الفنون في عصر المماليك الجراكسة والبرجية

اقرأ في هذا المقال


الفنون في عصر المماليك الجراكسة والبرجية

لقد بقي وراء العهد المملوكي من الجراكسة والبرجية مجموعة ضخمة من التحف التي جاءت من الفن الإسلامي الذي تبلور في تصنيع الخزف، الإبداع في تشكيل المعادن، صناعة الزجاج، مجال تصنيع الحجر، التُحف الخشبية، تصنيع النسيج، تصنيع السجاد، وأيضاً خلال الصناعات الخزفية ظهرت الرسوم التي كانت مغلفة بطبقة صقلية، وكان إنتاج تلك الفنون متوفر بشكل كبير في مدينتي دمشق والقاهرة، بعض من تلك الإنجازات كانت للاستعمال اليومي، والبعض الآخر كانت هدايا ثمينة يتم تقديمها من السلاطين والأمراء المماليك.

أهم الفنون التي انتشرت في عصر المماليك الجراكسة والبرجية

الأواني الخزفية

لقد كانت تلك الأواني تتشكل على هيئة الجِرار أو شكل البراميل، وأيضاً كان يتم تصنيع الأباريق والصحون، ومن أكثر القطع الخزفية الجميلة هي الجرة الموجودة في متحف الكويت، التي تحتوي على كتابة تُظهر أنها من عمل يوسف بدمشق برسم أسد الإسكندري، لقد كانت هذه الرسوم تتكون من تشكيلات رقشية هندسية أو نباتية، أو حتى من رسومات حيوانية أو شعارات، كما كان هناك رسومات مطلية بالبريق المعدني، لقد كان يتم تصنيع تلك الأواني على دواليب، ثم ظهرت القوالب، لقد غلب الطابع الصيني في بعض الأحيان على تلك الرسوم.

لقد كانت بعض تلك الأواني الخزفية تحمل أسماء الأشخاص الذين صنعوها مثل: الشامي، المصري والهرمزي، وكان من أشهرهم التيروزي وأبناؤه؛ الذي كان يُميّز إنتاجه في الألواح الخزفية المتميزة التي تغطي جدران جامع التيروزي والحمام في دمشق، وبالتالي نرى أن هذا الاهتمام بصناعة هذا البلاط قد انتشر بشكل كبير في القاهرة.

صناعة الزجاج

لقد وصلت صناعة الزجاج إلى أفضل المراحل والازدهار في هذا العصر، حيث حقق الصُناع من مدينة دمشق تميُّز وإنجاز واضح في صناعة الزجاج الذي كان مطلي بالمينا، حيث بدأت هذه الصناعة بالانتشار عندما نهب تيمورلنك دمشق، لقد كانت صناعة هذا الزجاج سر لم يستطع العمال خارج دمشق أن يكشفه أو يُقليده، وبالتالي وصلت هذه الصناعة إلى أقصى درجات التميُز عندما كانت تسد طلبات السلطان أو القادة، وإلى جانبها كانت هناك صناعة بسيطة تقضي حاجة عامة الناس في دمشق ومصر، وكان مواصفات هذا الزجاج شفاف أو ملوَن باللون الأزرق أو اللون الأخضر أو حتى اللون البني أو اللون الأرجواني، ويتم زخرفة القطع الزجاجية بالقطع أو التطعيم الملون.

لازالت هناك العديد من الفنون التي ازدهرت وتألقت في العصر المملوكي من صناعة المعادن وصناعة الأنسجة وغيرها، جميع تلك الصناعات تم إعطائها أهمية كبيرة وانتباه شديد، فقد كانت الاتجاه من أجل تفريغ الطاقات الإبداعية وتحسين الصناعات التي تؤثر على قطاع التجارة أيضاً.

المصدر: كتاب الفن المملوكي PDFكتاب الفن المملوكي عظمة وسحر السلاطينكتاب العمارة الإسلامية فى مصر من الفتح العربي حتى نهاية العصر المملوكي 21 923 هجري 641 1517م أحمد عبد الرزاق أحمد


شارك المقالة: