لقد كان لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم صحابة سادوا الدنيا بأخلاقهم ورقيّهم واقتدائهم بسنة نبيهم محمّد صلّى الله عليه وسلّم، كانوا أقرب لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأبعد عن ما يغضبه، حريصون على تعلّم الحديث والعمل به، فكان منهم المكثرين في رواية الحديث ومنهم المقلّين في الرواية، تزخرفت كتب الحديث والسنّة بأسمائهم، كتبت أسماؤهم كأول طبقة من طبقات الحديث، ولازلنا نبحر إلى بيوت الصحابة، أخذنا طلب العلم إلى بيت أبي موسى الأشعري ، فتعالوا نكن في ضيافة علمه ونتعلم شيئاً من حياته رضوان الله عليه.
نبذة عن الصّحابي
هو الصّحابي الجليل الفقيه عبدالله بن قيس أبو موسى، يرجع أصله إلى اليمن حيث موطن ميلاده، وكان من الصّحابة الّذين لهم بصمة في نشر دين الإسلام حيث أتى مكة المكرمة مسلماً وعاد إلى اليمن ورجع مهاجراً مع ما يزيد عن 50 من قوماً مسلمين فهاجروا إلى الحبشة وإلى المدينة المنورة، وشهد مع النّبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم في غزوة خيبر متأخراً لوجوده بالحبشة، كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقدّمه ليكون مبعوثاً لتعليم الدين، توفي صاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أبو موسى الأشعري سنة 42 للهجرة النّبوية.
روايته للحديث
لقد كان الصّحابي الجليل من رواة الحديث الّذين نُقِل عنهم، وقد صحب النّبي صلّى الله عليه وسلّم لسنوات، لذلك نجد للراوي أبي موسى الأشعري ما يزيدعن 160 حديثاً، أورد من طريقه الشيخان البخاري ومسلم، وروي أنّ أبا موسى الأشعري كان من الّذين يتخوفون من رواية الحديث النّبويّ الشريف فعندما كتب له ابنه في مروياته أمره أن يمْحُها.
ولقد كانت روايته للحديث من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعدد من الصّحابة الكرام من أمثال أبي بكر الصدّيق وعلي وابن عبّاس وغيرهم، وروى عنه كثير من الصّحابة والتابعين من أمثال أبي أمامة وأيو سعيد الخدريّ وأنس وغيرهم.
في فضل أبي موسى
لقد كان الراوي أبو موسى الأشعريّ من كبار صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقهاً وعلماً وكان مقدّماً عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعند الخلفاء الراشدين، وقد روي في فضله أقوال منها ما رواه الذّهبي في ما قاله الشّعبيّ أنّه قال:((لقد كان القضاء في الصّحابة إلى ستّة عمر وعّلي وابن مسعود وأبيّ وزيد وأبي موسى))، ولقد كان له درجة بين محدّثي الصّحابة رضي الله عنهم.