تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة في عهد الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود

اقرأ في هذا المقال


تعليم الصم والبكم:

لم ينحصر التعليم الخاص وما تقدمه الوزارة فيه فقط على المكفوفين، ولكنه شمل الاهتمام والعناية أيضاً في الصم والبكم، حيث تم إنشاء معهد الأمل للصم والبكم في عام 1384/ 1994 ميلادي، ومعاهد التربية الفكرية للمختلين عقلياً. ولقد وضعت مناهج جديدة لمعهد الأمل للصم والبكم تتأقلم وتنسجم مع طبيعة طلابه وتنسجم مع إدراكهم وإمكاناتهم ومع الأساليب الفنية المتبعة لتعليمهم.

وقد راعى في تلك المناهج مستوى الطلاب وقدراتهم، بحيث لا ينقص مستوى ذلك المعهد عن مستوى التعليم العام في المملكة. أسّس هذا المعهد في مدينة الرياض، وقام في استقبال حالات الصم والبكم بشكل الكلي أو الجزئي من أبناء المملكة والدول العربية الأخرى، وقاموا في توفير المعلمون المؤهلون والمهرة، الذين طلبتهم الدولة من الدول الإسلامية والعربية المجاورة لها وخاصة مصر من أجل تعليمهم.

مراحل الدراسة في معهد الأمل للصم والبكم:

تم تقسيم الداسة فيها على عديد من المراحل:

  •  المرحلة التحضيرية وتقدر مدتها سنتان.
  •  المرحلة المتوسطة ومدتها ثلاث سنوات.
  •  المرحلة الثانوية وتقدر مدتها ثلاث سنوات.

يقوم المعهد في منح وتقديم الرعاية الصحية واللوازم المدرسية والطعام والكسوة والمبيت، كما يمنح الطالب مبلغ من المالي في كل شهر تقدر حوالي ثلاثون ريالاً. وترفع هذه المساعدة المالية إلى 120 ريالاً. وتقوم في منح كل طالب من مراحلها الابتدائية في مبلغ 150 ريالاً في كلا المرحلتين  لمتوسطة والثانوية مساندة لهم لإدارة شؤون حياتهم، بالإضافة إلى ما تقدمه لهم الحكومة من  الكتب المجانية والوسائل التعليمية.

ويقوموا بزيادة من لديهم بقایا سمعية بالسماعات اللازمة. ويطبق في هذا المعهد نظام الأسرة، حيث يقم الطلاب إلى أسر، تتألف كل منها من 10 طلاب، وكل أسرة مسؤول عنها عميد يساعده شخص للإشراف على الطلاب وتعليمهم العناية بالصحة والنظافة والترتيب وكذلك ترتيب وتنظيم حياتهم اليومية، وإكسابهم العادات الحميدة والسلوك الجيد.

ويقوم في عملية الإشراف الاجتماعي على القسم شخص مختص ومؤهل من الناحية العلمية، حيث يساعد ويعين في خدمة الطلاب ومعالجتهم نفسياً واجتماعية وحل مشكلاتهم، والتعرف إلى رغباتهم وقدراتهم وميولهم، ويتم توزيع الطلاب بناء  على تلك القدرات. ويقوم في عملية الإشراف الصحي طبيب يساعده ويساندة ممرض يشرف على العيادة التابعة في المعهد.

واهتموا في تواجد وتوفير وسائل الترفييه على المستوى الداخلي لهؤلاء الطلاب، من مواقف وملاعب وأدوات رياضية مختلفة ونشاط  في مخيمات كشفية، وزود المعهد بجميع الأجهزة السمعية الجماعية والفردية، كل ذلك من أجل تشجيع الطفل في البقاء على التعليم وتعويض ما ينقص فيه. أما فيما يتعلق بالفتيات الصم فقد أسس أول معهد للصم عام 1384 هجري/ 1994 ميلادي، وكان  يتواجد في شرق الرياض وتقدر مدة الدراسة فيه مساوية دراسة البنين.

وبعد إتمام المرحلة الثانوية تقوم الطالبة في اختيار تخصص من مجموعة تخصصات منها: مكتبات وآلة كاتبة عربي وانجليزي وحاسب آلي. وتسلك الدراسة فيها بناء على خطة دراسية ومناهج تتفق في مضمونها مع المناهج المقابلة في التعليم العام، ويقدم المعهد خدمات متعددة للطالبات.

يقوم المعهد في تقديم الخدمات التعليمية ويقدم أيضاً الخدمات الصحية، وخدمات السمع والتخاطب، وخدمات اجتماعية ونفسية وخدمات ترفيهية ويعمل أيضًا في تدريس معلمات متخصصات في مجال إعاقة الصم. وأخيراً لقى ذلك النوع من التعليم باهتمام الكبير من الدولة؛ لأنها حرصت على توفير فرص التعليم لجميع أفراد المجتمع لكونها تدعي بأن كل فرد في الدولة يعتبر عنصراً فعال، حيث قامت في المساواة بين البنين والبنات في ذلك.

لقد حرصت الدولة السعودية التي تمثلها وزارة المعارف على تقديم جميع الخدمات التعليمية على نفقتها الخاصة لجميع فئات ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك بناء على أحدث الطرق التعليمية المبتكرة في البلاد المتقدمة من تأمين الأماكن اللائقة بهم، والأدوات اللازمة لإيصال المادة التعليمية، والكتب التي تناسبهم بناء على حالاتهم المختلفة.

فكان من نتائج ذلك قيامها في تأسيس المعاهد المختلفة في جميع مناطق المملكة وتوفير كل ما يلزم لها. وزيادة الإقبال عليها من قبل السكان من أجل تأمين مستقبل أفضل لأبنائهم. وزيادة أعداد المدربين والمدرسين لرعاية هؤلاء الفئات، واستقدام متعاقدين في المجال نفسه. إضافة إلى ما سبق من الوظائف فهناك 9 موجهات للإناث وعميدات أسر.

إنّ نتيجة تأسيس هذه المعاهد للفتيات في عام 1384 هجري/ 1964 ميلادي جاء متأخراً في المقارنة بالبنين الذين افتتح لهم أول معهد للتعليم الخاص في عام 1378/ 1958 ميلادي مكتسبة كل مساندة وتشجيع من الدولة، وكانت جميعها تحت إشراف وزارة المعارف، كما نلاحظ إنّ نسبة المتعاقدين العاملين في هذه المعاهد أعلى من نسبة السعوديين وذلك لقلة المختصين والمعلمين السعوديين المؤهلين لمثل هذا النوع من العمل.

في عام 1413 هجري صدر قرار مجلس الوزراء رقم 131 الذي ينص على تكليف الرئاسة العامة لتعليم البنات في مسؤولية تعليم البنات الخاص بداية من العام 1414 حيث كانت تلك المعاهد تابعة لوزارة المعارف، وبذلك بدأت الرئاسة في الإشراف على هذه المعاهد ورعاية المعاقات ووضع البرامج والخطط لتعليمهن وتأهيلهن. وقد حاولت الدولة من خلال هذه المعاهد توفير فرص العمل لهؤلاء الفئات، لذلك كان من ضمن أهداف التعليم الخاص تأسيس الورش الفنية، وإمدادها بكل ما يلزم بالمساندة  التعليم النظري الذي يعتمد على مناهج وكتب دراسية كغيرهم من الطلبة الطبيعيين.


شارك المقالة: