رهانات مفهوم الثقافة واستخداماته الاجتماعية

اقرأ في هذا المقال


رهانات مفهوم الثقافة واستخداماته الاجتماعية:

يشهد مفهوم الثقافة منذ العديد من العقود الزمنية نجاحاً من الدرجات المتفاوتة أي نجاحاً طردياً، وتسير كلمة الثقافة نحو التعويض عن مصطلحات أخرى كانت من قبل أكثر استعمالاً، ومن هذه المصطلحات مصطلح الذهنية ومصطلح الروحانية والتقليدية وأيضاً مصطلح الأيديولوجيا.

يعود هذا النجاح جزئياً إلى انتشار بسيط للأنثروبولوجيا الثقافية، ذلك الانتشار الذي لا يسلم دائماً من تناقض المعاني أو التبسيط الثقافي المغالي، وكثيراً ما تستعاد من هذا الاختصاص أطروحات بدايته الأكثر قابلية للنقاش، تلك التي قد تخلى عنها أغلب علماء الأنثروبولوجيا.

أدرج مفهوم الثقافة حديثاً في الحقول الدلالية التي لم تن من قبل تجري فيها، والثقافة اليوم تعتبر غريزة استعمال ضمن كافة المفردات السياسية، إذ يكون الحديث عن ثقافة الحكم مقارنة بثقافة المعارضة، ويمدح البعض ثقافة اللامركزية التي يتوجب أن يستعاض بها عن ثقافة المركزية، ونشهد منذ زمن تكاثراً في استعمال الثقافة في أوساط السلطة الثقافة.

يمكن تعدد دلالات كلمة “ثقافة” من التلاعب المراوح بين معناها النبيل وهو المثقف ومعناها الإثنولوجي التخصيصي، وهكذا يمكن لأية مجموعة أن تزعم لنفسها ثقافة خاصة بها.

رهانات مفهوم الثقافة المجزأة:

الثقافة تتجزأ وتصبح شظايا، وبهذه الحالة أنه لا يمكن المماثلة بين الممارسات وما تستتبعه، وبين أنساق شاملة لتأويل العالم، ولبناء التصرفات المناسبة لما تعنيه الأنثروبولوجيا بالثقافة.

إن الإعلان الذاتي عن أية ثقافة مجزأة وغالباً ما يكون ردة فعلها على هيمنة اجتماعية ما، كذلك إن التأكيد بالقول تلك هي ثقافتنا يفترض أن تنمحي بوجه من الوجوه علامات التحيُّز إذ تستعمل العبارة وكأن كل الثقافات ذات قيمة متساوية، حيث أنه يمكن لكلمة ثقافة في سجل معين وعبر استخدامات لا تقل عن الاستخدام الاعتيادي أن تكتسب معنى صريح وواضح المعاني.
من خلال الأمثلة التي تم تطبيقها لبيان أن الاستخدام غير الملائم لمصطلح الثقافة يؤدي إلى حدوث تشويش مفاهيمي، ومن الأمر البديهي أن جرد كافة الاستخدامات الراهنة لمصطلح الثقافة غير متواجد في يومنا هذا، وفي المقابل يسمح فحص بعض الحالات الحديثة والدالة لتطبيق المفهوم الاجتماعي للثقافة، إذ يتم ذلك في حقل محدد عن طريق التفاوت المتزايد بين استخدام اجتماعي إيديولوجي لمفهوم الثقافة.


شارك المقالة: