أثر معركة مؤتة

اقرأ في هذا المقال


واستشهد في يوم معركة مؤتة من جيش المسلمين اثنا عشر شهيداً، أمّا من جيش الرومان صاحب العدة والتعداد، لم يعرف أبداً عدد قتلى ذلك الجيش، ولكن تفصيل معركة مؤتة يدل على كثرة القتلى في صفوف الروم.

مع أن جيش المسلمين لم يحصل على ما يريده وهو الثأر لمقتل الحارث بن عمير، لكن كان لهذه المعركة دور كبير جداً في التأثير على سمعة المسلمين ولكن من ناحية إيجابية، حيث أن هذه المعركة جعلت كل العرب في حالة من الدهشة والحيرة الكبيرتين.

فقد عرف عن دولة الرومان أنَّها صاحبة أكبر وأعظم قوة على وجه البسيطة، ولكن كانت تظن العرب أنَّ معنى جلادها هو أن تقضي على النفس وطلب الهلاك بالشدة والقوة، فكان محاربة ذلك الجيش الإسلامي الصغير صاحب الثلاثة آلاف مقاتل للجيش الرومي الضخم والكبير صاحب المئتي ألف مقاتل ثم العودة عن إكمال القتال من غير أن يلحق بجيش المسملين أي خسائر وأضرار كبيرة تذكر، يعد كل هذا من عجائب الأمور التي حدثت.

وكان كل ذلك يؤكد للعرب أنَّ المسلمين وجيشهم هم من طراز رفيع غير ما ألفته العرب وكانت تعرفه، وأنّ الملسمين وجيشهم مؤيدون ومنصورون من عند الله سبحانه وتعالى صاحب القوة والعظمة والمنعة، وأنّ صاحبهم محمد صلى الله عليه وسلم هو رسول الله حقاً.

ولهذا الأمر نرى القبائل اللدودة والمعادية للدين الإسلامي وما جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من رسالة ربانية من عند الخالق سبحانه وتعالى والتي كانت لا تزال تقوم بثورات على المسلمين قد جنحت بعد ما حصل في معركة مؤتة إلى الدخول في الإسلام، وبعد ما جرى في موقعة مؤتة أسلمت العديد من القبائل منها بنو سليم وقبيلة أشجع وأيضاً قبيلة غطفان وذبيان وقبيلة فزارة وغيرها من العديد من القبائل.

وكانت معركة مؤتة بداية للقاء القوي والدامي مع دولة الرومان، فكانت سبباً في تهيئة وتمهيد طريق الفتوحات في بلدان التي تحكمها الدولة الرومانية، وسبباً لاحتلال المسلمين الأراضي البعيدة عنهم والنائية، حيث كانت لهذه المعركة دافع معنوي كبير لنشر دين الله الإسلام في جميع بقاع الأرض، وإثباتاً للعالم عامّة والعرب خاصة أنّ للمسلمين وجيشهم ونبيهم لهم شأن كبير جدأً.


شارك المقالة: