ما هو تاريخ مدينة يوكوهاما اليابانية؟

اقرأ في هذا المقال


تعد مدينة يوكوهاما بأنّها عاصمة كاناجاوا كين وشرق وسط هونشو الموجودة في اليابان وتعد ثاني أكبر مدينة في البلاد من حيث عدد السكان وهي مكون رئيسي في منطقة طوكيو يوكوهاما الحضرية وهي أكبر تجمع حضري في اليابان.

مدينة يوكوهاما اليابانية

تقع مدينة يوكوهاما على الساحل الغربي لخليج طوكيو في جنوب غرب طوكيو، كانت يوكوهاما مجرد قرية صيد صغيرة عندما وصل ماثيو سي بيري عام 1854 مع أسطوله من السفن الحربية الأمريكية إلى ميناء بلدة كاناغاوا، بعد خمس سنوات تم تعيين كاناجاوا أول ميناء في اليابان بموجب معاهدة هاريس والتي تقام  في عام 1858 ميلادي، حيث يمكن للأجانب الإقامة والتجارة ومع ذلك كانت كاناغاوا محطة بريد مهمة على توكايدو، في ذلك الوقت ولم ترغب الحكومة اليابانية في وصول الأجانب إليها، بدلاً من ذلك أنشأت ميناء يوكوهاما  الذي كان معزولاً عن الطريق السريع وكان به ميناء للمياه العميقة أعلى من ميناء كاناغاوا.

ازدهرت المنطقة مع نمو التجارة الخارجية الياباني بعد استعادة ميجي  في عام 1868 ميلادي، وفي عام 1889 ميلادي تم إنشاء مدينة يوكوهاما من خلال اندماج كاناغاوا ويوكوهاما، تم تركيب الخدمات البلدية الأساسية  فيها في أواخر ثمانينيات القرن التاسع عشر ميلادي، نمت المدينة بسرعة  لتصبح واحدة من الموانئ الرئيسية والمراكز التجارية في البلاد.

تعرضت يوكوهاما لأضرار جسيمة بسبب غارات دول الحلفاء الجوية في عام 1945 ميلادي خلال الحرب العالمية الثانية ولكن هذه المرة أعيق إعادة الإعمار إلى حد ما؛ بسبب الاحتلال الأمريكي لليابان منذ عام 1945 ميلادي 1952 ميلادي، تسارعت وتيرة إعادة البناء في الخمسينيات نما عدد السكان الذي كان في نهاية الحرب أكثر بكثير ما كان عليه في عام 1943 ميلادي بشكل مطرد في أوائل سنوات ما بعد الحرب.

تشتهر مكتبة كانازاوا  التي تأسست في عام 1275 ميلادي، بمجموعتها من الكتب والوثائق التاريخية تشمل متاحف يوكوهاما العديدة تلك المخصصة للفن والأدب والتاريخ والصحف اليابانية، هناك أيضاً متاحف متخصصة في المجالات المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بتنمية المدينة، تقدم مسارح يوكوهاما العديدة كل شيء من مسرحيات نوه وكابوكي التقليدية إلى الدراما الحديثة.

يتم توفير وسائل النقل العام المحلية عن طريق الحافلات وخطوط مترو الأنفاق، ترتبط يوكوهاما بالطرق السريعة والسكك الحديدية بطوكيو ومع المدن الرئيسية الأخرى في اليابان، يخدم المدينة مطار هانيدا في طوكيو والمطار الدولي في ناريتا والذي يمكن الوصول إليه عبر طريق خليج طوكيو السريع من كاواساكي إلى كيسارازو.

تاريخ مدينة يوكوهاما

في حين أنّ مدينة يوكوهاما هي ظاهرة حديثة ، فإنّ المنطقة المجاورة عبارة عن صندوق كنز للمواقع التاريخية، بما في ذلك بعض المواقع و التي يعود تاريخها إلى فترة يواي في عام  300 قبل الميلاد ومدينة كاماكورا التي كانت عاصمة خلال عهد كاماكورا شوغونات في عام 1192 ميلادي بها عدد كبير من المعابد القديمة والمواقع التاريخية، بالإضافة إلى مكتبة كانازاوا بونكو التي تأسست عام 1275 ميلادي، ومع ذلك فإنّ تاريخ يوكوهاما نفسه بدأ بالفعل في منتصف القرن التاسع عشر ميلادي.

في عام 1853 ميلادي وصل أسطول مكون من أربع سفن حربية أمريكية بقيادة العميد البحري ماثيو بيري إلى أوراغا، جنوب يوكوهاما، كان بيري يحمل رسالة من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية إلى إمبراطور اليابان تطالب اليابان بفتح نفسها أمام التجارة الدولية، بعد تسليم الرسالة غادر بيري اليابان قائلاً إنه سيعود بعد عام واحد للحصول على إجابة، لم يدرك أحد أن زيارة بيري ستؤدي إلى رفع قرية صيد غامضة على الساحل الجنوبي الغربي لخليج طوكيو إلى ثاني أكبر مدينة في اليابان، لكن هذا هو بالضبط التأثير الذي أحدثته.

في وقت زيارة بيري كانت اليابان تحت سيطرة توكوجاوا شوجوناتي والتي أسسها  الإمبراطور توكوجاوا بعد انتصاره في معركة سيكيغاهارا  في عام 1600 ميلادي، أسس عاصمته في منطقة إيدو وهي طوكيو حالياً وخضعت يوكوهاما الاختصاص القضائي.

في عام 1636 ميلادي قدم شونغتون مرسوماً يفرض عزلاً تاماً على البلاد، لم يُسمح بدخول أي شخص باستثناء مجموعة صغيرة من التجار الصينيين والهولنديين الذين كانوا محصورين في جزيرة ديجيما ولم يُسمح لأحد بالخروج، وتم تطبيق هذه السياسة بصرامة حتى وصول بيري، على الرغم من أنّ اليابانيين كانوا يكرهون فتح بلادهم للأجانب والنفوذ الأجنبي الخطير، إلا أنّ مشهد السفن الحربية البخارية التي يقودها بيري  والتي أطلق عليها اليابانيون اسم كورفون أو السفن السوداء، لقد أدركوا أنهم أقل شأناً من الناحية التكنولوجية من الأمريكيين وأنّه إذا تعلق الأمر بالأعمال العدائية، فسيكون من الصعب عليهم الدفاع عن إيدو ضد المدافع القوية على السفن الحربية الأمريكية.

عندما عاد بيري في عام 1854 ميلادي وقع اليابانيون معاهدة كاناغاوا التي فتحت ميناء شيمودا وهاكوداتي للسفن الأمريكية  في عام 1858 ميلادي تم توقيع معاهدة الصداقة الأمريكية اليابانية وفتحت ستة موانئ للتجارة الخارجية، بما في ذلك كاناجاوا، بعد عام واحد تم نقل حقوق التجارة للأجانب إلى يوكوهاما، وهكذا بدأ التحول الذي كان لتحويل مدينة يوكوهاما إلى واحدة من أشهر مدن الموانئ في العالم.

تم اختيار مدينة يوكوهاما كقاعدة للأجانب؛ لأّنها كانت بعيدة بما يكفي عن إيدو لمنع الاتصال غير الضروري مع الأجانب، الذين أطلق عليهم اليابانيون كيتوجين أو البرابرة الأشعث كانت المستوطنة محاطة بخندق مائي وتنقسم إلى قسمين، وهي كونغاي خارج الجدار وكاناي  داخل الحاجز، وكان الأجانب موجودون في كاناي ، التي أصبحت منذ ذلك الوقت قلب المدينة.

كانت العلاقات بين الانعزاليين اليابانيين المتعصبين والتجار الأجانب متوترة في السنة الأولى قتل خمسة أجانب، وصلت الأمور إلى ذروتها في عام 1862 ميلادي عندما تعرض التاجر البريطاني تشارلز ريتشاردسون، للاختراق حتى الموت أعلنت بريطانيا العظمى الحرب على ساتسوما وانتزعت القصاص.

مع تدفق التجار الأجانب إلى مدينة يوكوهاما  تحولت القرية إلى مركز للنشاط التجاري والتطور اللاحق، نمت أهميتها كميناء عندما ربط أول خط سكة حديد في اليابان يوكوهاما بشيمباشي في طوكيو في عام 1872 ميلادي، وفي عام 1889 ميلادي تم تشكيلها كمدينة مستقلة، استمرت مدينة يوكوهاما في النمو منذ ذلك الحين.

على الرغم من وقوع كارثتين كبيرتين، واحدة طبيعي والأخرى بسبب الإنسان وكان ذلك في بداية عام 1923 ميلادي، ولكن في عام 1945 ميلادي عندما انتقلت جبهة المحيط الهادئ للحرب العالمية الثانية إلى الأراضي اليابانية دمرت الغارات الجوية للحلفاء معظم مناطق الأعمال وأكثر من نصف مرافق الموانئ، مع بداية عام 1952 ميلادي أعيد فتح الميناء مرة أخرى وهذه المرة مع المزيد من مرافق الشحن والسكك الحديدية الحديثة لتأسيس مدينة يوكوهاما كواحدة من أكبر المراكز التجارية في العالم.

ذكرنا في مقالنا أحد المدن اليابانية وهي مدينة يوكوهاما والتي لها أهمية تاريخية كبيرة، وتعد من المدن التي تحتوي على كثافة سكانية مرتفعة، وأثناء الحرب العالمية الثانية قامت دول الحلفاء بتدميرها.

المصدر: موعد مع الشمس: أحاديث في آسيا-المؤلف: هيكل-محمد حسنين-1987موسوعة مدن العالم-المؤلف: حسام الدين إبراهيم عثمان-2014اليابان وجهة نظر شخصية-المؤلف: ميسرة عفيفي-2022الموسوعة التاريخية العسكرية الكبرى لأحداث القرن العشرين. المجلد الثاني-المؤلف: By ج. آ. س غرنفيل-2012


شارك المقالة: