أثر الإيمان بوجه الله تعالى في العقيدة الإسلامية

اقرأ في هذا المقال


أثبتت النصوص الشرعية أن الله تعالى له وجه، يليق بمكانته وجلاله، يُصدّق بوجوده المؤمنون، ويؤمنون به، وقد نصّ على ذلك نبي الله محمد _صلى الله عليه وسلم_ في أحاديثه، لذلك يجب على كل مسلم أن يُؤمن بوجه الله تعالى، من خلال عدة أمور نتحدث عنها في هذا المقال.

قصد وجه الله تعالى بالأعمال الصالحة:

أرشد الله عز وجل عباده إلى أن يقصدوا وجهه تعالى في أعمالهم الصالحة، وجاء في النصوص الشرعية، أن العمل الذي لم يقصد صاحبه به وجه الله تعالى هو عمل باطل، ومن تلك الأعمال إنفاق المال، حيث يجب على المسلم أن يقصد وجه ربه سبحانه وتعالى، في أي شيء ينفقه من ماله، فقال تعالى: وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ سورة الروم 39.

كما وصف الله الصالحين من عباده، بأنهم يقصدون بكافة أعمالهم وجهه سبحانه وتعالى، وعلى المسلم أن يقصد وجه الله تعالى، في كافة أعماله حتى يكون من عباده الصالحين، فقد يقصد العبد وجه الله في إتقانه لعمله خلال وظيفته، وفي مساعدة الآخرين وإعانتهم، وفي تعامله مع الناس وملاطفته لهم، وكذلك قد يقصد المسلم وجه الله تعالى بأقواله وما يتحدث به مع نفسه من أذكار.

الاستعاذة بوجه الله تعالى:

الاستعاذة بالله تعالى هي دعاء العبد لربه أن يُبعد عنه شر ما يستعيذ منه، فإذا استجاب الله عز وجل لاستعاذة عبده، فإنّه يكون قد استجاب لدعائه، فالدعاء يكون من العبد لربه، بطلب الخير في الدنيا والآخرة، والاستعاذة بإبعاد شر الدنيا وعذاب الآخرة.

وهذا ما فعله النبي _عليه الصلاة والسلام_ عندما نزلت عليه آيات العذاب، فقد كان يقول كلما قرأها على صحابته: “أعوذ بوجهك”، فعلى المسلم أن يستعيذ بوجه الله تعالى من شرور الدنيا وعذاب الآخرة، اقتداءً بالنبي محمد _عليه الصلاة والسلام_.

إجابة السؤال بوجه الله تعالى:

على المسلم أن يُجيب سؤال السائل، الذي يقصد بسؤاله وجه الله تعالى، وحكم مَن لا يُجيب سؤال السائل بوجه الله تعالى اللعنة، فقد جاء في الحديث الشريف، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ملعون من سأل بوجه الله عز وجل ، وملعون مَن سُئل بوجه الله عز وجل ثم منع سائله ما لم يسأل هجرا” رواه الطبراني.

كما أنّه لا يجب على المسلم أن يسأل بوجه الله تعالى في أي شيء، يتعلق بأمور الدنيا، فهو يُقلل بذلك من شأن صفة السؤال بالله. أما مَن سُئل بالله تعالى فعليه الاستجابة، ما إذا كان بإمكانه أن يُجيب، وكان ذلك باستطاعته.

الطمع في رؤية وجه الله تعالى:

أكرم الله تعالى عباده المؤمنين برؤية وجهه سبحانه وتعالى، فقد بيّن النبي _عليه الصلاة والسلام_ لصحابته، أن الله تعالى أكد على إكرام المؤمنين بذلك، من خلال ما جاء في قوله تعالى في سورة يونس26: “لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ”.

ومن واجب المؤمن أن يقوم بما يُرضي الله سبحانه وتعالى، ويتبع أوامره في الدنيا، ويجتنب ما يُنهيه عنه، لكسب دخول الجنة، ورؤية وجهه الكريم، مدركاً أن هذا إكرام له من ربه مقابل صلاح عمله في الدنيا.


شارك المقالة: