اقرأ في هذا المقال
وبعد أن بشّر هرقل ملك الروم بأنَّ النبي محمد صلى الله عليه وسلم سيمتدُّ مُلكه حتى يصل موطن (موضع) قدميه هاتين، وهو ما تحقَّق بشكل فعلي، سواء كان هرقل يَقصد بقدميه أرضَ إيلياء (وهي اسم بيت المقدس) في فلسطين، أو أنّه يقصد مُلْكَه هو، وهذا ما تمَّ بالفعل حيث سيطر جيش المسلمين على مُعظم بلدان ومدن دولة الروم في الشام وأيضاً في شمال إفريقيا، ثمّ فتحوا العاصمة الكُبرَى لهم وهي مدينة القسطنطينيَّة حين فتحها محمد الفاتح ونشر الإسلام فيها.
وبعد الذي رآه أبو سفيان من أثر كتاب النبي على هرقل عظيم دولة الروم، حيث كان رد هرقل عليه أن أهدى الصحابي الجليل دحية بن خليفة الكلبي وهو من حمل كتاب الرسول صلى الله عليه وسلم بالكسوة والمال، وعندما كان الصحابي دحية بن خليفة في الطريق وصل إلى منطقة حسمى، صادفه هناك عدّة رجال من جدام وهم من قطاع الطرق، فقطعواعليه طريقه، وعندها أخذوا كل الذي معه، ولم يتركوا له أي شئ، فجاء دحية إلى رسول الله قبل أن يدخل إلى بيته، فأخبره بما حصل له.
فأرسل النبي صلّى الله عليه وسلم الصحابي الجليل زيد بن حارثة إلى منطقة حسمي ، وتقع تلك المنطقة خلف وادي القرى، وكان مع زيد حوالي خمسمائة مقاتل، عندها شنّ زيد بن الحارثة هجوماً على جذام، فقتل زيد ومن معه فيهم قتلاً ذريعاً جداً، واستاق نعمهم ونساءهم، حتى أنّه أخذ من النعم ألف بعير منهم، وأخذ من الشّاة ما يقدر بخمسة آلاف، وكان له من السبايا حوالي مائة من النساء والصبيان.
وكانت هناك مواعدة بين النبي محمد صلى الله عليه وسلم وبين قبيلة جذام ، فأسرع زيد بن رفاعة الجذامي وكان هذا الرجل هو أحد زعماء قبيلة جذام بتقديم الاحتجاج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حينها أسلم زعيم قبيلة جذام هو ورجال من قومه ودخلوا في الإسلام، ونصروا الصحابي دحية بن خليفة، عندها قبل سيدنا محمد احتجاج زعيم قبيلة جذام، وأمر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بإرجاع جميع الغنائم والسبايا لهم، وكانت هذه السرية بعد غزوة الحديبية.