نظرية التغير الاجتماعي عند بارسونز

اقرأ في هذا المقال


نظرية التغير الاجتماعي عند بارسونز:

لقد أثبت بارسونز أن الإطار التصوري للتحليل النسقي، ينبغي أن يتضمن على المقولات التي تقدر على وصف وتعيين مكونات للنسق الاجتماعي وطبيعة العلاقات المتبادلة بينها، والمقولات التي تتصل بتحليل العمليات الدافعية داخل النسق، بالإضافة إلى العمليات التي تؤدي إلى إحداث التغير في تكوين النسق الاجتماعي.
يعترف بارسونز بأهمية تفسير التغير الاجتماعي، ولكنه ينظر بأن تحليل كل شيء على أنه في حالة جريان وتدفق، ويتجاهل لشرعية العلم، وينطبق هذا على كل العلوم وبصورة خاصة علم الاجتماع، إن مفهوم التغير ذو معنى فقط في ضوء شيء ما قابل للتعيين، أي شيء ما يمكن أن يوصف بأشكال بنائية، إن إثبات عملية التفاعل وحالة التوازن المتمثلة في الاقتران بين الأنساق، هي افتراضات نظرية، وليس تعميم إمبريقي، ولذلك فإن مقصود التوازن في النظرية، هو توازن متحرك، حيث أن عملية تغير إمبريقي، يمكن أن تحدث.
يشرح بارسونز، إن الصفة الحاسمة للبنائية الوظيفية هي استخدامها لمفهوم النسق، دون معرفة كاملة بالقوانين التي تعينّ العمليات داخل النسق، ومن هنا فإن نظرية عامة لعمليات التغير في الأنساق الاجتماعية ليست ممكنة بالصيغة الراهنة للمعرفة المتوفرة، وسبب ذلك أن مثل هذه النظرية بحاجة إلى معرفة تامة بقوانين عملية النسق، ونحن لا نمتلك هذه المعرفة في الوقت الحالي، لكن هناك تحليل للظروف أو العوامل التي تؤثر في العمليات الدافعية، كونها آليات وليست قوانين.
لذلك فإن العمليات الدافعية تقدم نموذجاً وليس نظرية، غير أن هناك معرفة جزئية ببعض القوانين المتمثلة في تكوين العملية التفاعلية، والعمليات الدافعية التي تتمثلها، مثل تكوبن الأدوار والمؤسسة واستدماج أنماط التوجيه القيمي وتوقعات الدور، ومثال ذلك أن عوامل سحب الشرعية والاصطدام بما هو مباح، وانتهاك المعايير المستدمجة، ورفض قبول أداء القيم، التي تبيّن في بعض ردود الفعل، مثل الغضب، والفنتازيا تمثل مصدراً لمكانزمات الدفاع والتعديل.
يشرح بارسونز إشكالية التغير باﻹجابة على التساؤلين التاليين: لماذا يؤدي تغير محدد في الظروف المتصلة بالنسق، إلى تغير أنساق محددة؟ ولماذا يفشل النسق في إحداث تغييرات لمقابلة تبدلات في الظروف؟، وبناء على ذلك، يقارن بارسونز بين العمليات التي تجري داخل النسق، وعمليات التغير التي يُحدثها النسق، حيث يمكن الجمع بين هاتين العمليتين تحت مفهوم ديناميات التوازن، وهو مفهوم مشتق من مفهوم آخر هو صيانة حدود النسق.

المصدر: الإشكاليات التاريخية في علم الاجتماع السياسي، عبد القادر جغلول، 1982.النظرة الارتقائية، محمد الطالبي، 1979.التفكير الاجتماعي نشأته وتطوره، زيدان عبد الباقي، 1972.السببية والحتمية عند ابن خلدون، مها المقدم، 1990.


شارك المقالة: