التغير الاجتماعي في القيم في المجتمعات

اقرأ في هذا المقال


التغير الاجتماعي هو شكل الأعراف الكونية والعمليات الطبيعية، حيث أن كل مجتمع سيختبره كل مجتمع سيعيش فيه بشكل دائم ومستمر، على سطح هذا الكوكب لم يتغير أو يتطور في أي مجتمع من المجتمعات لم يتفاعل مع الثقافة، سيعاني المجتمع من الموت البطيء أو سيعيش في عزلة، وسيعاني من أمراض أو مشاكل يصعب القضاء عليها في المستقبل وقد يعيش على حافة التاريخ.

التغير الاجتماعي في القيم ما بين المؤسسات والأسرة:

إن جميع المجتمعات تحصل لها بتغيرات اجتماعية وسياسية وثقافية سريعة وواسعة النطاق، مما يجعل من الصعب على بعض الناس فهمها، إن التغيرات في السلوك تمثل القيم الاجتماعية وهذا التغيير الذي يشهده المجتمع ينقل مسؤولية غرس وتعزيز القيم من المؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني إلى الأسرة.

لم يعد التغير في الأساس مسؤولية الوكالات الرسمية ووكالات المجتمع المدني، ولكن تتحمل الأسرة معظمها وكالات المجتمع غير مسؤولة عن سلوك الأبناء والبنات خاصة إذا كانت هذه السلوكيات لا تحقق الغرض من الإضرار بحقوق الآخرين أو التأثير على الذوق العام وقيم الشارع أو تقويض السلم الاجتماعي.

الرقابة سواء أكانت مرورية أم اجتماعية أم جنائية مع هذا التغير  فهي مهمة، لا يزال بعض الناس ينتظرون دور الجهات الرسمية في مراقبة الشوارع وإجبار الناس على الالتزام بالقيم الاجتماعية.

لذلك لا بد من القول إن التغير الاجتماعي لن يتوقف وهو عملية مستمرة؛ لأن المسؤولية الرئيسية والأساسية في غرس القيم والحفاظ عليها تقع على عاتق الأسرة وتعد من واجبات الأسرة ومن ثم المدرسة، بينما تشارك المؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني في الحفاظ على الهوية الاجتماعية والثقافية.

في ظل غياب الهيئات التنظيمية فإن ضعف بعض القيم أو اختفاء القيم أو التخلي السريع عن بعض الأشخاص يدل على أن مراعاة القيم غير مقتنعة لذلك من الضروري فهم التغيرات الاجتماعية التي يمر بها المجتمع والعالم، وفهم أن التغيير شيء لا يمكن إيقافه  ولكن يمكن تكييف معه حتى لا يؤثر على القيم الاجتماعية أو اهتماماتها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية أو وتستفيد منه الطريقة التي تؤثر بها الهويات الإسلامية والعربية سلبًا. من خلال تعزيز الأسرة والمجتمع، من ناحية يتم غرس القيم  النبيلة في نفوس الدول الناشئة ويتم تحديد الآليات التي يمكنها التحكم في تأثير التغير الاجتماعي السريع والحد من آثاره الجانبية أو الحد من تأثيره على البناء الاجتماعي.

التغير الاجتماعي ودوره في تغير القيم:

التغير الاجتماعي هو خصائص أو صفة من صفات الكون يؤثر التغيير على جميع جوانب الحياة سواء كانت هذه الجوانب  مادية أو معنوية فإن التغير يؤثر على الأفراد والجماعات والمجتمع، وحتى أن التغير يصل للقيم والعادات والمعتقدات والثقافة كما أن التغير مرتبط بالتحضر والتنمية والنمو والتقدم والتكنولوجيا والإعلام والأسلوب الحضري.

التغير عملية اجتماعية تحقق تغييرات في المجتمع بأكمله أي أنظمته الاجتماعية مثل السياسة والاقتصاد والأنظمة الأسرية وهذا قيد في فترة معينة نتيجة عوامل ثقافية واقتصادية وسياسية يتدخل بعضها بعوامل معينة ويؤثر في بعضها  لذا فإن التغيير سمة متأصلة منذ القدم.

التغير ليس دائمًا نحو التقدم  لأن التغيير قد يكون رجعيًا  ومفهوم التغيير هو أحد المفاهيم التي تحتل موقعًا رئيسيًا في بناء النظرية الاجتماعية، لعبت هذه التغيرات دورًا في تغيير ثقافة الميراث في المجتمع لقد أثرت المعلومات ووسائل التواصل  على الحياة الشخصية وأصبحت اليوم من أهم العوامل التي تؤثر على الحياة الشخصية وتساعد هذه التغيرات تشكيل الخبرة الشخصية والاجتماعية والثقافية والذوق والسلوك.

يؤدي تغير القيم إلى تغيرات كبيرة في المجتمع على الرغم من أن عملية تغيير نظام القيم تعتبر تغييرًا بطيئًا للغاية تختلف عن العناصر المادية للتكنولوجيا، يتطلب تغيير القيمة تغيير مجموعة من أنماط التفاعل والعلاقات والمراكز والأدوار الاجتماعية، أدى تغيير نمط الحياة من العصر الإقطاعي إلى المجتمع الحديث إلى تغيير المفهوم الاجتماعي لجوهر الفرسان والمحاربين، لأن الفرسان والمحاربين من أفضل المهن الاجتماعية في العصر الحديث، أصبحت الأنشطة الاقتصادية وإنشاء المشاريع الصناعية والاقتصادية المربحة من القضايا المهمة التي يسعى إليها العديد من طاقات العمل ثم الحصول على منصب رفيع.

تعتبر القيم والأخلاق من أهم الركائز في عملية التفاعل الاجتماعي وهي عناصر أساسية في تشكيل أي ثقافة اجتماعية في أي وقت وفي أي مكان، بدون الأخلاق والقيم النبيلة والسامية لا يمكن أن تكون هناك حضارة أو تقدم ونمو وازدهار لذلك وجد أنه مع كل تغيير في تكوين البنية الاجتماعية يجب أن تتغير القيم والمثل والأهداف والأخلاق والسلوكيات لتتماشى مع الهيكل الجديد للمجتمع.


شارك المقالة: