ما هي مميزات الحاسوب الكمي؟
بالتأكيد لا نستطيع أن ندرك حتى الآن مقدار التطور الهائل الذي سيحدث للبشرية بمجرد أن يتم تطوير الحاسوب الكمي بالطريقة التي يراها المختصين، فعند تصور الحلول التي ستجدها هذه الحواسيب قدراتها الكبيرة كيف سنتمكن من اكتشاف علاج الأمراض المستعصية على عقول البشر والحواسيب التقليدية وكيف سنتمكن من إجراء ملايين العمليات الحسابية بدلًا من عملية واحدة، تخيل معي كم التقدم الذي قد تصل إليه حضارة البشر بفضل هذه التكنولوجيا.
الحاسوب الكمي:
حيث تقوم الحوسبة الكمية على (Qubits)، وهو اختصار الكوانتم بت (Quantum Bits)، حيث نستطيع تخزين الكثير من المعلومات في أكثر من 0 و 1 كما هو الحال في (Bits) التي يعمل يعمل الكمبيوتر التقليدي، حيث (Qubits) يمكن أن يكون 0 أو 1 أو (0،1) أو عدداً لا نهائي من الأرقام والقيم في حالات متعددة.
ولكن الأهم هو الكم الهائل من الطاقة التي سننجح في توفيرها باستخدام أجهزة الكمبيوتر الكمية، حيث ستحتاج إلى وقت أقل لإجراء العمليات الحسابية بأقل جهد وطاقة، وكما سننجح في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم آلي بصورة أفضل، وسنكون قادرين على التغلب على المشاكل الرياضية المستعصية ومعالجة جميع المعلومات بشكل أفضل وأسرع.
وكما سينعكس ذلك على الإنترنت كذلك، حيث أن هناك الإنترنت الكمي (Quantum Internet) وهو سيكون غير قابل للاختراق، حيث سيعتمد على نظام يسمى التشابك الكمي (Quantum Entanglement)، وهو يعتمد على عدم إرسال البيانات عبر الشبكة وإنما تنعكس عبر زوج من الفوتونات (Photons)، وبالتالي فإذا لم يكن هناك بيانات يتم إرسالها فلا يمكن سرقة أي بيانات عبر الشبكة.
ما هي عيوب الحاسوب الكمي؟
بالتأكيد يوجد هناك بعض العيوب والمعوقات لأي تقنية، ولكن تبقى الصعوبات الأبرز أننا لم نصل بعد إلى تصنيع حاسوب كمي متكامل حتى الآن، ولكن باستخدام أحدث أجهزة الكمبيوتر الكمومية المسمى (Sycamore)، استطاعت (Google) “التفوق الكمي” على أقوى أجهزة الكمبيوتر العملاقة في العالم من خلال حل مشكلة تعتبر مستحيلة تقريبًا بالنسبة للآلات العادية. وأكمل الكمبيوتر الكمومي الحسابات المعقدة في 200 ثانية. ومن العيوب كذلك أن الكمبيوتر الكمي قد يتم استخدامه كأقوى أداة اختراق عرفها الإنسان.
استخدام الحاسوب الكمي كأقوى أداة اختراق عرفها الإنسان:
وهذا ما تم اكتشافه من قبل عالم الرياضيات (Peter Shor)، حيث وضّح أن الحاسوب الكمي يستطيع إيجاد العوامل الأولية لعدد كبير من الأرقام، وهو ما يعني كشف المفتاح العام الذي تستعمله المواقع والحواسيب في تشفير اتصالاتها، وهذا حاليًا يعتبر شبه مستحيل نظرًا للقدرات المحدودة للحواسيب التقليدية التي نستخدمها.
ولكن ما أكد هذا الكلام هو عميل وكالة الأمن الوطني الأمريكية (NSA) إدوارد سنودن حين كشف عن اقتراب الوكالة من صنع حاسوبها الكمي، والذي سوف يُستخدم في اختراق كافة أنواع رموز التشفير التي تستخدم على الشبكة، كما أننا حتى الآن لسنا متأكدين من عدم وجود أي سلبيات أخرى سوف يأتي بها هذا الجيل الجديد من الحواسيب.
هل تم إصدار الحواسيب الكمية؟
حتى الآن، وعلى الرغم من قيام العديد من الشركات بالتوجه نحو تصنيع حواسيب التي تعتمد على مبادئ الحوسبة الكمية، فإن كل هذه المنتجات تشبه تجربة عملية للأفكار النظرية، ولم يتم إثبات أي من هذه الحواسيب بعد كفاءتها، حيث أن كل واحد منها يكون به عيب سواء بحجمه الضخم أو قصر المدة الزمنية بتخزين البيانات أو غير ذلك.
لكن هناك محاولات عديدة بين كبرى شركات التكنولوجيا للتفوق في سباق الحواسيب الكمومية وعلى رأسهم شركة (Google) والتي تعهدت بتحقيق ما أطلقت عليه “التفوق الكمي”، وهناك كذلك عدة تجارب ناجحة لشركات أخرى مثل (IBM) والتي نجحت في صنع (Quantum Computer) ولكنه عانى من بعض المشاكل في الاستقرار، أيضًا هناك شركة (Wave) وشركة (Rigetti) وغيرهم من الشركات التي تحاول التفوق في هذا المجال والذي سيؤدي إلى تغيير العالم التكنولوجي كما عرفناه حتى الآن.
على مدار 20 عامًا، ظل العلماء والمهندسون يعملون على تصميم حاسوب كمي متكامل وبالمواصفات المطلوبة، بحيث يكون قادر على إجراء حسابات مفيدة وبفعالية عالية من شأنها أن تطغى على أي كمبيوتر عملاق تقليدي، ولكن الحواسيب الكمية الحالية لا تحتوي إلا على بضع عشرات من البتات (Bits) الكمية أو الكيوبتات (Qubits)، وهي قليلة جدًا للقيام بالمهام الضخمة، واليوم جعلت (IBM) تطلعاتها أكثر واقعية من خلال الإعلان عن تطويرها لأجهزة الكمبيوتر الكمية، وبما في ذلك الهدف الطموح لبناء جهاز واحد يحتوي على 1000 كيوبت بحلول عام 2023. وهو أكبر كمبيوتر كمي لشركة (IBM) قد تم الكشف عنه حتى الآن.