيام هذا الشهر الفضيل، إذ يجتمع الملايين من الصائمين على اختلاف جنسياتهم ومقدرتهم المادية والمعنوية ومنزلتهم الاجتماعية بين الدول والنواحي المجاورة، حول موائد الإفطار التي تكون بسيطة في أجوائها إذ تُعدّ هذه الأجواء الرمضانية شكلاً من أشكال التضامن والمساواة.

تشهد الدول العربية الكثيرمن المهرجانات الثقافية والتعليمية المتعددة والاحتفالات التي تهدف إلى تثقيف الجمهور حول كيفية التعامل مع الشهر الفضيل، وتقام في أيام شهر رمضان الفضيل المسابقة السنوية التي تكون لأفضل مُرتل للقرآن الكريم، إذ تكون هذه المسابقة للطلاب ومجموعة من الأشخاص المرتلين حيث يحصل الفائزين على جوائز عديدة منها النقدي وغيرها الكثير.

في شهر رمضان الفضيل تستضيف دولة الإمارات العربية المتحدة علماء دين ومقرئين من الدول الإسلامية المجاورة جميعها، حيث تقام مسابقة على مستوى الدول للقرآن الكريم، يشارك فيها المئات من حفظة القرآن الكريم تلاوةً وفهماً وتجويداً.

وتُعَد الإمارات واحدة من أكثر دول العالم التي تتمتع بالتسامح والتعايش السلمي بين الناس، إذ تعيش مختلف الأعراق والديانات بسلام على أرض الإمارات، وسيذكر التاريخ لدولة الإمارات جهدها في الحفاظ على تقديم الصورة السمحة للإسلام.

ولشهر رمضان الفضيل في دولة الإمارات العربية المتحدة ميزّة خاصة تميّزه عن باقي الدول والشعوب الإسلامية؛ خلال أيام شهر رمضان الكريم تقام المجالس الشعبية التي يعقدها كبار المسؤولين منهم، وبينهم الحكام من كبار رجال الدولة.

وخلال هذه المجالس الرمضانية يتم طرح بعض المشاكل المعينة، إذ يقوم الجميع بالسعي إلى حلها ضمن تقليد عربي تم وراثته منذ ملايين السنين، إذ أن المجالس التي يحضرها الرجال الإماراتيين لا تقتصر فقط على المدن الأساسية فحسب، بل إنها تمتد إلى مختلف المناطق المجاورة.

وتقام الخيم الرمضانية المنصوبة التي تكون مخصصة للزوار وعابري السبيل، وإلقاء أبيات الشعر والقصائد المختلفة، وتلاوة القرآن.

وإضافةً للمجالس الشعبية التي تقام في دولة الإمارات؛ هناك الجمعيات الخيرية العديدة التي تنشط حظورها في الشهر الفضيل، إذ تبذل جهود مضاعفة كبيرة لجمع جميع أنواع التبرعات، حيث تؤخذ أموال الزكاة من المسلمين لتوزيعها على المحتاجين.

وعند الحديث عن الجمعيات الخيرية يكون الدور الكبير لهيئة الهلال الأحمر الإماراتية التي تقيم الخيم الرمضانية لإفطار الصائمين، إذ تقدم زكاة المال والإفطار وكسوة العيد لجميع الفقراء والأيتام الذين ترعاهم هذه الجمعية. ورغم تفاوت الظروف المعيشية للناس في دولة الإمارات؛ فإن شهر رمضان في دولة الإمارات هو نفسه على مرّ العصور والأزمان.

العادات والتقاليد لدى الشعب الإماراتي لم يحدث عليها أي تغيير، بل إنها بقيت ثابتة وراسخة في جذور المجتمع المحلي الإماراتي، فقبل قدوم شهر رمضان تبدأ التحضيرات المميزة لاستقبال الشهرالفضيل؛ إذ تمتلئ الأسواق والمحال التجارية بجميع أنواع السلع والمواد الغذائية الخاصة بالاستهلاك اليومي الرمضاني.

كما تزداد توافر الأسماك المتنوعة في ماشية إمارات الخير، حيث نجد خلال رمضان الكريم تكاد المنازل والمطاعم لا تخلو من وجود الأكلات الشعبية كالثريد واللقيمات؛ إضافة إلى طبق الهريس الذي يُعد الطبق المفضل على مائدة الإفطار في دولة الإمارات.

المصدر: آثار البلاد، القزوينيجامع البيان، محمد خليف جودة المجامع العربيه،أسلم بن سهل الرازي


شارك المقالة: