حياة ابن سينا

تميّز ابن سينا عن غيره من العلماء العرب والمسلمين بنشاطه الدائم والمُستمر، إلى جانب إبداعاته في أي مجال يدخل به، فقد تمكّن ابن سينا من كتابة عدداً كبيراً من الكتب والتي يصل عددها إلى حوالي" 450" كتاباً، ولكن وعلى الرغم من ذلك العدد الهائل إلّا أنّ جزء كبير من تلك الكتب تم فقدانها وضياعها بعد وفاة ابن سينا، حيث تم العثور على مايقارب"240" كتاباً فقد.

كان ابن سينا عالِماً وفيلسوفاً وطبيباً معروفاً، جاء بعد أرسطو والفارابي حيث سُميّ بالمعلم الثالث من بعدهم، تميّز بإبداعاته وانجازاته حيث كان سابقاً لعصره وزمانه في العديد من المجالات الفكريّة، وعلى الرغم من انشغاله في العلم والتعلُّم إلّا أنّه لم ينشغل عن مُمارسة حياته العاديّة؛ حيث أنّه شارك وتعايش مع المُشكلات التي كان يُعاني منّها مُجتمعه، كما أنّه ساهم في صنع نهضةٍ علميّة وحضاريّة.

ابن سينا هو الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا، يُكنى بأبي علي، كان عالماً وطبيباً معروفاً ومشهوراً في زمانه وحتى بعد وفاته، تميّز بعلمه وذكائه وفطنته كما أنّه اشتهر في الطب والفلسفة ومارس العمل بهما، كان يُلقّب "بالشيخ الرئيس"،اشتهر ابن سينا في مجال الطب بشكلٍ كبير، حيث كان العديد ممّن سبقه وتبعه من العلماء والأطباء والباحثين يأخذون عنّه، حتى أنّه سُميّ "بأبو الطب الحديث" و"أمير الأطباء"، هذا وقد يُعتبر ابن سينا أول من ألّفَ كُتُباً عن الطب في العالم، حيث اتبع منهج أبقراط وجالينوس في كتاباته.