استخدام نظرية الأنشطة الروتينية للحد من ارتكاب الجريمة

اقرأ في هذا المقال


تم استخدام نظرية الأنشطة الروتينية في البداية لشرح التغييرات في اتجاهات الجريمة بمرور الوقت، ولقد تم استخدامها بشكل متزايد على نطاق أوسع بكثير لفهم ومنع مشاكل الجريمة، واستخدم الباحثون طرقًا مختلفة لاختبار الفرضيات المشتقة من النظرية، ومنذ نشأتها أصبحت النظرية متوافقة بشكل وثيق مع مجموعة من النظريات ووجهات النظر المعروفة باسم علم الإجرام البيئي والتي تركز على أهمية الفرصة في تحديد توزيع الجريمة عبر الزمان والمكان، وكذلك تم دراسة هذه النظرية للحد ومنع فرص لارتكاب الجريمة في المستقبل بالاستناد على بعض المفاهيم المهمة التي ركزت عليها.

الوصاية وارتكاب الجريمة

على الرغم من أنّ نظرية الأنشطة الروتينية قد أطلعت على ثروة من الأبحاث حتى الآن لا يزال هناك العديد من طرق البحث التي لم يتم استنفادها بعد، والعديد من مجالات البحث المستندة إلى نظرية الأنشطة الروتينية في مراحلها الأولى، والوصاية هي واحدة من أولى المفاهيم في نظرية الأنشطة الروتينية، ومع ذلك هناك القليل من الفهم نسبيًا لمختلف أشكال الوصاية، ومتى وأين تكون هذه الأشكال فعالة والوسائل التي تقلل من خلالها الوصاية من الجريمة.

على المستوى السطحي يبدو أنّ الوصاية تردع المخالف من خلال زيادة احتمالية اكتشاف الجاني ومعاقبته، ونظرًا لأنّ العديد من الأوصياء لديهم سلطة أو مهارات أو وسائل محدودة للكشف عن المخالفين ومعاقبتهم، فقد يتساءل المرء عما إذا كان:

1- الوصاية يمكن أن تستند إلى آلية أخرى غير الردع.

2- أو العديد من أمثلة الوصاية التي نفترض أنّها فعالة هي الحراسة حقًا وربما أشياء أخرى تمنع الجريمة.

إدارة المكان والإدارة في ارتكاب الجريمة

مجال آخر للبحث هو مفاهيم إدارة المكان والإدارة، ففي الآونة الأخيرة قام نموذج مادنسن أوركا (Madensen ORCA) للإدارة بتفكيك هذه المفاهيم، وتنص على أنّ إدارة المكان تتكون من أربعة أنشطة وهي:

1- تنظيم الفضاء المادي.

2- تنظيم السلوك.

3- التحكم في الوصول.

4- اكتساب الموارد.

يجب أن تتناول دراسة الإدارة وتأثيرها على الجريمة جميع الأنشطة الأربعة ودمج علم الجريمة مع علوم الأعمال والإدارة، ولم يتلق المتعاملون سوى القليل من الاهتمام من قبل باحثي الأنشطة الروتينية بالنسبة إلى الأوصياء والمديرين، ومع ذلك تشير الأدلة الحديثة إلى أنّه قد يكون لديهم تأثيرات قوية على الجريمة وأنماط الجريمة، وأظهر تيلير كيف يمكن استخدام مفهوم المناولة للحد من مجموعة متنوعة من الجرائم من جنوح الأحداث الصغار إلى القتل المرتبط بالجماعة.

المتحكمون الفائقون وارتكاب الجريمة

تظهر تركيزات الجريمة عندما لا يكون أي من المتحكمين حاضرين أو فعالين وعندما يفي الجناة بالأهداف، ولكن لماذا هذه الضوابط غائبة أو غير فعالة؟ فقد تكون إحدى الإجابات هي أنّ المتحكِّمين الذين تصفهم رنا سامبسون مستشارة في الشرطة الموجهة نحو حل المشكلات بالمتحكمين الفائقين، الذين لا يمارسون تأثيرًا كافيًا أو مناسبًا على أجهزة التحكم.

المتحكمون الفائقون هم أشخاص ومؤسسات تتحكم في أجهزة التحكم، فعلى سبيل المثال النادل ومالك المطعم هم من المديرين، والوكالة الحكومية لتنظيم المشروبات الروحية هي إحدى جهات التحكم الفائقة، والآباء بالتبني هم من يتعاملون مع الأطفال المودعين في رعايتهم، وتعمل وكالات رعاية الأطفال كمراقبين عظميين، وحارس الأمن هو وصي والشركة التي استأجرت الحارس هي وحدة تحكم فائقة، ولا يوجد أي بحث تقريبًا في هذا المجال على الرغم من أنّه يحمل وعودًا كبيرة لفهم الجريمة وتطوير الوقاية.

الجريمة عن بعد ودور نظرية الأنشطة الروتينية

تركز نظرية الأنشطة الروتينية على الجناة الذين يتواصلون مع الأهداف في الأماكن، ومع ذلك فإنّ بعض الجرائم تنطوي على جريمة عن بعد، فقاذفات البريد على سبيل المثال لا تقترب من أهدافها، والمحتالون على الإنترنت قادرون على السرقة من الضحايا من أي مكان في العالم، إما أن تقتصر نظرية الأنشطة الروتينية على الجرائم القائمة على المكان أو تحتاج إلى مراجعة.

اقترح إيك وكلارك أنّ استبدال النظام بالمكان يحل المشكلة، وتربط الأنظمة الناس ويديرها المديرون، فيستخدم مفجر البريد النظام البريدي للاتصال بضحيته ويستخدم المحتال عبر الإنترنت نظامًا من أجهزة الكمبيوتر المتصلة بالشبكة، ولا يزال البحث عن الأنشطة الروتينية في الأنظمة في مهده.

على الرغم من أنّه من الممكن دراسة مساهمة عناصر نظرية الأنشطة الروتينية في دراسة الجريمة، إلّا أنّه من المستحيل إجراء دراسة تجريبية لجميع العناصر التي تتفاعل لإنشاء أنماط الجريمة، وذلك لأنّه حتى أفضل مصادر المعلومات لدينا تحتوي على بيانات عن واحد أو اثنين فقط من الفاعلين المعنيين وهم: الجناة والأهداف والمعالجون والأوصياء والمديرون، وأيضًا غالبًا ما تكون أفضل البيانات المتاحة مجمعة للغاية ومليئة بالأخطاء.

ومع ذلك توفر المحاكاة الحاسوبية لأنماط الجريمة طريقة لاستكشاف كيفية تفاعل هذه الأجزاء في نظام ديناميكي، وهذا مجال بحث جديد جدًا ولّد عمليات محاكاة لمجموعة واسعة من أنواع الجرائم وهي: تجارة المخدرات والسطو والسرقة والسلب والاحتيال على الرعاية الاجتماعية وغيرها من الجرائم.

المصدر: رؤوف عبيد، أصول علمي الإجرام والعقاب (دار النهضة العربية، القاهرة 1985).إيناس محمد راضي (19-9-2015)، "الجريمة"، University of Babylon ، اطّلع عليه بتاريخ 27-4-2017.أ. د. محمد جبر الألفي (20-10-2016)، "ماهية الجريمة الجنائية"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 27-4-2017.سعد الراشد (27-1-2015)، "أسباب الجريمة وطرق مكافحتها"، الجماهير، اطّلع عليه بتاريخ 29-4-2017.


شارك المقالة: