أحاديث الإمام البخاري

لمْ يتركِ الشّرعُ أيّ شيءٍ في حياةِ الإنسانِ إلّا وبيَّنَ لهُ أحكامهُ، وقدْ كانَ بسنّةِ النّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلّمَ وحديثهِ كثيراً منَ الشّواهدِ الّتي بيّنتْ للمسلمِ كثيراً منْ أحكام حياته، ومنْ هذهِ الأحكامِ أحكامُ البيع والشّراءِ، لما لها منْ أهميّةٍ في تنظيمِ حياة المسلمِ، وسنعرضُ حديثاً في حكمٍ منْ أحكامِ البيعِ وهو المزابنة.

لقدْ كانَ للإسلامِ أحكامهُ التّشريعيّةِ في بيانِ معاملات المسلمينَ معْ بعضهمْ البعض، وكانَ عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ يوضّحُ للصّحابةِ رضوانُ اللهِ عليهم كثيراً منْ معاملات البيع والشّراءِ كيْ لا يقعوا في الحرام والخصوماتِ، ولكي لا يكونَ للمسلمينَ رأيٌ بعدَ رأي الشّرعِ الإسلاميِّ، ومنَ الأحكامِ الّتي بيّنها النّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلّمَ في الحديثِ حكمُ بيعِ النخلِ بعدَ نضجه، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.

لقدْ كانَ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلّمَ منَ الخصوصيّةِ ما يميّزهُ عنِ البشرِ جميعهمْ، وكانَ عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ يقدِّمُ للبشرِ أنموذجاً يقتدى به في الأخلاقِ والتّسامحِ وقبول الحقِّ، وكانَ عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ لا يردُّ سائلاً، وكانَ منْ أخلاقهِ عليهِ السّلامُ أنّهُ كانَ لا يرفضً هديّةً، وسنعرضُ حديثاً في قبولهِ عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ للهديَّةِ، ورفضهِ للصّدقةِ.