حصار وتاريخ دلهي

اقرأ في هذا المقال


تعد مدينة دلهي من المدن القديمة ولها تاريخ قديم وتم اتخاذها في القدم عاصمة لعدد من الإمبراطوريات، إلا أنّ السجلات التاريخية عنها قليلة، وكانت أهميتها التاريخية بدأت في القرن الثاني عشر ميلادي وذلك عندما تم تأسيس سلطنة دلهي، لتصبح بذلك المركز المهم للمالك والإمبراطوريات، الأمر الذي جعل دلهي من أقدم العواصم في العالم وقد تم تدميرها وإعادة بنائها كثيراً، وكما تعرضت لعمليات الهند والشرقية خلال تعرضها للغزوات.

تاريخ دلهي القديم

استمر قيام سلطنة دلهي لفترة طويلة وتناوب على حكمها ثلاثة سلالات والتي سيطرت على شبه القارة الهندية وقاموا باتخاذ دلهي عاصمة لهم، وفي عام 1206 ميلادي تم حكمها من قِبل قطب الدين أيبك، وتعد دلهي من المدن التي تحتوي على آثار كثيرة، لتصبح بذلك مركزاً للثقافة، وفي عام 1526 ميلادي سقطت سلطنة دلهي وذلك في معركة باني بت الأولى وقام المغول بتأسيس سلطنة مغول الهند، وحكمها المغول لمدة ثلاثة قرون، وفي القرن السادس عشر ميلادي أصبحت المدينة تعاني من الانهيار وقام المغول بنقل عاصمتهم.

قام الإمبراطور المغولي شاه جهان بعد ذلك ببناء مدينة شاه جهان والتي تم بناؤها داخل أسوار دلهي وتم بناء المساجد والحصون فيها، وخلال فترة حكمه وصلت دلهي قمة الازدهار، وبعد وفاته تولى الإمبراطور أورنجزيب الحكم من بعده، وعاشت الإمبراطورية المغولية فترة من الصراعات والحروب وخسرت عدد من أراضيها أمام إمبراطورية السيخ وإمبراطورية ماراثا، وخلال تلك الفترة تعرضت دلهي إلى عمليات التدمير والنهب، وفي عام 1803 ميلادي سيطرة شركة الهند الشرقية البريطانية على دلهي.

خلال فترة حكم شركة الهند الشرقية البريطانية في الهند ضعف دور الإمبراطور المغولي وأصبح حكمه شكلي، وفي عام 1857 ميلادي قامت ثورة الهند وساعدت تلك الثورة في إنهاء حكم الشركة وتم إعلان بهادر شاه الثاني إمبراطوراً على الهند، ولم يستمر الوضع كذبك طويلاً، حيث سرعان ما تمكنت بريطانيا من استعادة الحكم وسيطرت من جديد على دلهي وعلى المناطق المحيطة لها وكانت تلك الثورة قصيرة الأمد، ليتم بعد ذلك إعلان الحكم البريطاني الرسمي في الهند.

في عام 1911 ميلادي تم نقل عاصمة الهند البريطانية من كلكتا إلى نيودلهي والتي تعد آخر المدن التي تم تأسيسها في دلهي، وبعد حصول الهند على استقلالها أصبحت نيودلهي عاصمة الهند الرسمية.

تم العثور على الآثار والحفريات القديمة والخرافات والأساطير القديمة، حيث تم العثور على الأواني الفخارية، كما تم العثور على المستوطنات القديمة والتي يعود تاريخها إلى عام ألف قبل الميلاد، وحسب الدراسات الهندية القديمة فانّ دلهي كانت في عام 3500 قبل الميلاد عاصمة ياندا فاس في الملحمة الهندية مهابهاراتا.

حصار دلهي

في عام 1857 ميلادي أرسلت بريطانيا قواتها العسكرية لحصار مدينة دلهي؛ وذلك من أجل مهاجمة ثلاثون ألف جندي ثائر في دلهي، وارتكب الجيش البريطاني مجازر كبيرة ضد الثوار وتم قتل أعداد كبيرة من سكانها، وتمكنت بريطانيا في نهاية الحصار من تحقيق النصر.

في البداية كانت هناك عدة صراعات داخل الجيش الهندي والذي يتبع للجيش البنغالي في شركة الهند الشرقية البريطانية، حيث قام الجيش بقيادة ثورة في مدينة ميروت والتي تقع في شمال شرق دلهي وكانت ثورتهم ضد الضباط البريطانيين، وكان سبب الخلاف عندما أراد الجنود البريطانيين إدخال بندقية مدهونة بزيت الخنزير والذي يعد ذلك مخالفاً لقواعد المسلمين والهندوس، الأمر الذي أدى قيام مناوشات بينهم، ورفض الجنود البنغال استخدام الأسلحة ليتم اعتقالهم وقام بعد ذلك تمرد في البنغال.

طلبت بريطانيا من الجنود البنغال حمل السلاح ولكن كان هناك خمسة وثمانون جندي بنغالي حمل السلاح، ليتم في عام 1857 ميلادي تم الحكم عليهم بالسجن لمدة طويلة وتم ربطهم بالأصفاد، وعلى الرغم من ذلك تمرد مجموعة جديدة من الجنود البنغال والذين قاموا بإطلاق سراح الفرسان البنغال وقتلوا مجموعة من الضباط البريطانيين.

بدأت القوات البنغالية بتجهيز قواتها العسكرية وقادت ثورة ضد القوات البريطانية، الأمر الذي دفع أوروبا التدخل في الأمر والوقوف إلى جانب أوروبا في الثورة التي تتعرض لها، قامت بريطانيا بتجهيز قواتها وتحصينها في الأراضي الهندية.

في عام 1857 ميلادي وصل الثوار إلى دلهي وانضم إليهم القوات الهندية وتمكنوا من السيطرة على المدينة، ولم تكن القوات البريطانية تتحرك بسرعة، ولم تكن القوات البريطانية تتحرك بسرعة وسيطرت على بعض التلال والجبال، وتمكنت دلهي من تحقيق الانتصار في تلك الحرب وتأسيس حكم إمبراطورية المغول في الهند.

المصدر: تاريخ آسيا الحديث والمعاصر: شرق آسيا، الصين، اليابان، كوريا-المؤلف: مقرحي -ميلاد-19972-تاريخ شرق آسيا الحديث-المؤلف: ياغي -إسماعيل أحمد -19943-موجز تاريخ جنوب شرق آسيا-المؤلف:هاريسون-بريان-19795-تاريخ اليابان في عصر ميجي-المؤلف: هشام عبد الرؤوف حسن


شارك المقالة: