إنْ مَلَكَ بالشَّامِ حِصنَاً واحِداً مَلَكَ بِلادَكُم جَميعَاً
يَضَعُ مائدَةَ الطَّعام ويَجلِسُ بِرفقَةِ قَادةِ جيشهِ ويقول:" لا يأكُل معي على هذه المائدة إلّا مَن يَطعَن معي غداً بابَ الرَّها؛ ولا يَفعلُ ذَلكَ إلَّا أشْجَعُ الناس، فلمْ يَجلِس معهُ على المَائدة إلَّا أميرٌ واحدٌ وصبيٌّ صغيرٌ؛ فقال الأمير للصَّبيّ: "مَا أنتَ في هذا المَقَام؟". فقال له عماد الدِّين زِنكي القَائد المُربِّي القُدوَة، الذي يعرف كيف يُحَمِّس الشَّباب والنَّشء، ويُحَفِّزُ طَاقَاتهم: "دَعُوهُ فوالله إنّي أرَى وَجْهاً لا يَتخَلَّفُ عنِّي". فكَانَ الصَّبي، فكان أوَّلَ طَاعنٍ، وأوَّلَ بطلٍ في هذه المعركة