وصف علم التاريخ

اقرأ في هذا المقال


لماذا يكتب المؤرّخون؟


يكتب المؤرخون في سياق وقتهم، ومع إيلاء الاعتبار الواجب للأفكار السائدة الحالية حول كيفيّة تفسير الماضي، وأحيانًا يكتبون لتقديم دروس لمجتمعهم. على حد تعبير المؤرّخ الإيطالي بينيديتو كروس “كل التاريخ هو تاريخ مُعاصر”.
يتمّ تسهيل التاريخ من خلال تشكيل خطاب حقيقي في الماضي من خلال إنتاج سرد وتحليل للأحداث الماضية المُتعلقة بالجنس البشري، وتخصيص التاريخ الحديث للإنتاج المؤسسي لهذا الخطاب، جميع الأحداث التي يتمّ تذكرها والحفاظ عليها في شكل أصيل تُشكل السجل التاريخي.
مُهمة الخطاب التاريخي هي تحديد المصادر التي يُمكن أنّ تُسهم بشكل مُفيد في إنتاج حسابات دقيقة عن الماضي، لذلك فإنّ تكوين أرشيف المؤرخ هو نتيجة لتقييد أرشيف أكثر عموميّة من خلال إبطال استخدام نصوص ووثائق معينة عن طريق تزوير ادّعاءاتهم بأنّها تمثّل الماضي الحقيقي.

كيف يُصنّف علم التاريخ؟


تمّ تصنيف دراسة التاريخ في بعض الأحيان كجزء من العلوم الإنسانيّة وفي أحيان أُخرى كجزء من العلوم الاجتماعية، يُمكن أنّ يُرى أيضًا كجسر بين هذين المجالين العريضين، ويتضمن منهجيات من كليهما. بعض المؤرخين يدعمون بقوة تصنيفًا أو تصنيفًا آخر.
في القرن العشرين أحدث المؤرخ الفرنسي فرناند براودل ثورة في دراسة التاريخ، وذلك باستخدام تخصصات خارجية مثل الاقتصاد والأنثروبولوجيا والجغرافيا في دراسة التاريخ العالمي.
سجل المؤرخون أحداث الماضي تقليدياً، إمّا كتابة أو عبر تقليد شفهي، وحاولوا الإجابة عن الأسئلة التاريخيّة من خلال دراسة الوثائق المكتوبة والحسابات الشفوية. وبشكل عام، يُمكن تقسيم مصادر المعرفة التاريخيّة إلى ثلاث فئات: ما هو مكتوب، ما يُقال، وما يتمّ الحفاظ عليه جسديًا، وغالباً ما يستشير المؤرخون الثلاثة جميعاً لكن الكتابة هي العلامة التي تفصل التاريخ عن ما يأتي من قبل.
علم الآثار هو مجال مُفيد بشكل خاص في التعامل مع المواقع والأشياء المدفونة، والتي بمُجرد اكتشافها، تُساهم في دراسة التاريخ من البداية، استخدم المؤرخون أيضًا مصادر مثل الآثار والنقوش والصور. ولكن علم الآثار نادرًا ما يقف وحده، ويستخدم مصادر سرديّة لاستكمال اكتشافاته، ومع ذلك، فإنّ علم الآثار يتكون من مجموعة من المنهجيات والمناهج المُستقلة عن التاريخ بمعنى أنّ علم الآثار “لا يملأ الفجوات” داخل المصادر النصية.
في الواقع، “علم الآثار التاريخي” هو فرع مُحدد لعلم الآثار، وغالبًا ما تتناقض استنتاجاته مع استنتاجات المصادر النصيّة المُعاصرة، على سبيل المثال مارك ليون حفارة ومُترجم أنابوليس التاريخي، ماريلاند، لقد سعى لفهم التناقض بين الوثائق النصية والسجل المادي، مما يدل على امتلاك العبيد وعدم المساواة في الثروة الظاهرة من خلال دراسة البيئة التاريخية الكلية على الرغم من أيديولوجية “الحرية” الملازمة للوثائق المكتوبة في هذا الوقت.

كيفيّة تنظيم علم التاريخ؟


هناك أنواع مُختلفة من الطرق التي يُمكن بها تنظيم التاريخ بما في ذلك التسلسل الزمني والثقافي والإقليمي والموضوعي. هذه الانقسامات لا يستبعد بعضها بعضًا، وغالبًا ما توجد تداخلات كبيرة، كما في “الحركة النسائية الدولية في عصر الانتقال 1830-1975”. من الممكن للمؤرخين أنّ يهتموا بكل من النوع المُحدّد والعام، على الرغم من أنّ الاتجاه الحديث كان نحو التخصُص. المنطقة التي تسمى Big History تقاوم هذا التخصص، وتبحث عن أنماط أو اتجاهات عالميّة. غالبًا ما تمت دراسة التاريخ بهدف عملي أو نظري ، لكن يُمكن دراسته أيضًا بدافع الفضول الفكري البسيط.


شارك المقالة: